خلاف مصري سعودي صامت بشأنها
القاهرة تستبعد إرسال قوات للعراق
نبيل شـرف الدين من القاهرة: وسط أنباء تحدثت عما أسمته "خلافاً مكتوماً" بين القاهرة والرياض بشأن التعامل مع المسألة العراقية، حسمت مصر اليوم الاربعاء موقفها حيال مسألة إرسال قوات إلى العراق، إذ استبعدت المشاركة في تلك القوات المقترح أن تحل مع قوات أخرى من عدة بلدان عربية واسلامية محل القوات المتعددة الجنسيات حسبما اقترحت السعودية ذلك مؤخراً، وهو الأمر الذي ناقشه أيضاً في الرياض قبل أيام عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية.
وسبق أن أعلن مصدر دبلوماسي في القاهرة أن الموقف المصري إزاء المقترحات السعودية لإرسال قوات عربية وإسلامية إلى العراق سيتبلور في إطار موقف عربي جماعي يناقشه اجتماع وزراء الخارجية، كما كشف ذات المصدر عما أسماه الضوابط أو المعايير التي اشترطت القاهرة توافرها لإرسال قوات إلى العراق وهي بإيجاز على النحو التالي:
ـ صدور قرار صريح من مجلس الأمن بناء على طلب العراق يحدد مهام وأهداف تشكيل قوة دولية هناك.
ـ إعلان جدول زمني لانسحاب قوات التحالف من العراق باعتبار أن مصر لن تشارك في حماية قوات احتلال لدولة عضو في الأمم المتحدة.
ـ أن يصادق البرلمان والحكومة العراقيين على استقدام هذه القوات المقترح إرسالها.
ـ أن يتم ذلك بالتنسيق بين القاهرة وبغداد تحت مظلة الأمم المتحدة.
ـ وأخيراً ألا يكون تشكيل هذه القوات الدولية على أساس عرقي أو ديني، الأمر الذي يعني ألا يقتصر تشكيل هذه القوات المقترحة على الدول العربية أو الإسلامية فقط، وفق ما ورد في الاقتراح السعودي.
وقال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري اليوم الأربعاء إن موقف مصر واضح بشأن إرسال قوات للعراق، وإن بلاده "ترفض ارسال قوات"، لافتاً إلى أن "كل ما يثار بشأن ارسال قوات عربية واسلامية هو مجرد طروحات مازال الجانب الأميركي والأطراف العربية تنظر فيها" حسب تعبيره.
وجددت مصر الإعلان عن موقفها الرافض لإرسال قوات إلى العراق مرة أخرى بعد أن اختطف مسلحون مناوئون للحكومة العراقية سكرتير السفارة المصرية في بغداد الشهر الماضي، وطالب المختطفون حينئذ بأن توقف مصر تعاونها الامني مع العراق وأطلقوا سراح الدبلوماسي المصري دون أن يلحق به أذى، بعد وساطات قامت بها أطراف عشائرية وسنية في العراق.
أما السعودية فقد اقترحت إرسال قوات من دول عربية واسلامية إلى العراق لضبط الامن، غير أنها أوضحت في وقت لاحق أن هذه القوات المقترحة ستحل محل القوات المتعددة الجنسيات وستعمل تحت مظلة الامم المتحدة، وليس قوات التحالف، وتباينت ردود الفعل العربية والدولية حيال الاقتراح السعودى، ومن بين الدول التي يرجح اشتراكها في هذه القوات المزمع تشكيلها هي المغرب وباكستان وماليزيا والجزائر وبنغلاديش.
التعليقات