جين سوتون من خليج غوانتنامو (كوبا): قال سجين أفغاني وهو يجلس مكبل اليدين ورجلاه مقيدتان بالسلاسل الى الأرض لمجلس عسكري أميركي يوم الخميس انه انضم الى حركة طالبان وأُجبر على حمل بندقية إلا انه "لم يكن ليقاتل أحدا".

والرجل ضعيف البنية كث اللحية يبلغ من العمر 31 عاما واحد من 10 سجناء في غوانتنامو مُنحوا حتى الان حق المثول أمام جلسات استماع لتقرير ما اذا كانوا مقاتلين أعداء لا تحميهم اتفاقيات جينيف أم انه يجب إرسالهم الى بلادهم. وجلسات الاستماع التي بدأت يوم الجمعة أول فرصة في فترة عامين ونصف العام لسجناء عددهم 585 سجينا للطعن في احتجازهم غير المحدود بزمن في قاعدة بحرية أميركية في كوبا وهو الوضع الذي تستنكره جماعات حقوق الانسان باعتباره انتهاكا للقانون الدولي.

وأقامت وزارة الدفاع الامريكية البنتاجون جلسات الاستماع بعد أن قضت محكمة عليا أميركية في يونيو حزيران ان للسجناء الحق في الاعتراض في المحاكم الامريكية على احتجازهم. وسُمح للصحفيين لأول مرة يوم الخميس بدخول حجرة جلسة الاستماع المفروشة سجادا والمكيفة الهواء في جلسة غير سرية مدتها ساعة في الوقت الذي كان يعرض فيه السجين الافغاني قضيته.

وجاء في سجلات الجيش الامريكي التي لخصت أثناء محضر الجلسة ان الافغاني هو من جنود حركة طالبان. وأُطيح بالحركة الاسلامية الاصولية من السلطة عندما غزت الولايات المتحدة أفغانستان بعد هجمات 11 من سبتمبر ايلول عام 2001 لملاحقة أعضاء تنظيم القاعدة. وقال السجين من خلال مترجم عن اللغة البشتونية انه انضم الى طالبان وأُجبر على تلقي بندقية كلاشينكوف لانهم "كانوا يعطون كل شخص سلاحا." واضاف "لم أكن لأقاتل أحدا." .

وقال السجين انه لا يحمل أي ضغينة للأميركيين وكان يعرف انهم ساعدوا أفغانستان في هزيمة الاحتلال السوفيتي من خلال إعطائهم "بعض الأسلحة الفعالة للغاية." ونُقل المترجم عنه قوله "هل أنا مجنون لاعادي الأميركيين.؟" وقال انه سمع في الراديو ان الأميركيين "قادمون لأخذ اسامة ابن لادن" وانهم يعتقلون أعضاء من طالبان لذا رتب من خلال الصليب الاحمر بأن يستسلم لامير حرب في تحالف الشمال حليف للقوات الأميركية. وقال "سلمت نفسي للأميركيين لانني أعتقد ان الامريكيين مع حقوق الانسان."

وسمح لسجين أفغاني آخر بحضور جلسة استماع يوم الخميس وهو رجل أصلع ذو لحية رمادية مجعدة يبلغ من العمر 49 عاما يقول عنه الجيش الامريكي انه كان مجندا في جيش طالبان. وشهد السجين بانه كان تاجر أخشاب وعاد الى بيته في افغانستان في خريف عام 2001 بعد أن عمل في باكستان. وقال ان طالبان أخذوه من بيته واحتجزوه لمدة 20 يوما في مجمع في مدينة قندوز الواقعة في شمال البلاد إلا انهم لم يقدموا له سلاحا أو تدريبا ثم سلموه لقوات تحالف الشمال المناهضة لطالبان. وقال ان تحالف الشمال احتجزه وهو وسجناء آخرين من طالبان في حاوية مغلقة "مات فيها بعض الرجال لان الجو كان حارا جدا." وارسل الى غوانتنامو في بداية عام 2002 ولكنه قال انه لم يقاتل قط ولم ير أي قتال.

ويتعين على المجالس المكونة من ثلاثة ضباط عسكريين الذين يديرون المراجعات أن تقدم قراراتها الى مسؤولين عسكريين قانونيين والى الاميرال المسؤول عن "مراجعات حالة الاعداء المقاتلين" الجديدة. ومن المتوقع ان يتم التوصل الى القرارت النهائية في غضون اسبوعين. ويقول مسؤولون عسكريون ان جلسات الاستماع استوفت المعايير التي وضعتها المحكمة العليا إلا ان نشطاء حقوق الانسان يشككون في ذلك لأن السجناء ليس لهم الحق في ان يتخذوا محامين أو ان يكون لهم وثائق محظور الاطلاع عليها. وقال ايضا بعض السجناء المفرج عنهم انهم تعرضوا للتعذيب وهو الاتهام الذي تنفيه الولايات المتحدة.

والافغانيان هما من بين خمسة أفغان حتى الآن شاركوا في جلسات الاستماع. وجلسات الاستماع للخمسة الذين رفضوا حضورها عقدت دونهم. وليس للصحفيين الذين يغطون جلسات الاستماع ان يذكروا أسماء السجناء. وألقى السجناء أسئلة على الضباط الجالسين على المنضدة أمامهم. وسأل أحدهم "اذا لم اعتبر ولم يتقرر انني عدو مقاتل هل ستفرجون عنى أم ستبقونني هنا.؟"

وقال له الكولونيل العسكري الذي رأس المجلس انه سوف يرسل الى بيته اذا اتضح انه ليس عدوا مقاتلا الا انه اذا حكم عليه بانه عدو مقاتل فان مجلسا آخر سيقرر ما اذا كان يشكل خطرا ويجب ان يبقى محتجزا.