معتقل في سجن غوانتنامو تتلى عليه حقوقه"إيلاف" من بيروت: أثارت فضيحة تعرض معتقل بحريني في غوانتنامو الى أساليب تعذيب لا تختلف عن تلك التي استخدمت في "أبوغريب" انتقادات عدة من جهات بحرينية وحقوقية وحزبية مختلفة، ابرزها ما جاء على لسان النائب محمد خالد الذي انتقد وزارة الداخلية ممثلة الوفد الأمني لإخفائها معلومات عن تعذيب مواطنين بحرينيين في معتقلات غوانتنامو. في المقابل، اعتبر وزير البحرية الأميركي غوردن انغلند خلال زيارة لقاعدة غوانتنامو البحرية في كوبا أن تكاثر الاتهامات بإساءة معاملة المعتقلين يأتي في سياق "حرب كلامية "..." ودعائية".

وأعلنت كتلة النواب المستقلين في مجلس النواب "رفضها التام للأساليب الوحشية التي يقوم بها حراس سجن غوانتنامو الأميركي في كوبا "سيئ الصيت" والتي تعرض لها المواطن البحريني جمعة الدوسري المعتقل ضمن عدد كبير من المعتقلين في هذا السجن الذي لا تتوافر فيه أية مواصفات تحترم إنسانية السجناء فيه أو تراعي الاتفاقات الدولية في هذا الشأن".

جاء اعتراض الكتلة على خلفية ما تناقلته وكالات الأنباء ونشرته الصحف عن تعرض أحد مواطني مملكة البحرين من المحتجزين في سجن غوانتنامو لتعذيب وانتهاكات، فيما أكد وكيل الوزارة ورئيس لجنة حقوق الإنسان في وزارة الداخلية اللواء الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة أن الوفد الأمني عند زيارته الاولى للمعتقلين في غوانتنامو العام 2002 لاحظ آثار ضرب على وجه المعتقل البحريني جمعة الدوسري، مشيرا إلى أنه الوحيد بين المعتقلين البحرينيين الذي كان تعرض للضرب.

"محكمة الاستئناف الأميركية العليا أجازت في نهاية يونيو( حزيران) الماضي للمعتقلين الحق في الاحتجاج على اعتقالهم من دون اتهام أو ذنب اقترفوه."

وكان مركز حقوق الإنسان البحريني نشر أول أمس شهادات حية تكشف عن أساليب التعذيب التي طبقت على معتقلي غوانتنامو وتشبه الى حد كبير ما كان يستخدم في سجن "أبو غريب". وعرض التقرير الذي نشره مركز حقوق الإنسان البحريني، عرض البريطاني من أصل آسوي شفيق رسول، الذي كان بين المعتقلين الثلاثة الذين افرج عنهم مؤخرا من معتقل غوانتنامو، مشاهداته الحية والمؤلمة هو وزملاؤه داخل معتقل غوانتانامو الذي لا تختلف أساليب التعذيب فيه عن تلك التي استخدمت في "أبوغريب"، موضحين ان إهانة المعتقلين في هويتهم ودينهم شبه يومية، إذ كان مسئولو وضباط المعتقل يرمون نسخ القرآن في مراحيض حمامات المعتقلين كما كانوا يجبرونهم على الممارسات الجنسية الشاذة أو مشاهدة معتقلين آخرين عراة على أشرطة الفيديو أو ضربهم بإبر فيها مواد غير معروفة داخل أجسادهم خلال إجراء عملية التحقيق معهم أو الاستجواب. وافاد البريطاني انه شاهد أساليب "الجنرال ميلر" في التعذيب تطبق داخل غوانتانامو على معتقل بحريني يدعى جمعة الدوسري الذي مارس ضباط المعتقل أساليب تعذيب بحقه مماثلة لأساليب سجن "أبوغريب" في العراق، على حد تعبيره.

" القائمة البحرينية تضم ستة أشخاص وهم: جمعة الدوسري، عيسى المرباطي، صلاح البلوشي، عبدالله النعيمي وأخيرا الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة"

خالد يطالب بتحرك النواب والملاحقة القانونية للإدارة الأميركية
وطالب خالد بالملاحقة القانونية للاميركيين الذين مارسوا تعذيب الدوسري وذلك بتقديم طلب رسمي من الحكومة البحرينية إلى الإدارة الأميركية. وشكك خالد في صحة المعلومات التي نقلها الوفد الأمني سابقا قائلا انه التقى الوفد الأمني بعد عودتهم من زيارة المعتقلين وسألهم عن أوضاع البحرينيين في غوانتنامو، وأكدوا له أنهم بخير، إلا أنهم الآن يناقضون ما تحدثوا به من قبل.

وتساءل خالد عن أسباب عدم تحرك الجهات الرسمية من قبل عندما علمت بما يتعرض له المعتقلون في غوانتنامو. وطالب خالد بضرورة استدعاء السفير الأميركي لدى المملكة وإبلاغه احتجاج الحكومة على ما يتعرض له مواطنوها في غوانتنامو، بالإضافة إلى تحرك النواب والموافقة على تشكيل اللجنة المؤقتة في المجلس لبحث ومتابعة قضية المعتقلين.

استفسار الخارجية
قال وكيل وزارة الخارجية يوسف محمد محمود إن الوزارة وجهت سفارة مملكة البحرين في الولايات المتحدة إلى إرسال مذكرة رسمية إلى وزارة الخارجية الأميركية للاستفسار بشأن ما تناقلته وكالات الأنباء ونشرته الصحف عن تعرض أحد مواطني مملكة البحرين من المحتجزين في سجن غوانتنامو لتعذيب وانتهاكات. وقال: "إن ذلك يأتي إثر الأنباء التي بنيت على ما نسب إلى الاعترافات المبدئية التي أدلى بها ثلاثة من المحتجزين البريطانيين في سجن غوانتنامو كان قد أفرج عنهم حديثا". وأكد وكيل الوزارة أن إرسال المذكرة جاء من دافع اهتمام مملكة البحرين بهذه المعلومات ومتابعتها للتأكد من مدى صحتها لاتخاذ ما يترتب على ذلك من إجراءات واتصالات مع الإدارة الأميركية.

"الأساليب التي استخدمت خلال استجواب البريطانيين الثلاثة عبر عرض أشرطة فيديو لأسامة بن لادن تحاول إدانتهم بأنهم جزء من شبكته "القاعدة"، لكن المخابرات البريطانية أثبتت العكس، إذ وجدت أن لا علاقة لهم بذلك "

"النواب المستقلين" ترفض أساليب غوانتنامو الوحشية
وقالت الكتلة في بيان لها أمس: "إن الممارسات الوحشية للحراس سواء بأمر رؤسائهم أو بأمر من نفسياتهم المتوحشة تعد زلزالا مدمرا لضمير الإنسانية وتعديا صارخا لحقوق الإنسان التي تتشدق الولايات المتحدة الأميركية بضرورة مراعاتها، بينما هي وجنودها أول من يهين تلك المبادئ ولا يلتزم بها، متجاهلين بذلك القوانين الدولية التي تحرم تلك التصرفات والتجاوزات ومهمشين الشرائع التي لا تقبل بمثل هذه الوحشية بين الإنسان والإنسان بمجرد استحواذ طرف منهما على القوة والسلاح".

وأضافت "إن السجين البحريني الدوسري يعاني من مشكلات نفسية وصحية كثيرة وخطيرة وخصوصا أنه أجرى في وقت سابق عملية جراحية جعلته أقل قدرة على تحمل الظروف القاسية التي يعيشها السجناء في سجن غوانتنامو. لذلك، فإننا نطالب الحكومة الأميركية بالإفراج عن السجين البحريني تماشيا مع ظروفه الصحية وإنهاء معاناته عبر تحديد موعد قريب لمحاكمته إذا ثبت عليه أي جرم مما تدعيه السلطات الأميركية. كما أننا نطالب جميع المنظمات الحقوقية والجمعيات والمؤسسات المعنية بحقوق الإنسان محليا ودوليا بممارسة دورها المهم في المطالبة بمعاملة السجين الدوسري وإخوانه البحرينيين وباقي السجناء معاملة حسنة بحسب ما تفرضه القوانين والاتفاقات الدولية ومعاملة تليق بإنسانيتهم جميعا من دون تمييز. كما نوجه دعوتنا إلى حكومة مملكة البحرين الرشيدة لبذل مزيد من الجهود الرامية إلى إنهاء أزمة السجناء البحرينيين في سجن غوانتنامو والمطالبة بصورة رسمية بسرعة حسم قضيتهم التي نعتقد أن غالبية البحرينيين المسجونين هناك لا توجد تهم محددة قد وجهت إليهم، وإن كان بعض الاشتباه إلا أنه لا يسمح بتعرضهم لأقسى أنواع التعذيب الذي يلاقونه، وأكبر دليل على وحشية التعذيب ما لقاه المواطن الدوسري". وقالت: "كما نطالب البرلمان الأميركي والقضاء النزيه في أميركا وكل السلطات الموجودة في الولايات المتحدة الأميركية بإعادة النظر في موضوع وجود سجن غوانتنامو سيئ الصيت، إذ يعتبر ما يحدث فيه وصمة عار على التجربة الديمقراطية والحقوقية الأميركية، والتي بلا شك، ستسحب الثقة من الهيئات كافة في الولايات المتحدة الأميركية سواء النزيهة منها أو المشبوهة. لذلك، فإننا لا نتردد في تكرار الدعوة لأصدقائنا الشرفاء في أميركا إلى ممارسة ضغوطهم على الحكومة الأميركية لغلق ملف ذلك السجن الذي لن تنساه البشرية وسيسجله التاريخ في الجانب الأسود من السمعة الأميركية".

المجندة لندي تربط معتقلا في أبو غريب من رقبته

أميركا: اتهامات التعذيب في غوانتنامو "حرب كلامية"
بالمقابل، قال انغلند مساء الأربعاء ردا على الاتهامات بسوء المعاملة: "إنها حرب كلامية ودعائية"، مضيفا أن التفتيش العام في سلاح البحرية أجرى تحقيقا في الأمر، كما قام الصليب الأحمر الدولي بمقابلة المعتقلين ولم يشر إلى سوء معاملة. وتابع انغلند: "نحن أمام عدو ذكي جدا وسيقوم بكل ما هو ممكن للانتصار علينا وزرع الشقاق بين أصدقائنا وحلفائنا"، من دون أن يستبعد احتمال إجراء تحقيق جديد للرد على هذه الاتهامات.

وكانت منظمات إنسانية نشرت الأربعاء في نيويورك تقريرا من 115 صفحة يشرح بالتفصيل التجاوزات المنتظمة التي تعرض لها معتقلون سابقون في قاعدة غوانتنامو. وتضاف هذه الاتهامات إلى شهادات أخرى قدمها معتقلون سابقون بريطانيون وفرنسيون وإسبان، نددوا بسوء المعاملة في غوانتنامو.