انتقدت دمشق بشدة التصريحات الأخيرة لنائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج ووصفتها انها " استجابة لضغوط صهيونية" وبمثابة " قصف سياسي ونفسي " .
وكان ارميتاج قال إن الحكومة السورية لم تظهر تجاوبا ولم تتعلم من درس العراق وسقوط حزب البعث هناك ، وجه اتهامات لسورية وإيران بالسماح لمقاتلين بعبور الحدود نحو العراق وعدم ضبط هذه الحدود بالشكل الكافي. مشيرا الى وعي الادارة الاميركية الى ان الحدود طويلة بين البلدين "انما نتوقع بذل جهود أكبر في ضبطها".‏ ‏‏ ‏ وحول الشأن اللبناني قال "نحن نؤمن وبقوة بضرورة بسط الجيش اللبناني سلطته على كامل الأراضي اللبنانية وانسحاب الجيش السوري وعودته الى سورية"
وعقب مستشار وزير الاعلام السوري احمد الحاج علي هذه التصريحات قائلاً " إن التصريحات التي ادلى بها ارميتاج وهو من المتشددين والذين يساهمون بدور مؤثر في الضغط على سورية واتخاذ المواقف الاميركية المناسبة لوجهة النظر القائمة على الهيمنة ، تجد اصولها في مجمل الاستراتيجية الاميركية في المنطقة وبالتحديد بالفصل الخاص في طريقة التعامل مع سورية " .
ومضي الحاج قائلا في تصريح خاص لايلاف " إن ظهور هذه التصريحات في هذه المرحلة بالذات ، يعني ان السياسة الاميركية عادت لترفع درجة حرارة الاضطراب في المنطقة وبانها استجابت للضغط الصهيوني وللافكار المتشددة في مؤسسات القرار الاميركي" .
واوضح الحاج ان الامر بالنسبة لسوريا متوقعا ومفهوما برغم اقتناع السوريين بضرورة الحوار المستمر و الانطلاق من حقائق ووقائع ، وقال " إن ضغط الازمة في العراق من جهة واقتراب الاستحقاق الرئاسي الاميركي من جهة اخرى يشكلان معا دافعا جديدا لاعادة نشر حالة العداء واطلاق المواقف الفاضحة والظالمة ضد سورية " .
واضاف الحاج "ان الذرائع بطبيعة الحال موجودة وهي الاتهام بان الحدود لم يتم السيطرة عليها مع العراق بعد وبان سورية لم تستوعب الدرس في موضوع اسلحة الدمار الشامل وبان دمشق مازالت تؤوي ارهابيين وان القوات السورية مازالت موجودة في لبنان ، اضيفت الى قائمة غير مغلقة من الاتهامات الجائرة ... اننا نفهم طبيعة هذه النغمة الجديدة المتواصلة مع المنهج الاميركي المعروف ونعرف ما الذي ترمي اليه هذه التصريحات من اهداف وغايات انفعالية غير عادلة وغير منضبطة وبهذا المعنى نأخذ بعين الاعتبار خطورة هذا الكلام لكننا نعرف سلفا ان لدينا توجها دائما بضرورة الوعي والحذر واخذ الحيطة على المستوى العسكري والسياسي والاقتصادي".
وبالنسبة لرأي ارميتاج وهل يعبر عن اراء الادارة الاميركية عامة رأى الحاج علي ان هذا الرأي يعبر عن موقف الادارة الاميركية بالتأكيد مع الاخذ بعين الاعتبار الفروقات الشكلانية بين جناح واخر ومؤسسة واخرى لصناع القرار السياسي الاميركي.
اما عن سر تصاعد حدة اللهجة بعد تصريحات الرئيس الاميركي جورج بوش الهادئة والتي وصفها وزير الخارجية السوري فاروق الشرع بالمهذبة ، قال الحاج ان الاسلوب الاميركي بهذا المعنى يقوم على توزيع الادوار ، فالبعض يؤكد التهدئة في ذات اللحظة التي تظهر فيها تصريحات عدوانية بهذا المستوى على غرار ما قاله ارميتاج وذلك من قبيل ترويض الذهنية السياسية للعرب عموما ولسورية خصوصا والتمهيد لحالات متوقعة تسعى اليها اميركا عبر هذا القصف السياسي والنفسي المتناقض" على حد تعبيره .