نبيل شـرف الدين من القاهرة: كشفت مصادر مصرية مطلعة عن توصل القاهرة إلى اتفاق مع حركة حماس الفلسطينية بشأن الترتيبات الخاصة بضمان سلامة البيت الفلسطيني في مرحلة ما بعد الانسحاب الإسرائيلي المزمع من قطاع غزة‏,‏ وفي هذا الإطار نفسه ـ ووفقاً لذات المصادر ـ فمن المقرر أيضاً أن تتوصل القاهرة إلى اتفاقات مماثل في هذا الصدد مع حركة (فتح‏)، وبقية الحركات الفلسطينية الناشطة على الساحة، كما توقعت أيضاً أن أن تجري الحكومة الفلسطينية تعديلا في تشكيلها خلال الأيام القليلة المقبلة يشمل ثلاث‏,‏ أو أربع وزارات‏.

وتوقع المحرر السياسي لصحيفة (الأهرام) المصرية الحكومية إتمام هذه الاتفاقات في أيلول (سبتمبر) المقبل‏,‏ بغية التوصل إلى برنامج عمل وطني باتفاق كل الفصائل، وشدد على أن الاجراءات المتخذة في هذا السياق لا تمس مطلقا‏,‏ من قريب أو بعيد‏,‏ التنظيمات الفلسطينية‏,‏ وأنها بطبيعة الحال بمنأي عن المسائل المثارة حول تفكيكها‏, مؤكداً أن تلك الاتفاقات تستهدف في المقام الأول دعم السلطة الفلسطينية في فرض النظام والقانون بعد الانسحاب الإسرائيلي المرتقب من قطاع غزة وبعض المناطق في الضفة الغربية.

ومضى المحرر السياسي قائلاً إن مصر طلبت من السلطة الفلسطينية أن ترشح أجهزتها الأمنية الثلاث خمسة وأربعين‏ ضابطا لتدريبهم في القاهرة الشهر المقبل، موضحاً أنه تم التوصل أيضاً مع إسرائيل، إلى اتفاق مبدئي لتغيير نوع القوات المصرية من شرطة إلي قوات حرس حدود‏,‏ دون تعديل معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية‏، موضحاً أن مصر أوفدت بعثة عسكرية إلى إسرائيل للتفاوض حول تأمين الحدود المصرية مع قطاع غزة‏,‏ بما في ذلك محور صلاح الدين الحدودي المعروف باسم "محور فيلادلفي‏".

واختتم المحرر السياسي لصحيفة (الأهرام) قائلاً إن القاهرة حددت أربعة شروط أساسية لابد من توافرها لبدء تنفيذ ذلك وهي‏:‏

‏*‏ انسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة‏.‏
‏*‏ عدم إغلاق القطاع‏,‏ وأن يكون مفتوحا علي العالم‏,‏ ويشمل ذلك تشغيل ميناء غزة البحري‏,‏ ومطارها الجوي‏.‏
‏*‏ وجود اتصال بين قطاع غزة‏,‏ والضفة الغربية‏.‏
‏*‏ عدم عودة إسرائيلي لاحتلال القطاع مجدداً.

تجدر الإشارة إلى أن قادة من حركة (حماس) في مقدمتهم خالد مشعل، رئيس الحركة ومدير مكتبها السياسي، أختتموا محادثات في القاهرة الاسبوع الماضي، بشأن قيام مصر القيام بدور امني في غزة في حالة انسحاب اسرائيل، وفقاً لخطة رئيس وزرائها آرئيل شارون المعروفة باسم خطة "فك الارتباط".

ونفى عضو في وفد حركة (حماس) أن أن تكون القاهرة تحدثت عن سيطرة الحركة على غزة، معتبراً أن هذا الحديث يعد "تحريضاً لمصر ضد حماس بهدف إخراجها من اللعبة السياسية الفلسطينية"، مضيفاً أن المحادثات التي أجراها في القاهرة وفد حركة (حماس) جاءت في سياق صيغة التواصل المستمر بين الحركة ومصر لبحث المستجدات على الساحة الفلسطينية الداخلية، إضافة لقضية الجدار الفاصل الإسرائيلي وخطة الانسحاب من غزة.