عامر الحنتولي من عمان: بعد انتظار استثنائي طويل نزلت الى الأسواق في مختلف المدن الاردنية الاحد الماضي جريدة " الغد" سادس جريدة سياسية يومية في الاردن، بعد صحف "الرأي" و"الدستور" و"العرب اليوم" و"الديار" ، وسط توقعات من قادة الرأي والفكر في الاردن بان تتفوق الصحيفة خلال فترة قصيرة بسبب التأني الشديد في عمليات الاستعداد للصدور التي استمرت نحو عامين للخروج الى القارئ بحلة اعلامية غير مسبوقة في تاريخ الصحافة الاردنية.

وقال خبراء ومراقبون اعلاميون تحدثت اليهم "ايلاف" للتعليق على اصدار العدد الرابع اليوم الأربعاء من الجريدة الجديدة إن الصحيفة في طريقها لتحقيق نجاحات في سوق المبيعات، وان الصحيفة قد حققت حتى الآن مافاق التوقعات، إذ أفاد عاملون في صحف اخرى ان الاقبال على باقي الصحف اليومية في الاردن كان ضعيفا خلال الايام الثلاثة الماضية بعد صدور " الغد".
واكد هؤلاء ان الصحيفة من خلال خطها التحريري ووجهها الاعلامي اثبتت بالقطع انه لاصحة لوجود رأس المال الكويتي في الصحيفة، وهي شائعة اعتمد عليها خصوم الغد في الآونة الاخيرة لتشكيل لوبي شعبي مضاد للصحيفة الجديدة، في حين فضل آخرون التريث في مسألة ابداء الحكم على الصحيفة الجديدة، إذ عبروا عن أملهم ان تستمر الصحيفة في خطها التحريري الذي بدا مستقلا، وشكلها المتميز وفريقها الاعلامي الشاب، إذ يعمل في الصحيفة اكثر من مائة صحافي وصحافية تم تدريبهم خلال الاسابيع الاربعة الماضية على عملية انتاج وتحرير صحافية محوسبة بالكامل منذ لحظة كتابة التقرير الصحافي.

وأكد ناشر الصحيفة الاردنية اليومية الجديدة رجل الاعمال المعروف محمد خالد عليان لـ"ايلاف"، انه لم يتوقع هذا الاقبال على ثاني استثماراته في الحقل الاعلامي الاردني اذ سبق له ان أصدر صحيفة اسبوعية متخصصة في السوق الاعلاني الاردني "الوسيط" لاتزال رغم انطلاقها منذ سنوات تتسيد الحصة الاعلانية الاكبر في الاردن.
وقال ناشر "الغد"، انه يتمنى ان يستمر الاقبال على صحيفته الجديدة وان تبقي كوادر الغد الصحافية والادارية على نجاحاتها وجهودها مؤكدا ان قناعته لم تتبدل يوما حول احتمال سوق اليوميات في الاردن لشركاء جدد، مشيرا إلى انه يأمل ان تبقى المنافسة الشريفة بين الصحف.
وقالت الصحيفة في عددها الاول ان مجهولا اقدم ليلة اصدار العدد الاول على قطع التيار الكهربائي عن مبنى الصحيفة، وان تلك الحادثة وقعت حين كانت وزير الدولة الاردنية المتحدث الرسمي أسمى خضر في ضيافة الغد، وأجرت الوزيرة سلسلة من الاتصالات لتبين الاسباب وكان جواب المؤسسات المعنية ان الحادثة بفعل فاعل.
وختم عليان حديثه لـ"ايلاف"، ان الغد لن تنحاز لأحد، وانها ستبقى مفتوحة للجميع لتشكيل رأي عام ايجابي يؤدي الى الاصلاح والتحديث والحياة الافضل.
من جانبه أكد الصحافي الشاب عماد الحمود الذي أسندت اليه رئاسة تحرير الغد، أنه راض عن انطلاقة الغد، مؤكدا ان عملية اصدار الصحيفة بالمواصفات التي اردناها لم يكن بالامر السهل، واشار الحمود إلى أن فريق الغد وضع نصب اعينه منذ لحظات الاستعداد الاولى ألا تكون الصحيفة الجديدة رقما يضاف الى عدد الصحف المحلية الصادرة في الأردن، وختم بالقول لـ"ايلاف"، نسعى لأن نكون الاقوى التزاما بمبادئ الصحافة الاحترافية القائمة على المصداقية والموضوعية.

ويقود تحرير الغد نخبة من ابرز الصحافيين الاردنيين اذ تعمل رنا الصباغ المديرة السابقة لمكتب رويترز في عمان مستشارة للتحرير، وفؤاد ابو حجلة مديرا عاما للتحرير، وسعد حتر مراسل البي بي سي رئيسا لقسم المندوبين، وباسل الرفايعة مدير مكتب فضائية الحياة ال بي سي مديرا لتحرير المحليات، ومصطفى صالح رئيسا للقسم الرياضي وهو يعد ابرز صانعي الصحافة الرياضية حول الوطن العربي، وكذلك سميح المعايطة الذي يعد ويقدم برنامجا سياسيا في التلفزيون الاردني، اضافة الى اسماء اخرى، في حين ستضم الصحيفة الجديدة رسام الكاريكاتير صاحب الشعبية الواسعة اسامة حجاج المعروف بشخصية ابو محجوب.

ويرتبط نجاح يومية جديدة في الاردن ارتباطا وثيقا بتعثر يومية اخرى قائمة في الاساس، لعدم وجود قدرة مادية للاردنيين على شراء اكثر من صحيفة واحدة وهو مايجعل فكرة ازدحام اليوميات في الاردن عشوائية اعلامية لاطائل منها طبقا لتقديرات خبراء ومطلعين على الشأن الاعلامي في الاردن، إذ بات في حكم المؤكد ان يصدر ناشر اعلامي اردني سابق يومية جديدة، في حين بدا مؤكدا ايضا تحول اثنتين من الصحف الاسبوعية في الاردن الى صحف يومية مطلع العام المقبل.