أسامة مهدي من لندن : توقعت مصادر عراقية اعلان احكام عرفية محدودة في اجزاء من البلاد وخاصة في المدن التي تشهد مصادمات مسلحة منذ يومين فيما اتهم محافظ النجف عدنان الذرفي عناصر ايرانية بالمشاركة في القتال بينما ذكرت مصادر اميركية ان عدد القتلى في هذه المعارك وصل الى 300 في وقت حذرت الامم المتحدة من ان استمرار القتال سيؤدي الى تأجيل المؤتمر الوطني الموسع المقرر منتصف الشهر الحالي .
واشارت المصادر الى ان رئيس الوزراء اياد علاوي الذي سيعلن غدا قانونا للعفو عن المسلحين الذين لم يرتكبوا جرائم سيعلن اجراءات مشددة تصل الى درجة اعلان الاحكام العرفية في المناطق التي تشهد مواجهات مسلحة وهي النجف والبصرة والناصرية وسامراء هي الاولى من نوعها منذ استلام العراقيين للسلطة اواخر الشهر الماضي .
وقال وزير الداخلية فلاح النقيب ان الاشتباكات جزء من خطة مُنظمة لتقطيع أوصال العراق وذبح الشعب العراقي واضاف إن جميع هؤلاء الإرهابيين والقتلة يعملون لصالح منظمة واحدة ومهما كانت أعلامهم التي يلوحون بها أو قبعاتهم التي يعتمرونها على حد تعبيره.
واوقعت المواجهات بين القوات المتعددة الجنسيات وقوات الشرطة العراقية ضد جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر حوالى 300 قتيل ومئات الجرحى في مدينة النجف التي امهل محافظها الصدر واتباعه فترة 24 ساعة لمغادرة المدينة.
وقد اصيب منزل آية الله بشير النجفي احد اهم اربع مرجعيات دينية شيعية في النجف (وسط)، اليوم الجمعة باربعة صواريخ لم تسفر عن وقوع اصابات وفق متحدث باسمه
اوضح ايضا ان الصواريخ الحقت اضرارا بالمنزل لكنه رفض تحديد ما اذا كان المرجع في منزله وقت سقوط الصواريخ.

وقال المحافظ عدنان الذرفي في مؤتمر صحافي ان "العمليات العسكرية مرهونة بخروج ميلشيات جيش المهدي من النجف فادعوها للخروج من المحافظة واعطيها مهلة 24 ساعة تكون سارية من لحظة نشر هذا الكلام من على شاشات التلفزيون". واوضح ان "هذا يعني توقف العمليات العسكرية فلا مجال للحلول الوسطى او عقد هدنة فلا وجود للهدنة مع هذه الخروقات".
واتهم المحافظ عناصر ايرانية مسلحة بالمشاركة في القتال ضد الشرطة العراقية واضاف ان مشاهدة ايرانيين مسلحين في النجف اصبح شيئا مالوفا .

واكد الجيش الاميركي اليوم مقتل 300 مسلح خلال اليومين الماضيين في المعارك العنيفة الدائرة في العراق
وقال الكابتن كاري باتسون من قوات مشاة البحرية الاميركية (المارينز) لوكالة الصحافة الفرنسية "نقدر عدد الذين قتلناهم بثلاثمئة مقاتل معادين للحكومة العراقية خلال معارك اليومين الماضيين ونقدر خسائرنا بثلاثة قتلى و12 جريحا".
واوضح باتسون ان جنود المارينز كانوا "يمشطون المقبرة بحثا عن +المتمردين+ ومخابئ السلاح الخاصة بهم".
وتشكل مقبرة النجف الممتدة على مساحة 15 كيلومترا مربعا معقلا لمسلحي الصدر.
والهجمات هي الاكثر دموية منذ الهدنة التي تم التوصل اليها بين البيت الشيعي والقوات متعددة الجنسيات في حزيران (يونيو) الماضي.
وبدت شوارع المدينة خالية من حركة السير والمارة والمحلات التجارية والدوائر الحكومية مقفلة.
ولليوم الثاني على التوالي تعيش المدينة محرومة من الكهرباء والماء والخطوط الهاتفية الارضية.
وتعهدت الحكومة العراقية القضاء على الميليشيات غير القانونية التي تعمل في البلاد، مؤكدة ان الهجمات التي تشن حاليا ضد جيش المهدي ستتوسع لتشمل مناطق اخرى من العراق.
وقال جرجيس هرمز سادة المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي "نحن مقتنعون مئة في المئة بأنه يجب ان لا تبقى هناك ميليشيات لاي كان في العراق".
وعلى صعيد اخراعلن جمال بن عمر الموفد الخاص للامين العام للامم المتحدة كوفي انان اليوم ان استمرار اعمال العنف في العراق يهدد جوهر المؤتمر الوطني العراقي الذي يهدف الى تسوية المشاكل من خلال الحوار.
واضاف بن عمر مستشار الامم المتحدة للعملية السياسية في العراق ان الهدف "من المؤتمر الوطني هو ان يتبن العراقيون ان المشاكل التي يواجهونها لا يمكن حلها الا بالحوار فاذا استمرت اجواء العنف فان ذلك سينعكس سلبا على معنى الرسالة".
واضاف "يجب حل المشاكل بالحوار وليس بالاسلحة" موضحا ان المؤتمر سيعقد فعلا في الخامس عشر من الشهر الحالي .
وافاد تقرير لشرطة النجف ان الوضع عاد الى طبيعته الليلة وان الامور اصبحت تحت سيطرتها .
وقالت الشرطة في بيان ارسل الى " ايلاف " الليلة ان مجموعة من المجرمين من الذين اطلق سراحهم النظام السابق قبيل سقوطه قد هاجموا مراكز الشرطة .. وفيما يلي نص البيان :
قامت مساء أمس الخميس المصادف 5/8/2004 فئة مسلحة من الخارجين عن القانون وزمر من المجرمين الذين أطلق سراحهم النظام البائد قبيل سقوطه بمهاجمه بعض مراكز الشرطة في مدينة النجف الاشرف وقاموا باحتلال مناطق أمنه أخرى وعاثت هذه الزمر بالمدينة المقدسة الفساد وترويع سكانها بأساليبهم الخبيثة وتكديس السلاح والعتاد في مقبرة وادي السلام وحوالي الصحن الشريف إلا أن يقظة الشرطة الوطنية الباسلة تساندها كتائب من جيشنا الفتي في النجف الاشرف وبمؤازرة السكان في المدينة استطاعت القضاء على فتنتهم وقبرها وقد استسلم من عناصرهم منذ بدء العملية 700 مسلح ثم أعقب ذلك استسلام 200 مسلح أخر ثم توالت تلك العناصر المهزومة بالاستسلام تباعا حتى بلغ عددهم اكثر من 1200 مسلح هم وأسلحتهم لحين إعداد هذا البيان علما بان الأغلبية الساحقة من هؤلاء المجرمين ليسوا من أبناء سكان المدينة المقدسة هذا وقد كرمت حكومتنا الوطنية مقاتلينا الشجعان من رجال الشرطة والأمن والجيش بما يليق وحالة البسالة التي أبدوها في القضاء على هذه الفئة الضالة. إننا مصممون القضاء على جميع هذه الزمر وتحرير مدننا العزيزة التي تنوء من تسلطهم وفسادهم وان قواتنا طاردت فلولهم المندحرة وأسرتها وتقوم أجهزة الدولة المختصة بالشرطة الوطنية التحقيق معهم وان الموقف في مدينة النجف الاشرف مسيطر عليه بالكامل وعادت الأمور إلى حالتها الطبيعية.
وفي هذا الوقت وصل اليوم الى لندن اية الله العظمى علي السيستاني (73 عاما) حيث ستجرى له فحوصات طبية بعد ان عانى مشاكل في القلب.
وابلغ السيد مرتضى الكشميري ممثل السيستاني في لندن "ايلاف" ان المرجع
يعاني من "مشكلة بسيطة في القلب وسيخضع لفححوص وقد جاء الى هنا لهذا السبب"
واضاف انه "سيخلد الى الراحة بضعة ايام ثم سنرى ماذا سيقرر فريقه الطبي" مؤكدا ان السيستاني لم يدخل المستشفى اليوم متوقعا ان يتم ذلك بداية الاسبوع المقبل .
واوضح "اذا قرر الاطباء نقله الى المستشفى فسيحصل ذلك موضحا ان رجل الدين يقيم في منزل خاص. واشار الى نجل المرجع محمد رضا والطبيب الخاص يرافقانه فيما سيصل في وقت لاحق فريق طبي من العراق .
ونفى الكشميري بشدة تقارير اطلقها ممثلون للصدر من ان السلطات العراقية زورت تقارير طبية لارغام المرجع على الخروج من البلاد وافتعال معارك ضد انصار الصدر .
ومن جهته قال متحدث باسم وزارةالخارجية البريطانية ان السيستاني يقوم بزيارة "خاصة" وانه لن يلتقي اي مسؤول رسمي بريطاني خلال الزيارة.
وهذه هي المرة الاولى التي يغادر فيها اية الله العظمى العراق منذ عام 1988 ويبدو بالتالي مقتنعا بان صحته باتت في وضع حرج حيث انه مصاب بانسداد في الشريان الابهر.