سمية درويش من غزة: في الوقت الذي أعلنت فيه قبل قليل كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" مواصلتها قصف المدن الإسرائيلية عبر صواريخها دون الالتفات للتهديدات المتكررة التي يطلقها قادة الجيش الإسرائيلي بين الفينة والأخرى، كشف المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، زئيف شيف، اليوم الثلاثاء، النقاب عما كان متوقعا في الأيام الأخيرة، عن ان جيش الاحتلال الإسرائيلي قرر توسيع عملياته الجارية منذ نحو خمسة أسابيع في بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة، باتجاه مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين، وهذا تحت عنوان، جعل المواطنين الفلسطينيين "يدفعون ثمن" إطلاق قذائف القسام من قطاع غزة باتجاه البلدات الإسرائيلية في الجنوب وبمحاذاة القطاع.

ويذكر ان وزير الحرب الإسرائيلي شاؤول موفاز كان قد أعلن مساء يوم الجمعة انه "منح" الجيش الإسرائيلي "حرية التحرك" في قطاع غزة، "لمنع إطلاق قذائف من القطاع في اتجاه إسرائيل ومستوطنات قطاع غزة. وهذا في الوقت الذي أكد فيه كبار ضباط جيش الاحتلال إن عمليات الجيش في القطاع لم تفلح في وقف عمليات إطلاق القذائف.

وكان التفسير الفوري لتصريحات موفاز أنها تعبير مرادف لأوامر توسيع العمليات والاجتياحات الجارية في قطاع غزة. وحسب المخطط فإن جيش الاحتلال سيبقى في كل موقع سيسيطر عليه، ويقيم فيه مواقع عسكرية شبه ثابتة، ويقول شيف، "ان الحديث في الجيش لا يجري عن احتلال دائم".

ويقول شيف، "إن الصعوبة التي يواجهها الجيش الإسرائيلي لمنع إطلاق القذائف هو انه يجري الحديث عن قذائف خفيفة وسهلة الاستخدام، وبالامكان إطلاقها من كل مكان والهرب بسرعة من المكان بعد إطلاقها، ويفقتر الجيش الإسرائيلي لوسائل آلية لصد هذه القذائف قبل سقوطها.

وكانت السلطة الفلسطينيبة قد حاولت مرارا خلال جولات مستمرة عقدتها مع مختلف التيارات السياسية الفلسطينية ولاسيما حركتي حماس والجهاد للحصول علي موافقتهما بوقف إطلاق الصواريخ تجاه المدن الإسرائيلية إلا ان تصريحات قادة حماس السياسيين منهم والميدانيين كانت دائما تتوعد إسرائيل باعتبار المقاومة حق مشروع في مقارعة الاحتلال.

وتأتي هذه التصريحات من كل الجهات عقب استمرار اجتياح إسرائيل لبلدة بيت حانون شمال القطاع واجتياحها فجر اليوم لمخيم يبنا برفح جنوب القطاع تحت حجة تدميرها لإنفاق يستخدمها فلسطينيون لتهريب الأسلحة والصواريخ.