سلطان القحطاني من الرياض: أوضح عضو الكونغرس الاميركي الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا راندي كاننينجهام أن الزيارة التي قام بها اخيراً الى المملكة العربية السعودية واستغرقت نحو عشرة أيام أعطته انطباعا ايجابيا مختلفا تماما عن الانطباع الذي كان لدى الكثير من زملائه ومن ناخبي منطقة سان دييغو الذين يمثلهم في مجلس النواب الاميركي والذي كان عادة ما يأتي على شكل تساؤل منهم حول المملكة العربية السعودية.

وقال كاننينجهام مستدلا على ذلك الانطباع الايجابي بالمراجعة التي أجرتها السعودية على مناهجها التعليمية التي كانت تتهم بأنها تحض على العنف والكراهية وقال ان تلك المناهج خالية من كل تلك الاتهامات حاليا وتتوافق بنسبة كبيرة مع المعايير الخاصة بالمناهج التعليمية.

وقال انه رأى بنفسه وكمثال اخر على الانطباع الايجابي الذي خرج به من زيارته الخطوات والاجراءات التي السعودية فيما يتعلق بالنظام المصرفي وتشديد عمليات المراقبة والاشراف للتأكد من عدم وجود أي تمويلات أو حسابات مالية مشبوهة أو تستخدم في تمويل الارهاب والمنظمات الارهابية.

جاء ذلك خلال مداخلة لكاننينجهام أثناء جلسة الاستماع الثالثة للجنة الاستخبارات بمجلس النواب الاميركي التى يشغل عضويتها والتي عقدتها أمس ضمن جلساتها لدراسة توصيات تقرير لجنة الحادي عشر من سبتمبر في جانبها الخاص بمكافحة الارهاب وجمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية ومتطلبات الهجرة الى الولايات المتحدة الاميركية.

وأشار كاننينجهام أيضا الى انه تحدث خلال زيارته الى السعودية مع معظم أعضاء مجلس الشورى الذين جميعهم من المثقفين والمتعلمين والذين درس الكثيرون منهم في الولايات المتحدة الامريكية.
وقال انهم جميعا كان لديهم الشعور بأهمية الصداقة القائمة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية ليس على مستوى الحكومتين فحسب بل وعلى مستوى الشعبين أيضا موضحا أن السياسات التي تتبعها الولايات المتحدة الامريكية فيما يتعلق بمنح التأشيرات الدراسية للطلبة السعوديين للدراسة في الولايات المتحدة الامريكية ستؤدي الى خسارتها هي نفسها.

وتحدث كاننينجهام عن مكانة السعودية وقال انها تحتل موقع القائد في العالم العربي وخاصة مع وجود المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة في أراضيها.

وأشار الى أن وجود خمسة عشر سعوديا ضمن منفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 كان يهدف الى تخريب علاقات الولايات المتحدة الامريكية بأحد افضل أصدقائها في الشرق الاوسط.
وشدد كاننينجهام أيضا أن التعاون الأمني والاستخباراتي بين السعودية والولايات المتحدة الامريكية يتم بشكل يومي ويخدم مصالح البلدين وهو افضل بكثير من التعاون مع الوكالات الاخرى المشابهة في الدول الحليفة والصديقة مع أميركا.

من جانب اخر أكد منسق مكافحة الارهاب بوزارة الخارجية الامريكية جاي كوفر بلاك أن المملكة العربية السعودية تقوم بدور ايجابي وكبير في مجال مكافحة الارهاب العالمي بدليل تقديم أولئك الشباب من رجال الامن السعوديين لارواحهم في سبيل القضاء على تلك المشكلة في بلادهم.جاء ذلك ردا على مداخلة راندي كاننينجهام.
وأوضح بلاك انه يتفق مع اشادة كاننينجهام بجهود المملكة وقال انه وخلال جلسات استماع سابقة كان وفي كل مرة يواجه بسؤال اذا ما كانت المملكة العربية السعودية تقوم بدور ايجابي في مكافحة الارهاب العالمي.. مجيبا أنها وبدون أدنى شك تقوم بدور ايجابي وكبير.

وفصل بلاك الجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في مكافحة الارهاب مشيرا الى أنها شاملة لجميع المجالات بما فيها ما يتعلق بزيادة جهود التعاون مع الدول الاخرى والولايات المتحدة الامريكية للتعامل مع تلك المشكلة التي تهدد العالم بأسره.

وقال ان الولايات المتحدة الامريكية تعرف أهمية منطقة الجزيرة العربية في الحرب ضد الارهاب خاصة وان تلك الحرب تجري حاليا هناك من خلال الجهود التي تبذلها المملكة في هذا الوقت.

وأضاف ان الولايات المتحدة الامريكية تحتاج الى تلك الصداقة التي تمتعت بها مع شعب المملكة العربية السعودية طوال العقود الماضية من الزمن وتحتاج الى أن تكون المملكة العربية السعودية دولة امنة يمكن لمواطنيها القدوم الى الولايات المتحدة الامريكية للتعلم.

وقال بلاك ان وزير الخارجية الامريكي كولن باول يدعم ذلك الموضوع ويضعه ضمن أولويات وزارة الخارجية.