محمد الشايظمي من الدار البيضاء: كشفت مصادر مغربية مطلعة أن السلطات الأمنية المختصة شرعت في استجواب المغاربة الستة الذين جرى ترحيلهم من معسكر غوانتنامو بكوبا إلى المغرب في حزيران ( يونيو) الماضي.

و أضاف المصدر أن المصالح المختصة تسعى من خلال عمليات التحقيق التي تتم في معتقل تمارة (ضاحية الرباط) والذي أثار كثيرا من الانتقادات أخيرا وسط الجمعيات الحقوقية، إلى معرفة وضعية كان المغاربة داخل طالبان و تنظيم القاعدة بزعامة إسامة بن لادن، و التدريبات التي تلقوها هناك على مختلف الأسلحة، إلى جانب التحقيق في بعض الأسماء التي كانت توجد في ما يسمى بتجمع المجاهدين المغاربة في أفغانستان.
و كانت مصادر متطابقة ذكرت أن السلطات الأميركية رحلت إلى المغرب ستة مواطنين مغاربة كانوا معتقلين في معسكر غوانتنامو بخليج كوبا قبل أكثر من عامين.

و تمت عملية التسليم من طرف الأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة بعد تنسيق بين أجهزة البلدين وفي ظروف أمنية مشددة ووسط سرية تامة بعيدا عن وسائل الإعلام.

و كان وفد مغربي من وزارة الخارجية و إدارة الأمن الوطني و المخابرات زار الولايات المتحدة الأميركية لبحث ملفات أمنية مهمة في إطار ما يسمى بالحرب على الإرهاب، إلى جانب تناول موضوع الزيارة لمصير المغاربة المعتقلين في القاعدة الأميركية بغوانتنامو وتدارس تسليمهم للمغرب، خصوصا بعد أن ثبت للمحققين الأميركيين عدم تشكيلهم لأي خطر على أمنها القومي.

و سبقت زيارة الوفد المغربي إلى الولايات المتحدة وقتها زيارة ثلاثة من عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) من إسبانيا إلى المغرب لمدة ثلاثة أيام و تباحثهم مع كبار المسؤولين الأمنيين المغاربة لأشكال التعاون و التنسيق في إطار ما يسمى بالحرب على الإرهاب.

و يبلغ عدد المغاربة المعتقلين في القاعدة الأميركية حوالي 19 شخصا اعتقلوا في أماكن متعددة من أفغانستان و دول الجوار خلال الحرب ، و يتحدر المعتقلون المغاربة من عدة مدن من المغرب من أبرزهم عبد الله تبارك (أبو عصام) الذي كان هاجر إلى أفغانستان خلال الثمانينيات و الذي تقول عنه تقارير أمريكية إنه كان الحارس الشخصي لبن لادن زعيم تنظيم القاعدة، و أنه كان معه حتى معارك (تورا بورا) حيث كانت القوات الأمريكية قاب قوسين أو أدنى من القبض على بن لادن، و أنه هم من فوت الفرصة عليها لإلقاء القبض عليه من خلال هاتف نقال كانت المخابرات الأمريكية تقتفي أثره. كما يوجد من ضمن مغاربة غوانتنامو كل من محمد مزوز و عبد الرحيم بجعدية و محمد مهدي و محمد بنموجان و ابراهيم بن شقرون و رضوان شقوري و شقيقه المتحدث باسم المغاربة لإتقانه للغة الأنجليزية.

ووصف أحد المغاربة يحمل الجنسية الإسبانية ظروف المعتقل بأنها صعبة للغاية، خصوصا مع طول فترات التحقيق و الحرمان من النوم و ضعف ساعات الراحة و تسليط الأضواء الكاشفة على أعين السجناء ليل نهار.
ويبلغ عدد المغاربة الذين ما يزالون في القاعدة الأمريكية 13 عنصرا.

وبعد عملية التسليم استفسرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وزارة العدل و وزارة الداخلية حول وضع المغاربة الذين تم تسليمهم، و مكان اعتقالهم و معرفة الظروف القانونية التي يمكن ان يحاكموا في ظلها .