أسامة مهدي من لندن : قالت مصادر عراقية ان البيت الشيعي يتوسط لوقف العمليات المسلحة التي تشهدها مدن عراقية عدة حاليا بين جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر والقوات العراقية والمتعددة الجنسيات وان مفاوضات ستجري اليوم او غدا في بغداد بين ممثلي الصدر والبيت الشيعي في محاولة لاستئناف العمل بالهدنة الموقعة الشهر الماضي فيما ابلغ السيد مرتضى الكشميري ممثل المرجع الديني الاعلى السيد على السيستاني في لندن " ايلاف " انه سيقضي اياما للراحة قبل عرضه على الاطباء لاضطرابات في القلب .

وابلغت المصادر " ايلاف " في اتصال هاتفي من بغداد ان قادة احزاب وشخصيات سياسية ممثلة في البيت الشيعي بينهم السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وموفق الربيعي مستشار الامن القومي ورئيس اللجنة التي توصلت الى الهدنة السابقة والسيد محمد بحر العلوم رجل الدين ورئيس مجلس الحكم السابق قد بحثوا تدهور الاوضاع الامنية في النجف والناصرية وبغداد واجروا اتصالات مع ممثلي الصدر في بغداد فتم الاتفاق على وصول وفد من النجف الى العاصمة اليوم او غدا بحسب ماتسمح به الظروف الامنية يضم عددا من كبار مساعدي الصدر للدخول في مفاوضات من اجل استئناف العمل بالهدنة التي وقعت الشهر الماضي بعد اسبوعين من القتال الذي ادى الى مقتل حوالي الف من عناصر الصدر .

وحول ما اذا كانت السلطات العراقية مستعدة للقبول بنتائج المفاوضات والعمل بالهدنة اوضحت ان هناك موافقة مبدئية على ذلك شرط ان لاتدخل السلطات في مباحثات مباشرة مع الصدر او اي من ممثليه .

وقد اوقعت الهجمات التي تشنها القوات المتعددة الجنسيات وقوات الشرطة العراقية ضد مسلحي جيش المهدي منذ امس الى مقتل 52 شخصا واصابة 174 اخرين في النجف والكوفة والناصرية وحي الصدر في بغداد .

واكدت حكومة رئيس الوزراء اياد علاوي سعيها القضاء على الميليشيات غير القانونية التي تعمل في البلاد مشددة على ان الهجمات التي تشن حاليا ضد جيش المهدي ستتوسع لتشمل مناطق اخرى من العراق . وقال جرجيس هرمز سادة المتحدث باسم علاوي "نحن مقتنعون مائة في المائة بأنه يجب ان لا تبقى هناك ميليشيات لاي كان في العراق".

ففي مدينة النجف (100 كلم جنوب بغداد) اقتحمت دبابات اميركية وسط المدينة حيث تتمركز جماعات مسلحة من جيش المهدي وذلك بعد ساعات من قصف الطيران الاميركي بالصواريخ مواقع في المدينة وفي مقبرة المدينة حيث يتحصن عناصر من ميليشيا الصدر. وقد بدت شوارع المدينة خالية من حركة السير والمارة والمحلات التجارية والدوائر الحكومية مقفلة ولليوم الثاني على التوالي تعيش المدينة محرومة من الكهرباء والماء والخطوط الهاتفية
الارضية.

وفي مدينة البصرة (550 كلم جنوب بغداد) ثاني اكبر المدن العراقية قتل خمسة عراقيين واصيب ثلاثة اخرون بجروح خلال الاشتباكات التي وقعت بين ميليشات جيش المهدي والقوات البريطانية. ومن جانبه قال سالم عودة نائب المحافظ الذي يعد احد انصار الصدر "اننا نرفض اية مفاوضات مع قوات الاحتلال .. هم اقترحوا علينا اطلاق سراح اربعة من انصار جيش المهدي كانوا قد اعتقلوهم قبل يومين ولكننا لم نرد على هذه المقترحات بعد". واضاف في تصريح لوكالة الانباء الفرنسية "سنستمر في القتال في البصرة طالما ان الوضع في مدينة النجف لم يعد الى حالته الطبيعية ان المقاومة لن تتوقف واعتقد ان تستمر المعارك هذا اليوم".

وفي محاولة لوقف الاشتباكات قال المجلس الاسلامي الاعلى للثورة الاسلامية برئاسة الحكيم انه فوجيء بتفجر القتال فوجئا بتفجر الموقف من جديد وحصول اشتباكات عنيفة بين اجهزة الشرطة والجيش العراقي وبمساعدة القوات متعددة الجنسيات وبين جيش المهدي مما اثار مكامن القلق من جديد وجعل المدينة مرشحة لارباكات امنية واجتماعية كبيرة.

ودعا في بيان ارسل الى " ايلاف" طرفي النزاع الى ضبط النفس والاستجابة لمنطق الحوار البناء والحل السلمي لهذه الازمة والابتعاد عن استخدام العنف والسلاح " والذي تسبب بهتك حرمة هذه المدينة المقدسة وحصول اضرار بالغة للاهالي الشرفاء من ابناء هذه المدينة المقدسة بين شهيد وجريح ومهدوم الدار والممتلكات وغيرها " ..

وفيما يلي نص البان :
بسم الله الرحمن الرحيم

بعد الجهود الكبيرة ومبادرات عديدة من قبل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ومنظمة بدر والشخصيات الاسلامية والوطنية العراقية المخلصة اخذت الحلول السلمية حيزاً من أهتمام الاطراف المتنازعة في مدينة النجف الاشرف واستمرت الجهود لحسم الموقف بشكل كامل عبر هذا السلوب وكان للبيت الشيعي دوراً ايجابياً اساسياً في تحديد معالم الحل السلمي والتواصل مع طرفي النزاع لتطبيق هذه المفردات واخراج المدينة المقدسة ومشهدها المشرف مرقد الامام امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام من مظاهر السلاح والعنف وارجاع الحياة الطبيعية لها ليواصل الاهالي الشرفاء من ابناء هذه المدينة المظلومة الصامدة حياتهم وشؤنهم اليومية وتستعد المدينة لاستضافة الحشود المؤمنة من الزوار المؤمنين والوافدين اليها.

وفي اجواء التفاعل والعمل البناء هذا فوجئنا بتفجر الموقف من جديد وحصول اشتباكات عنيفة بين اجهزة الشرطة والجيش العراقي وبمساعدة القوات متعددة الجنسيات وبين جيش المهدي مما اثار مكامن القلق من جديد وجعل المدينة مرشحة لارباكات امنية واجتماعية كبيرة.
اننا في الوقت الذي نسجل فيه قلقنا الشديد تجاه ما يجري نناشد طرفي النزاع في ضبط النفس والاستجابة لمنطق الحوار البناء والحل السلمي لهذه الازمة والابتعاد عن استخدام العنف والسلاح والذي تسبب بهتك حرمة هذه المدينة المقدسة وحصول اضرار بالغة للاهالي الشرفاء من ابناء هذه المدينة المقدسة بين شهيد وجريح ومهدوم الدار والممتلكات وغيرها.

وقد اتفق البيت الشييعي في لقائه الطارئ في عصر يوم الخميس المصادف 5/8/2004 على تحقيق لقاء بين موفدي السيد مقتدى الصدر ورئيس واعضاء اللجنة التي كلفها البيت الشيعي لحل هذه الازمة.

كلنا أمل بان يتحقق بجهود المخلصين الحل السلمي الكفيل بمعالجة الموقف بشكل كامل وتجنب التقاتل العراقي العراقي واستثمار كافة الطاقات في بناء الوطن الذي كان عرضة للخراب والدمار والنهب على عهد النظام البائد.

نسأله سبحانه وتعالى ان يحفظ العراق وشعبه من كل سوء وان يحقق الآمال في عراق يسوده السلام والحرية والاستقلال والعدالة وترفرف عليه راية الاسلام خفاقة والحمد لله رب العالمين.

ومن جهة اخرى يصل الى لندن اليوم المرجع الشيعي العراقي آية الله علي السيستاني قبيل لتلقي العلاج في احد مستشفياتها . وكان المرجع قد وصل الى بيروت وسط تكتم شديد على
متن طائرة تابعة لشركة لبنانية خاصة بساط الريح تقوم برحلات بين مطاري بغداد وبيروت

ثم غادر مطار الظهر على متن طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط اللبنانية في طريقه الى العاصمة البريطانية.

وابلغ السيد مرتضى الكشميري ممثل السيستاني في لندن ان المرجع الذي يصل الى لندن خلال ساعات سيقضي اياما للراحة في العاصمة البريطانية قبل رؤية الاطباء له واوضح انه لم يتم بعد اختيار المستشفى او الاطباء الذين سيعالجونه واشار الى ان ذلك سيتقرر خلال الايام القليلة المقبلة .

وكان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في استقبال المرجع على ارض المطار الذي
امضى فيه نحو ثلاث ساعات قبل ان يتوجه الى لندن من دون تفاصيل اضافية.

يشار الى ان السيستاني (73 عاما) كان يتجنب مغادرة منزله منذ تعرضه قبل سبعة اعوام لمحاولة اغتيال في ظل النظام العراقي السابق وتعلن مواقفه من الاحداث عبر بيانات تصدر عن مكتبه في النجف او عن مساعديه وممثليه في المدن العراقية.

وكان احد مساعدي اية الله السيستاني في بغداد قد اشار وفق معلومات صحافية نشرت اليوم الجمعة، الى ان المرجع الشيعي الابرز يعاني من اضطرابات في القلب ويقوم اخصائيون عراقيون بمعالجته. واوضح حامد خفاف ان السيستاني يعاني من اضطرابات في القلب للمرة الاولى وانه الغى كل مقابلاته الاسبوع الماضي.

وتتزامن مغادرة السيستاني مقر اقامته في النجف الاشرف (160 كيلومترا جنوب بغداد) غداة تجدد المواجهات بين انصار الصدر والقوات المتعددة الجنسيات والشرطة العراقية بعد هدنة اعلن عنها في حزيران (يونيو الماضي ).

وفي بيان له ارسل الى " ايلاف " قال مكتب السيستاني في لندن انه الغى جميع ارتباطاته اليومية وان فريقا طبيا يتابع حالته الصحية .. وفيما يلي نص البيان :

بسمه تعالى

ألغى سماحة آية الله العظمى الإمام السيستانى (مد ظله) فجأة كل ارتباطاته اليومية في النجف الأشرف بناءاً على نصيحة الأطباء له وأفاد الفريق الطبي الذي يتابع حالته الصحية بان سماحة المرجع يحتاج إلى راحة لما يواجهه من اضطرابات قلبية ،وان الفريق يخشى عليه بان لا يتلقى الرعاية الصحية اللازمة له في الظروف الراهنة فلهذا نرجوا من المؤمنين الدعاء له بالشفاء العاجل ودفع كل مكروه عنه انه سميع مجيب.

مركز الارتباط بسماحة آية الله العظمى السيد السيستانى في لندن