عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: صدر ظهر اليوم (السبت) في بغداد عفوا عاما وقعه الدكتور أياد علاوي رئيس الوزراء العراقي عن كل من ارتكب جرائم بسيطة في الفترة الماضية او حاز اسلحة او مواد متفجرة او ساهم في ترويجها. و أمهل العفو المشمولبن شهرا قابل للتجديد،وتلاه وزير الدولة العراقي بحضور رئيس الوزراء ووزيري الدفاع والداخلية ومستشار الامن القومي العراقي في مؤتمر صحفي ببغداد. ونص قرار العفو على عدم شمول من ارتكب جرائم قتل او خطف او سلب الاموال العامة والخاصة.
واشار القرار الى انه لا يسأل جزائيا من ارتكب إحدى الجرائم التالية:

حبازة السلاح الحربي او ترويجه وحيازة المواد الحارقة والمتفجرات وعدم إخبار الجهات المختصة عن أي مجموعة إرهابية او مرتكبي اعمال عنف والاشتراك مع العناصر الارهابية وايواء الاشخاص المطلوبين للعدالة من إتباع النظام السابق والمجموعات الإرهابية وعلى المشمول بالعفو ابلاغ السلطات بما لديه من الاسلحة والابلاغ عن مخابئها
على المشمول بالعفو تقديم تعهد خطي بنبذ وعدم العودة لما قام به واذا عاد المشمول بالعفو لما تاب منه ستتخذ بحقه الاجراءات القانونية وبشكل اكبر من العقاب
يسري هذا العفو على العراقيين لمدة شهر قابل للتجديد.

وقال علاوي "اننا ندعو المواطنين الى التوجه فورا الى اقرب مركز للشرطة والابلاغ بما لديهم من معلومات (حول النشاطات الارهابية) ونحن نضمن لهم الحماية والعودة الى صفوف المجتمع المدني". واوضح علاوي ان العفو العام يشمل الاشخاص المتورطين في جرائم غير خطيرة ولم يصدر اتهام بحقهم حتى الان وكذلك المنتمين الى مجموعات بقصد ارتكاب اعمال ارهابية.

علاوي يدعو الصدر للانتخابات
من جهة أخرى دعا رئيس الوزراء العراقي مقتدى الصدر لترشيح نفسه في الانتخابات وقال في الموتمر الصحفي " ادعو الاخ مقتدى الصدر للمشاركة في الانتخابات واذا نجح فيها فلا مشكلة لنا. نحن ضد العنف والخارجين عن القانون. ومن يعمل وفق القانون نرحب به".

وأضاف أن من يقاتلون الشرطة والجيش العراقيين لا علاقة لهم بمقتدى الصدر وقد استسلم 400 منهم في النجف أتضح أنهم من المجرمين المفرج عنهم قبيل الحرب من قبل النظام السابق. ورداً على سؤال حول سبب اندلاع القتال وما إذا كان مرده الى محاصرة منزل الصدر في النجف من قبل الشرطة العراقية قال " لم يحاصر منزله بل ان الشرطة العراقية كانت تقوم بتمشيط المنطقة التي يقع فيها منزله ومنزل اية الله السيد علي السيستاني ولم يكن منزل مقتدى الصدر مقصودا". واضاف ان ليس كل من يدعي انه من جيش المهدي هو من اتباع مقتدى الصدر وان بعضهم كان يتحدث عن الصدر بسوء والسلطات العراقية لن تتهاون مع أي خارج عن القانون.

رفض الشيخ عبد الهادي الدراجي ممثل الصدر ببغداد تصريحات علاوي داعيا هيئة علماء المسلمين والحزب الاسلامي ومراجع النجف للوقوف معه ضد قرار الحكومة العراقية ابادة التيار الصدري كما ذكر.

قناة الجزيرة
وفي تطور اخر اغلق مجلس الامن القومي العراقي مكتب قناة الجزيرة في بغداد لمدة شهر منذ اليوم(لمنح القناة فرصة لتعديل سياستها ضد العراق) حسب وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب الذي اضاف في المؤتمر الصحفي ان الجزيرة تقدم المجرمين على شاشتها وتقدم صورة سيئة عن العراق وتشجع قطاع الطرق، ونحن نريد حماية شعبنا منها. وقال الدكتور اياد علاوي رئيس الوزراء " طلبنا من لجنة مستقلة في العراق متابعة نشاط الجزيرة في العراق و اعمال العنف التي تقوم بترويجها. ووردنا التقرير واصدر مجلس الامن القومي قراره بمنعها.

وفي غضون ذلك ازدادت حدة المعارك المندلعة بين مقاتلي جيش المهدي في النجف وحي الصدر في بغداد وبعض المحافظات الجنوبية الشيعية وبين قوات الشرطة والجيش العراقي المدعوم بقوات متعددة الجنسيات. وتوغلت عشر دبابات اميركية في مدينة الصدر (معقل إتباع الصدر في العاصمة العراقية) وتعرضت لقذائف مضادة للدروع وأسلحة متوسطة وخفيفة من قبل عناصر جيش المهدي الذين هاجموا عددا من الدوريات الاميركية فجر اليوم (السبت) كما قال متحدث عسكري اميركي، وأحاطوا مداخل المدينة بالإطارات المحترقة والصخورلمنع توغل أي قوة. ومنع المقاتلون السكان من مغادرة الحي خاصة الموظفين والعمال وخبروهم بصدور أوامر لهم بذلك.

وسقط 26 قتيلا وعدد من الجرحى في المدينة أثناء مواجهات الخميس فيما نقل 19 جثة للمستشفى الريس في المدينة وكذا 71 جريحا وفقا لتصريحات احد موظفي المستشفى الذي اكد تسلم جثتي شرطيين صباح اليوم مضيفا بأن هناك عدداً كبيراً من القتلى لكن صعوبة حركة المرور بسبب المعارك يعرقل حركة سيارات ورجال الإسعاف في المدينة.
وفي النجف سمعت أصوات انفجارات صباح اليوم الذي سيشهد انتهاء المهلة التي حددها محافظ النجف عدنان الزرفي لمغادرة المسلحين المدينة المقدسة بعد يوم من القتال العنيف شهدته مقبرة وادي السلام التي يتحصن فيها مقاتلو جيش المهدي منذ الهدنة الأخيرة.

واصدرت وزارة الداخلية العراقية بيانا ذكرت فيه استسلام 1200 مسلحا وصفتهم بالخارجين عن القانون على دفعات مع أسلحتهم حسب بيان الوزارة الذي اضاف انهم ليسوا من ابناء مدينة النجف. وكان مساعد للصدر نفي ماذكره متحدث عسكري اميركي عن قتل 300 مسلحا من عناصر جيش المهدي مصرا على ان 36 فقط قتلوا في كل العراق منذ تجدد الاشتباكات. لكن محافظ النجف قال ان اكثر من 400 قتيلا من جيش المهدي ومئات الجرحى بالإضافة للأسرى كانت خسائر جيش المهدي الذي اهدر دم المحافظ بعد دعوات ائمة الجمعة في بغداد والمحافظات الجنوبية الشيعية ضده وضد شرطة النجف حيث ينظر إليه من قبل إتباع الصدر كعدو لهم يسعى لقتل او سجن مقتدى الصدر الذي يسكن المدينة التي يشرف عليها.