واشنطن: نشر الجنرال تومي فرانكس مهندس عمليتي غزو العراق وافغانستان على رأس القيادة الوسطى للجيش الاميركي هذا الاسبوع مذكراته، مبديا فيها دهشته لان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين لم يستخدم اسلحة الدمار الشامل خلال غزو العراق ولنقص التحضير لمرحلة ما بعد الحرب.
ويسترجع الكتاب الذي يقع في 590 صفحة 37 سنة من العمل العسكري في حياة الجنرال حتى تقاعده الصيف الماضي. وهو لا يقدم اعترافات او يكشف اشياء خطيرة الا انه يشكل شهادة مهمة عن الحرب الاميركية "ضد الارهاب".
يقر الجنرال انه فوجيء خلال المرحلة الاولى من الحرب على العراق لان نظام الرئيس العراقي السابق لم يستخدم اسلحة الدمار الشامل الشهيرة. "لقد اخطأت. كنت متأكدا ان صدام حسين هيأ اسلحة الدمار الشامل في العراق ولكني كنت على خطأ. ولم يتفاجأ احد أكثر مني"، بحسب ما قاله فرانكس لشبكة سي ان ان الاميركية امس الاربعاء. واعترف الجنرال فرانكس بان التخطيط لمرحلة ما بعد الغزو كانت معقدة بسب نقص في المعلومات حول سايكولوجية العراقيين.
وقال في وقت سابق هذا الاسبوع: "كنت آمل ان ينشط العراقيون فورا ليصبحوا جزءا من الحل". واضاف: "لم نكن نعرف شيئا ولهذا السبب كنا نجهل كم ستدوم العمليات"، متوقعا بقاء الجيش الاميركي 5 سنوات في العراق.
وقد تهرب فرانكس من الاجابة ردا على سؤال عن مرشحه المفضل للانتخابات الرئاسية الاميركية في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر مشيرا الى انه يحترم الرئيس الاميركي الحالي جورج بوش كزعيم، لكنه يفضل عدم الانخراط في الحملة، مضيفا "السياسة لا تهمني".
وفي سيرته الذاتية، يروي الجنرال كيف اسر الى البيت الابيض بفكرة اعلان انتهاء العمليات العسكرية في العراق بشكل رسمي. وكان بوش ظهر بعدها بايام قليلة على متن حاملة طائرات في الاول من ايار/مايو 2003 امام لافتة كتب عليها "المهمة انجزت"، ما اثار جدلا واسعا، خصوصا ان الكثيرين نددوا بالمردود السياسي لهذا الاحتفال المبكر.
ويشرح فرانس بانه راى ان مثل هذا الاعلان ربما يقنع البلدان التي لم تشأ المشاركة في غزو العراق بارسال قوات عسكرية لارساء الوضع في البلاد. وتابع " لم اكن آبه فيما لو اتت المساعدة من حلف شمال الاطلسي او الامم المتحدةاو بشكل مباشر. لكننا عندما بدأنا العمليات، كنا نعول على دعم لاحق من بلدان اخرى".
التعليقات