نبيل شرف الدين من القاهرة: أصدر مجلس جامعة الدول العربية في ختام إجتماعاته بالقاهرة في وقت متأخر من ليلة أمس بيانا أكد فيه ترحيبه بالخطوات المتخذة من قبل الحكومة السودانية لتنفيذ تعهداتها والتزاماتها بموجب اتفاقها الموقع في /3 /7 2004 مع الامين العام للامم المتحدة بشأن تسوية الازمة في دارفور.
وأكد المجلس التزامه باحترام والعمل على احترام سيادة السودان ووحدة أراضيه واستقلاله وطلب من جميع الدول تأكيد هذا الالتزام عمليا. ورحب المجلس بالتعامل الايجابي والخطوات المتخذة من قبل الحكومة السودانية لتنفيذ تعهداتها بموجب تفاقها مع الامم المتحدة والتزاماتها المترتبة على تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 1556 / 2004.
وفي ما يلي نص البيان:
انعقد مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورة غير عادية بناء على طلب من جمهورية السودان لتدارس تطورات الاوضاع في دارفور برئاسة عباس الفاسي وزير الدولة المغربي، وحضور البروفسور الفا عمر كوناري رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي وممثله الخاص لموضوع دارفور حامد الغابد وايان برونك المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة للسودان والحاج أبوبكر تانكو وزير الدولة للشئون الخارجية بجمهورية نيجيريا الاتحادية ممثلا لفخامة الرئيس أولوسيجون أوباسانجو رئيس الاتحاد الافريقي.
تدارس المجلس تطورات الوضع في دارفور من جميع جوانبه وخاصة بعد صدور قرار مجلس الامن رقم 1556 بتاريخ /30 /7 2004 بشأن الموضوع واستمع إلى العرض الذي قدمه وزير خارجية السودان بشأن الجهود والاجراءات المتخذة من قبل الحكومة السودانية لعودة الاستقرار إلى دارفور والخطوات التي اتخذتها لتنفيذ التزاماتها بموجب اتفاقها مع الامم المتحدة وقرار مجلس الامن رقم /1556 2004 .
كما رحب المجلس بالخطوات المتخذة من قبل الحكومة السودانية لتنفيذ تعهداتها والتزاماتها بموجب اتفاقها الموقع في /3 /7 2004 مع الامين العام للامم المتحدة بشأن تسوية الازمة في دارفور وخاصة في ضوء مايلي :
أ ـ رفع الحكومة السودانية لجميع القيود المفروضة على تأشيرات الدخول لحركة العاملين في الحقل الانساني ومعالجة وتسجيل المنظمات غير الحكومية ورفعها كذلك كل القيود عن استيراد واستخدام كل مواد العون الانساني ووسائل النقل والاتصالات.
ب ـ نشر قوات الشرطة في ربوع الاقليم ودعم عمل الجهاز القضائي في ولايات دارفور وخاصة في مناطق تجمعات النازحين وتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان وتيسير عملها والسماح بنشر مراقبين لحقوق الانسان من المفوضية السامية لحقوق الانسان في دارفور وايفاد لجان تحقيق برئاسة قضاة سيدات لتلقي الشكاوى المتصلة بالاغتصاب وذلك تنفيذا لالتزامها وتعهدها القاضي باتخاذ اجراءات لانهاء حالات الافلات من العقاب واجراء تحقيق حول انتهاكات حقوق الانسان .
ج ـ بدء عمليات العودة الطوعية للنازحين واللاجئين .
د ـ اعتقال اعداد من قيادات الجنجاويد وتقديمهم إلى العدالة الفورية والحكم على بعضهم بأحكام قضائية كبداية لحملة واسعة لنزع سلاح المليشيات الخارجة عن القانون وتقديمها للعدالة.
هـ ـ تجاوب الحكومة السودانية مع دعوة الاتحاد الافريقي لاستئناف المحادثات في أديس أبابا في /15 7 / 2004 دون أية شروط وهي المباحثات التي انهارت قبل أن تبدأ بسبب موقف حركتي التمرد واصرارهم على فرض شروط مسبقة.
وأكد المجلس التزامه باحترام والعمل على احترام سيادة السودان ووحدة أراضيه واستقلاله وطلب من جميع الدول تأكيد هذا الالتزام عمليا .
ورحب المجلس بالتعامل الايجابي والخطوات المتخذة من قبل الحكومة السودانية لتنفيذ تعهداتها بموجب تفاقها مع الامم المتحدة والتزاماتها المترتبة على تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 1556 / 2004
كما رحب المجلس بالاتفاق بين كل من الامين العام ووزير خارجية السودان والممثل الخاص لامين عام الامم المتحدة للسودان على انضمام الامانة العامة لجامعة الدول العربية إلى الآلية المشتركة بين الحكومة السودانية والامم المتحدة لتقييم تنفيذ الالتزامات الواردة في البيان المشترك الصادر بينهما في /3 /7 2004
ودعا المجلس كل من حركتي التمرد باستئناف محادثات السلام مع الحكومة السودانية برعاية الاتحاد الافريقي ودون أية شروط مسبقة بغية التوصل إلى حل سياسي للازمة في دارفور .
وشدد المجلس على أن الترابط العربي الافريقي الذي يستمد من التواصل التاريخي بين الجانبين والذي يدعمه إلىوم التعاون القائم بينهما في المجالات كافة يفند أية مزاعم حول الطابع العنصري والعرقي لاحداث دارفور.
وأعرب المجلس عن تقديره لدور الاتحاد الافريقي برئاسة رئيس جمهورية نيجيريا اولوسيجون اوباسانجو ومعإلى البروفسور الفا عمر كوناري رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي في معالجة الوضع في دارفور واستعداد الجامعة العربية للتعاون الوثيق وتقديم الدعم الكامل لجهود الاتحاد تعزيزا لمسيرة التعاون العربي الافريقي في معالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقرر المجلس تقديم الدعم العربي الكامل لجهود الاتحاد الافريقي في قيادة الجهود الرامية إلى ايجاد حل للازمة في دارفور ودعوة الدول العربية الاعضاء في جامعة الدول العربية وبخاصة منها الاعضاء في الاتحاد الافريقي إلى المشاركة بفاعلية في فريق مراقبي وقف اطلاق النار وقوات حمايته ومشاركة الجامعة العربية في جهود الوساطة التي تتم تحت رعاية الاتحاد الافريقي بين الحكومة السودانية وحركتي التمرد وفي اللجان المنبثقة عن اتفاق وقف اطلاق النار الموقعة في انجامينا في /8 /4 2004 .
ورحب المجلس بالاعلان عن استئناف المفاوضات بين الحكومة السودانية وحركتي التمرد في العاصمة النيجيرية أبوجا في /23 /8 2004 .
كما ناشد المجلس المجتمع الدولي إلى اتاحة الاطار الزمني الكافي والمناسب للحكومة السودانية حتى تتمكن من تنفيذ تعهداتها والتزاماتها المترتبة على اتفاقها مع الامم المتحدة وقرار مجلس الامن رقم 1556 / 2004 ورفض اي تلويح بتدخل عسكري قسري في الاقليم أو فرض اي عقوبات على السودان وتقديم الدعم اللازم لعودة النازحين واللاجئين إلى قراهم ومزارعهم بعيدا عن أية ضغوط أو محاولات لفرض عقوقات لن ينجم عنها سوى تداعيات ومضاعفات سلبية على الشعب السوداني برمته وتعقيد الازمة في دارفور وحث المانحين العرب والدوليين على الاسراع في تمويل الاحتياجات الانسانية للمتضررين في دارفور بما في ذلك تنفيذ التعهدات المعلنة في اجتماع جنيف في شهر حزيران (يونيو) الماضي.
وطلب المجلس من الامين العام اجراء اتصالات عاجلة مكثفة مع القوى والاطراف الدولية والاقليمية وخاصة الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن من أجل توضيح الموقف العربي من الازمة وكسب مزيد من التفهم والتأييد له واعطاء الحكومة السودانية المدى الزمني الكافي والمناسب لمعالجة كافة تداعيات الازمة في دارفور.
التعليقات