نبيل شـرف الدين من القاهرة: عقب وصوله إلى القاهرة صباح اليوم الأحد للمشاركة في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، الذي يلتئم في وقت لاحق بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، وجه وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل اتهامات لإسرائيل بالتورط في دعم المتمردين بإقليم دارفور غرب السودان، وقال إسماعيل "أنا متأكد ان الايام القادمة ستكشف عن كثير من اتصالات اسرائيلية مع المتمردين وليس ادل على ذلك من ان سفير اسرائيل في الامم المتحدة عندما تحدث عن الجدار الفاصل في الضفة الغربية بدأ حديثه عن دارفور وما يفعله العرب في دارفور، بالإضافة الى تحرك الجاليات اليهودية واثارة الاقاويل عن أحاديث دارفور"، على حد تعبير وزير الخارجية السوداني في تصريحاته التي أدلى بها بمجرد وصوله القاهرة.

وقد توافد على القاهرة منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد وزراء الخارجية العرب الذين سيبحثون في اجتماعهم سبل دعم الحكومة السودانية في ضوء قرار مجلس الأمن الدولي الأخير الخاص بأزمة دارفور، والذي لوح بفرض عقوبات على الخرطوم ما لم تقم بإجراءات حاسمة خلال مهلة الشهر والتي اعتبرتها الحكومة السودانية غير كافية للوفاء بالالتزامات التي قطعتها على نفسها في اتفاقها مع كوفي أنان أمين عام الأمم المتحدة.

وعودة إلى تصريحات وزير الخارجية السوداني التي ذهب فيها إلى القول إن"اسرائيل نشطت مؤخرا للدخول في قضية دارفور من عدة جوانب سواء كان من خلال تواجدها النشط في اريتريا أو من خلال نشاطات بعثاتها في المناطق التي التهبت مؤخراً"، حسب تعبيره.

كما أعرب مصطفى عثمان إسماعيل عن تطلع بلاده إلى دعم سياسي من المجموعة العربية يفضي الى وقف أي محاولات لاستهداف السودان او إصدار عقوبات عليه ويتطلع ان يقوم العرب بحث المجتمع الدولي لتقديم المساعدات المطلوبة وان يتعامل مع هذه القضية بفهم وواقعية".

وتحدد اتفاقية تم التوصل اليها يوم الاربعاء بين وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل ومبعوث الامم المتحدة يان برونك الخطوط العريضة للخطوات التي يتعين على الحكومة اتخاذها في غضون شهر لتحسين الوضع الامني في دارفور.

هذا ومن المقرر أن يقدم وزير خارجية السودان تقريراً مفصلاً عن آخر التطورات في إقليم دارفور، وما استطاع السودان القيام به لحل الأزمة هناك، بالإضافة إلى استعراض احتياجات الخرطوم من الدول العربية والمجتكع الدولي حتى لا يتعرض للعقوبات التي تنادي بفرضها عليه الولايات المتحدة.

وقال الوزير السوداني إنه سيشرح للوزراء العرب خطة الحكومة للاستفادة من الاهتمام الدولي لتنفيذ مشروعات تنموية حقيقية لا تقتصر علي دارفور وحدها بل تشمل كافة مناطق ‏السودان التي تحتاج للخدمات والتنمية..

وأخيراً كشف اسماعيل عن اهم ملامح اتفاق خريطة الطريق الموقع بين السودان والامم ‏المتحدة الخميس الماضي، موضحاً أنه يعالج خمس قضايا أساسية، وهي القضية السياسية ‏والانسانية والامنية، وقضية عودة النازحين الى قراهم طواعية، وكيفية الاستفادة من ‏دور زعماء وقيادات الادارة الاهلية، ومنحهم مزيدا من الصلاحيات الادارية ‏والامنية للمساعدة في بسط الامن في إقليم دارفور.