نبيل شرف الدين من القاهرة: في أحدث تصريحات له نشرت اليوم السبت، قال الرئيس العراقي غازي عجيل الياور إن هناك أزمة هوية في العراق، وأكد أن قضية حفظ الأمن أمست الآن أولوية أمام الحكومة العراقية‏, إضافة إلى توفير كل مستلزمات الحياة الكريمة للشعب العراقي‏، معتبرا أن "القوات الأجنبية الموجودة في العراق لم تساعد علي تحسين الأوضاع الأمنية داخل البلاد بل زادت الطين بلة عندما حلت الجيش العراقي والأجهزة الأمنية"‏، موضحاً أنه عندما تصل القوة الأمنية العراقية إلى كفاءة عالية‏,‏ ويتوقف الإخلال بالأمن فلن تكون هناك ذريعة لأي قوة أجنبية لكي تبقى في العراق"، على حد تعبير الرجل الذي دخل التاريخ باعتباره أول رئيس للعراق بعد انهيار نظام حكم حزب البعث.

ومضى غازي الياور متسائلاً في سياق مقابلة صحافية أجرتها معه صحيفة "الأهرام" المصرية بعددها الصادر السبت، "لماذا نجلب قوات من هنا وهناك والعراق لديه موارد بشرية كبيرة؟" مؤكدا أن المطلوب هو تأهيل قوات الأمن العراقية‏، ومجدداً تحفظاته بشأن إرسال قوات إسلامية لتحل محل القوات متعددة الجنسيات‏ للعراق.

وبعبارات واضحة كشف الياور عن اتصالات مع قوات التحالف قائلاً إننا "نطلب الآن في مناقشات كثيرة مع القوات الصديقة الموجودة في العراق ان يعيدون الانتشار خارج المدن لكي يتسنى لنا التعامل مع ابناء شعبنا لنصل إلى الوحدة الوطنية العراقية، وتكريس الهوية العراقية، للاسف الان في العراق هناك أزمة هوية، لقد قسمونا، جاءتنا تقسيمات من الخارج مذاهب وقوميات وانا اعتقد ان هذا شيء نفتخر به وشيء ايجابي عندما تختلف مشاربنا ولكن نتوحد في الحفاظ علي الهوية الوطنية العراقية".

ونفى الياور محدودية صلاحياته في العملية السياسية، قائلاً إن "نظام الحكم الجديد في العراق يقوم علي اساس ألا تحتكر جهة واحدة السلطة، وان يكون هناك تقاسم بالسلطة حتى لا يكون هناك أي مشروع دكتاتور في المستقبل"، وأضاف "رئاسة الجمهورية ليست بروتوكولية وليست شرفية مثلما تتمنى بعض القوى الخارجية، فرئاسة الجمهورية تعنى بوضع الاستراتيجيات والخطوط العامة لسياسة الدولة، وتقوم رئاسة الوزراء بالاشراف والمتابعة علي عمل الوزارات وأي قرار يصدر من مجلس الوزراء لن يكون له قوة القانون ولن يكون نافذا الا إذا وافق عليه رئيس الجمهورية ونائباه بالإجماع لكي نشرك اكبر قدر ممكن من القوي السياسية في العملية السياسية".

ويعد الياور أحد أبرز شيوخ قبائل "شمر" العربية المعروفة، والتي ينتمي إليها عرب من طائفتي الشيعة والسنة وهو يحظى بتأييد واسع من جميع الأطراف القومية والدينية والطائفية والسياسية في العراق، وفي السيرة الذاتية فهو من مواليد العام 1958 بمدينة الموصل شمال العراق وهو الأخ الأكبر لأربعة أشقاء، وتلقى تعليمه في مسقط رأسه بمدينة الموصل، قبل أن يتوجه إلى المملكة العربية السعودية للحصول علي بكالوريوس الهندسة من جامعة البترول والتعدين، وحصل بعد ذلك علي درجة الماجستير في الهندسة المدنية من جامعة جورج واشنطن الأميركية، وأدار واحدة من كبرى شركات الاتصالات في السعودية خلال اقامته بها، وقبل أن يعود إلى العراق عقب سقوط نظام صدام حسين.