أسامة العيسة من القدس: بعد شهور من الاعتقال والمعاناة وتحديد الإقامة والتحقيق المتواصل والضغط، وقف الحنان تننباوم، العقيد احتياط في الجيش الإسرائيلي المختطف السابق لدى حزب الله اللبناني، تعلوا سحنته علامات الإرهاق يحتضن أبنائه وزوجته، ويقول بلغة المنتصر "كانوا زملائي في المدرسة يسموني الذكي، فكيف يمكن أن يخدعني حزب الله؟".والمح، مثل ثعلبا متعب مغرور، بأنه هو الذي يمكن أن يخدع حزب الله.

واضاف بأنه لم يقدم أية معلومات عن دولته إسرائيل لحزب الله الذي امضى لديه في الخطف اكثر من عامين، وما زالت عملية الخطف يكتنفها الغموض.ووجد تننباوم وقتا ليقبل أطفاله وزوجته وهو يتنفس لأول مرة منذ صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله، ما يسميها نسمات الحرية، وذلك بعد صفقة مثيرة للجدل.

واصبح تننباوم حرا بموجب صفقة بينه وبين الادعاء في إسرائيل، أحدثت هي الأخرى، جدلا، مثل حادثة اختطافه الغامضة.

ووفقا لخبراء في الشؤون الإسرائيلية فان وقف ملاحقة تننباوم قضائيا بموجب الصفقة الموقعة لا يعني أبدا أن نتنباوم قال كل ما عنده لمحققيه، وان ما أعلن عن موافقة الادعاء على الصفقة ما هو إلا إعلان إعلامي أما المخفي في قضية تننباوم فما زال الأكبر لدى ما اصبح يطلق عليه في إسرائيل لقب الثعلب، الذي أدلى بتصريحات صحفية متناقضة عندما كان لدى حزب الله، حين أعلن انه جاء إلى لبنان ليبحث عن رون أراد ملاح الجو الإسرائيلي المختطف، واثنى في تصريحات صحفية على معاملة حزب الله له وأبدى تفهمه لمقاومة حزب الله لإسرائيل.

وما رشح من إفادات تننباوم التي عقدت الصفقة بموجبها انه ذهب إلى أبو ظبي لعقد صفقة مخدرات قبل اختطافه إلى بيروت، حيث وقع في قبضة حزب الله اللبناني، في عملية وصفها حسن نصر الله الأمين العام للحزب بأنها عملية معقدة تم بموجبها اختطاف الحنان تننباوم رجل الموساد الإسرائيلي.

وحسب تسريبات إعلامية فانه يعتقد بان قيس عبيد الفلسطيني من قرية الطيبة في المثلث الذي كان يحمل الجنسية الإسرائيلية قبل إسقاطها عنه، هو من استدرج نتناوم إلى لندن ومن ثم إلى أبو ظبي قبل أن يقع أسيرا لدى حزب الله، في عملية معقدة وغامضة حقق فيها حزب الله نصرا استخباريا واضحا على عدوه الأول إسرائيل.

وبعد تحرير تننباوم في صفقة بين حزب الله وإسرائيل، اقتيد إلى السجن للتحقيق منه لشكوك كثيرة حول عملية اختطافه ولمعرفة ماذا قدم لحزب الله من معلومات.

ولم يتوقع حتى اكثر المتفائلين المتابعين لملف تننباوم، أن يتم إغلاق هذا الملف بالطريقة التي جرت فيها يوم أمس.

وبدلا من أن يؤدي إغلاق الملف إنهاء القضية، فتح المجال لمزيد من الأسئلة، مثل ماذا قال تننباوم في التحقيقات معه التي جرت في إسرائيل؟ وهل قال كل شيء؟ وهل كان أتحد رجال الموساد، كما أعلن حزب الله، مكلف بمهام معينة ضد حزب الله؟ وماذا قدم لحزب الله من معلومات وهل استطاع فهلا خداع الحزب الذي يدير معركته مع إسرائيل بذكاء؟ وهل فعلا جنده حزب الله كما تردد، وان عملية اختطافه كانت مسرحية؟ أم انه خدع المخابرات الإسرائيلية التي بدت عاجزة في إحدى فترات التحقيق من تقدم معه، فأرادت تغطية فشلها بصفقة مريبة؟

هذه الأسئلة وغيرها بدأت تطرح بقوة في إسرائيل، ومن المتوقع أن لا يقتنع الرأي العام النابه في إسرائيل بسهولة، بكلام مسؤوليه عن قضية تننباوم، وستشغل ذلك الرأي فترة أخرى مقبلة.