نجاح محمد علي من طهران : أكد الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني اعترافه بالحكومة العراقية المؤقتة، وهو تطور لافت في موقف رفسنجاني الذي يوصف برجل ايران القوي. لكن رفسنجاني الذي يرأس مجمع تشخيص مصلحة النظام أعلى سلطة ترسم السياسات الاستراتيجية، أعلن رفض ايران وجود مستشارين أميركيين يعملون في الوزارات العراقية ودعا الى تسليم السيادة بشكل كامل للعراقيين.وقال "العراق ليس بحاجة الى مستشار ووصي اجنبي وانه يتمتع برصيد شعبي واع وكفؤ" .

وجاءت تصريحات رفسنجاني أثناء اجتماعه الأربعاء مع وزير المالية العراقي عادل عبد المهدي الذي رأس وفدا عراقيا كبيرا لاجتماع "ملتقى الفرص الاقتصادية بين العراق وايران"، الذي نظمته وزارة الخارجية الايرانية بمشاركة عراقية كبيرة ضمت رسميين ورجال أعمل ومؤسسات.

وشدد رفسنجاني على ضرورة احترام سيادة العراق على اراضيه واستقلال الحكومة المؤقتة في اتخاذ القرارات , ودعا الحكومة المؤقتة الى بذل جهود حثيثة لتشكيل حكومة عراقية على اساس اصوات الشعب والقانون مشيرا الى ان الحكومة المؤقتة قد افلحت في تبني خطوات للوصول الى هذا الهدف.

وأدان رفسنجاني ما وصفها بـ" الاعمال الارهابية " التي تستهدف الشعب العراقي المظلوم وانتهاك حرمة الاماكن المقدسة وجميع الاديان في العراق مضيفا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تتوقع تنفيذ قرار مجلس الحكم بشان طرد منظمة مجاهدي خلق التي أطلق عليها اسم (زمرة المنافقين الارهابية) من العراق حيث تعارض اميركا تنفيذ هذا القرار.

وعلمت" ايلاف أن الوزير العراقي وهو أيضا قيادي بارز في المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق، الحليف القوي لايران، طلب خلال اللقاء أن تسقط ايران تعويضات قدرتها الامم المتحدة بـ97 مليار دولار وتطالب بها بسبب الحرب مع العراق.

وعلم أن رفسنجاني دعا الى توحيد أطراف "البيت الشيعي" وتوسيع رقعته ليشمل الزعيم الديني الشاب مقتدى الصدر، والضغط على القوات الأميركية لمنع القيام بهجمات ضده، بعد محاصرة منزله في النجف الأشرف قبل يومين.

وفي نفس السياق أكد أحمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي لـ"ايلاف" أن الشيخ محمد مهدي الآصفي ( الزعيم السابق في حزب الدعوة الاسلامية) يقود مبادرة تضم صدر الدين القبنجي وعمار الحكيم (من المجلس الأعلى ) لانهاء التوتر الأخير مع الصدر.

وأكد الجلبي الزائر لطهران لـ"ايلاف" أنه يجري اتصلات بهذا الشان مع النجف لمنع تفجر الأوضاع هناك وكان الجلبي نجح في السابق في احتواء أزمة خطيرة بين الصدر والقوات الأمريكية، وبينه وبين المجلس الأعلى.

في هذه الأثناء أكد قيادي شيعي بارز طلب عدم ذكر اسمه أن "اطرافا شيعية" تقف وراء الحملة الأخيرة ضد الصدر التي شملت اعتقال مدير مكتبه في كربلاء الشيخ مثال الحسناوي. وأوضح " هذه الأطراف تريد جر الصدر الى صراع مع الشرطة العراقية لتبرير تصفيته والتخلص منه في مرحلة تالية".