اعتدال سلامه من برلين: تريد ألمانيا بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة تأهيل الجيش العراقي. وكما قال متحدث باسم وزارة الدفاع في برلين لـ "إيلاف" إنه سيجري حتى نهاية الأسبوع الحالي نقل مائة شاحنة مع بعض المعدات العسكرية والتدريبية إلى الخليج من أجل وضعها في خدمة الدوريات التدريبية بينما ستوفر حكومة الإمارات معدات عسكرية تتناسب مع الطبيعة الصحراوية.

وأشار المتحدث إلى الاتفاق الذي يخص التدريب ووقعه موظف ألماني رفيع المستوى ومسؤول من دولة الإمارات العربية المتحدة خلال زيارة رئيس الحكومة العراقي إياد علاوي إلى إمارة أبو دبي، بأنه ينص على وضع مدربين ألمان وإماراتية برنامج كامل للتدريب يرفع بعد ذلك إلى حلف شمال الأطلسي، باعتباره جزء من مساهمة ألمانيا في إعادة تعمير العراق. كما نفي أخبار تحدثت عن تواريخ لبدء الدورات ومكانها وعدد المدربين الألمان، فالأمر يعود في ذلك إلى القيادة العليا الأطلسية، لكن سيدرب المئات من الجنود العراقيين, في الوقت نفسه لا يستبعد موافقة برلين على تدريب ضباط عراقيين في مؤسسات للجيش الاتحادي في ألمانيا.

وسوف تتقاسم ألمانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة تكاليف التدريب فترسل برلين المعدات والشاحنات والمدربين بينما تتحمل دولة الإمارات تكاليف إقامة الجنود العراقيين وإسكانهم وسفرهم وتكاليف نقلهم مع المعدات إلى العراق عند انتهاء الدورة.

وعرف أن الشاحنات الألمانية سوف تستكمل بمعدات من جيش دولة الإمارات مثل العجلات لتتحمل حرارة الصحراء التي تتجاوز الخمسين درجة ولن تقتصر مهمتها على النقل بل ستكون قتالية في العراق.

وقال مسؤول في الجيش الألماني إن حاجة القوات العراقية للمعدات الحديثة كبير، ولأن أفرادها غير معتادين عليها يجب أن يتم تدريبهم أيضا خلال الدورة في الإمارات العربية المتحدة على كيفية التعامل مع الشاحنات الألمانية الحديثة، فإلى جانب الدورات التدريبية والقيادة عليهم معرفة كيفية إصلاح الشاحنات عندما تتعطل وصنع قطع غيار لأنها باهظة الثمن وقليلة في العراق.

ودورة التدريب التي سينفذها ضباط خبراء من الجيشين الإماراتي والألماني هي بمثابة مواصلة لإستراتيجية الشراكة بين البلدين، ومساهمة ألمانيا لإعادة تعمير العراق اتفق عليها المستشار غيرهارد شرودر مع حكومة الإمارات العربية المتحدة يوم زار أبو ظبي في شهر تشرين الأول( أكتوبر) عام 2003، على أساسه أهّل المكتب الجنائي الاتحادي في أبو ظبي من شهر آذار ( مارس) وحتى أيار( مايو) 230 شرطيا عراقيا لإنجاز مهمات أمنية تتلاءم مع الوضع الحالي.

وتعتبر برلين تدريبها للجيش العراقي جزءا من مساهمتها في الإستراتيجية التي وضعها حلف شمال الأطلسي خلال قمته الأخيرة في اسطنبول وفضلت القيام بالدورات التدريبية في دولة الإمارات العربية المتحدة لأنها أكثر هدوءا وأمانا من العراق وتجمعها معها أفكار سياسية كثيرة.