اختطفت عناصر مسلحة من جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر 18 شرطيا عراقيا في مدينة النجف وقالت انها تريد مبادلتهم بقياديين من مساعدين للصدر تعتقلهم القوات الاميركية فيما قال مستشار الامن القومي موفق الربيعي ان ملف تعامل الفضائيات العربية مع القضية العراقي معروض على مجلس الوزراء.
وقال قائد شرطة النجف غالب الجزائري إنه ينتظر أوامر رسمية للتحرك من اجل اطلاق رجال الشرطة المخطوفين مشيرا الى عدم وجود رغبة رسمية في تصعيد الموقف لكن أحمد الشيباني الناطق باسم الصدر نفى أن يكون أي من رجال الأمن محتجزين في بيت الصدر أو في مقر الميليشيا التابعة له حسبما نقل عنه راديو سوا اليوم واتهم الشرطة باستفزاز عناصر جيش المهدي إن من شأن الغارات وعمليات المداهمة زعزعة الاستقرار في النجف.
وقد تظاهر مئات من انصارالصدر اليوم في وسط مدينة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) للاحتجاج على عملية اعتقال الشيخ مثال الحسناوي القيادي في تيار الصدر مطالبين باطلاق سراحه على الفور.
وتجمع المتظاهرون في شارع الامام العباس وسط المدينة وهم يرفعون لافتة كبيرة كتب عليها "على سلطات الاحتلال اطلاق سراح الشيخ مثال الحسناوي" قبل ان يتوجهوا الى مقر مبنى المحافظة حيث قاموا بتوزيع بيان طالبوا فيه الحكومة العراقية ب"الاضطلاع بدورها الحقيقي في السيادة الوطنية وعدم السماح للمحتلين بالتدخل بالشؤون الداخلية " و "بعدم السماح للمحتل بالتدخل في عمليات الاعتقال للرموز الدينية والشخصيات الوطنية المعروفة وترك هذا الامر للسلطات الوطنية".
وكانت القوات الاميركية قد اعتقلت نهاية الشهر الماضي في مدينة كربلاء في عملية مشتركة بالتنسيق مع الحرس الوطني العراقي الشيخ مثال الحسناوي الذي اصبح ممثل الصدر في المدينة بعد معارك بين جيش المهدي وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في حزيران (يونيو) الماضي.
وادى اعتقال مسؤول آخر هو الشيخ مصطفى يعقوبي في اذار(مارس) الماضي في النجف الى وقوع مواجهات لاسابيع بين جيش المهدي والجنود الاميركيين في المدينتين المقدستين وبغداد اوقعت مئات القتلى من انصار الصدر .
وقد ذكر مصدر مقرب من مكتب الصدر في النجف ان رجل الدين اجتمع بأمراء سرايا جيش المهدي البالغ عددهم 17 آمرا بمكتبه في شارع الرسول .
وقال ان الصدر اكد على امري سرايا جيشه ضرورة مواجهة أي اعتداء يصدر من قبل دوريات الشرطة او القوات الاميركية ضد عناصر الجيش المهدي وحثهم على عدم تمكين هذه الدوريات من الدخول الى المدينة القديمة التي يسيطر عليها أتباع الصدر واوصاهم بتوفير كادر متخصص في عمل البدالات الهاتفية حتى يتسنى تدريب أفراد جيش المهدي وذلك بعد الحصول على أربع بدالات من مدينة الثورة في بغداد ونقلها الى النجف تعمل اثنتان منهما على استراق السمع والأخرييتان للاتصالات العادية .
وكشف المصدر عن وصول سلاح جديد من مدن عراقية اخرى هو عبارة عن قاذفات محوّرة تستطيع معالجة الدبابات بدقة أكثر من سابقاتها وقال ان درس تبديل الشفرة التي يستخدمها افراد جيش المهدي في أجهزتهم اللاسلكية وذلك لأسباب أمنية.
ومن جهة اخرى قالت مصادر في شرطة المدينة ان الشرطة ماتزال تستمع في أجهزتنا اللاسلكية الى شتائم وتهديدات مصدرها عناصر ميليشيا الصدر يتوعدون فيها قائد شرطة النجف غالب الجزائري والمحافظ عدنان الزرفي بالانتقام حيث كانت هذه العناصر استولت على الاجهزة من مراكز الشرطة التي استولت عليها خلال القتال الذي خاضته مع الشرطة والقوات الاميركية خلال الشهرين الماضيين .
ومن جهة اخرى قال مستشار الامن القومي موفق الربيعي ان ملف تعامل الفضائيات العربية مع القضية العراقية معروض على مجلس الوزراء الذي سيقوم باغلاق مكاتب الفضائيات التي تحرف الحقائق او تحرض على العنف والقتل .
واشار الربيعي في تصريحات لتلفزيون " العراقية" الليلة ان قانون العفو عن المسلحين الذين لم يرتكبوا جرائم قتل جاهز ليوقعه رئيس الوزراء اياد علاوي الذي عاد الى بغداد من جولة عربية الليلة واوضح ان قوات الامن العراقية افشلت اكثر من نصف العمليات الارهابية التي كان المسلحون ينوون تنفيذها خلال الايام القليلة الماضية .