نبيل شـرف الدين من القاهرة: نفت مصادر دبلوماسية في القاهرة أن تكون المباحثات التي اختتمها اليوم مسؤولون سياسيون وأمنيون مصريون مع وفد من حركة (حماس) برئاسة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة، تستهدف ممارسة ضغوط على الحركة أو على السلطة الفلسطينية، مشيرة إلى أن الحوار بين (حماس) والسلطة الوطنية من جهة، وبين القاهرة والفصائل الفلسطينية (ومن بينها حماس) من جهة أخرى، تتم بشكل دوري منذ عام 1997 وحتى الآن.

ونفى عضو في وفد حركة(حماس) أن أن تكون القاهرة تحدثت عن سيطرة الحركة على غزة، معتبراً أن هذا الحديث يعد "تحريضاً لمصر ضد حماس بهدف إخراجها من اللعبة السياسية الفلسطينية"، مضيفاً أن المحادثات التي أجراها في القاهرة وفد حركة (حماس) تأتي في سياق التواصل المستمر بين الحركة ومصر لبحث المستجدات على الساحة الفلسطينية الداخلية، إضافة لقضية الجدار الفاصل الإسرائيلي وخطة الانسحاب من غزة.

كما أشارت مصادر قريبة من هذه المحادثات التي اختتمت في القاهرة اليوم السبت بين عدد من المسؤولين المصريين ووفد (حماس) إلى أنها تناولت الترتيبات اللازمة بمجرد البدء في تنفيذ خطة الانسحاب الإسرائيلية من قطاع غزة، نافية بذلك أن تكون القاهرة قصدت توجيه رسالة إلى حركة فتح في ضوء اندلاع الصراع داخلها والانقسام بين قادتها وكوادرها مفادها أن البساط قد ينسحب من تحت أقدامها لصالح حركة حماس إذا استمر هذا النزاع تحت لافتة "محاربة الفساد"، مما يقتضي وقف الفوضى في الشارع الفلسطيني فوراً، وتحذير الحركة من الانجرار إلى هذا الفخ، الذي وصفته ذات المصادر بأن من شأنه أن يشعل مواجهات ربما تصل لحافة الحرب الأهلية، وهو الأمر الذي استبعدته حماس والقاهرة مؤكدتين أن مصلحة الشعب الفلسطيني وتماسك جبهته الداخلية "خط أحمر" تدركه جيداً كافة الأطراف المعنية على الساحة الفلسطينية.

من جهة أخرى كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائلية عن زيارة قام بها وفد أمني مصري رفيع برئاسة عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات العامة المصري إلى تل أبيب الأسبوع الماضي، حيث اجتمعوا في سرية مع عاموس غلعاد، مسؤول الأمن العسكري في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وعدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، وجرى بحث عدة قضايا تتعلق بمحور فيلادلفي، والسيطرة الأمنية على غزة، وسبل منع تهريب أسلحة من مصر إلى القطاع بعد الانسحاب الإسرائيلي المرتقب وفق خطة "فك الارتباط" التي أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي آرئيل شارون مؤخراً.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي قولها إن وثائق تم ضبطها في مكتب لحركة "حماس"، أفادت بأن الحركة تطمح إلى السيطرة على مناطق واسعة في القطاع لضمان منع السلطة الفلسطينية من القيام بما تريده في اليوم التالي للانسحاب". مشيرة إلى أن "نشطاء حماس يتعهدون بمواصلة العمليات بعد الانسحاب من قطاع غزة، أيضا"، وأضافت الصحيفة أنه "يستدل من الوثائق أن "حماس" تتابع بترقب ما يحدث في السلطة الفلسطينية"، كما زعمت الصحيفة الإسرائيلية، التي لفتت إلى أن الوثائق التي عثر عليها في مكتب لحماس في جنين، نقلت إلى الجهات الاستخبارية الإسرائيلية وتمت ترجمتها إلى العبرية، فألقت الضوء على موقف التنظيم من خطة الانفصال. ويتضح أن الحركة لا تصدق تصريحات آرئيل شارون بشأن الانسحاب الكامل من قطاع غزة.