اعتدال سلامه من برلين: من وجهة نظر مستشارة الأمن القومي غوندا ليسا رايس تم رفع درجة التأهب في عدد من المدن الأميركية بناء على وصول معلومات في الأيام الماضية أدق من السابق من دول صديقة مثل باكستان. عدا عن ذلك تتفحص الحكومة الأمريكية كما نقلت صحف ألمانية عن مراسليها في واشنطن إمكانية تأجيل الانتخابات الرئاسية، وتجري في الثاني من شهر تشرين الثاني ( نوفمبر) القادم إذا ما تعرضت الولايات المتحدة لعمليات إرهابية واستعلم كبار الموظفين في الوزارة المسماة" حماية الوطن" عن الشروط القانونية والدستورية لهذه الخطوة،ويجب صدور القرار بعد حدوث العملية الإرهابية وقبل فترة من موعد الانتخابات.
ونقلت مجلة فوكوس ألمانية المعروفة أقوال أحد المسؤولين في واشنطن بعدم وجود معلومات محددة من مصادر مخابراتية ، لكن العملية الإرهابية التي وقعت في شهر آذار(مارس) في مدريد سبقت الانتخابات هناك، لذا فسرها خبراء بأنها كانت موجهة من الإرهابيين للانتخابات وهذا ما قد يحدث في الولايات المتحدة.
ودفع الوضع الحالي الملفت للنظر في الولايات المتحدة والإجراءات الأمنية التي فرضتها الإدارة الأميركية إلى طرح تساؤل عدد من المفكرين والمحللين السياسيين الألمان، منها هل أوجدت الإدارة الأميركية طريقة جديدة لبقاء الرئيس جورج بوش في الحكم رغم تراجع أسهمه، وهل يمكن إقرار قانون عندما لا يوجد، وهل أصبح الإرهابيون جزءا من الحملة الانتخابية لدى المرشح المحافظين بوش، رغم مساندة اللوب اليهودي له مثل مساندته لمنافسه الديمقراطي كيري؟

وفي هذا الصدد قال معلق سياسي ألماني في نفس المجلة في الزاوية المخصصة للنقد المسماة فوروم: "قد يحتاج بوش لعملية إرهابية وإجراءات أمنية كالتي فرضها نهاية الأسبوع الماضي لتخدم حملاته الانتخابية لكن ينقصه الآن ضربة حقيقة؟"

ووصف وضع بوش الذي يعاني من تراجع أسهمه الشعبية بأنه يشبه حال المستشار الألماني غيرهادر شرودر، ففي الدورة الانتخابية عام 2002 اشتكى من تراجع أسهمه وهددت الخسارة حزبه لكنه استفاد من كارثة الفيضانات التي وقعت في شرق ألمانيا فنزل بين الناس يمد يد المساعدة ووعد بالعون للمتضررين فكسب أصواتهم، لذا قد ينقذ الإرهاب بوش من محنته التي لا دواء لها سوى استرجاع أصوات الناخبين التي خسرها بسبب سياسته الداخلية والخارجية، وربا الكوارث مفيدة.