سالم الجلبي يتفاوض مع الياور وعلاوي للعودة الى بغداد
منع التجول في حي الصدر ومقتل 360 من جيش المهدي
أسامة مهدي من لندن : قال سالم الجلبي رئيس المحكمة الجنائية الخاصة التي تتولى محاكمة صدام حسين انه خائف على حياته في حال عودته الى العراق بينما تتصاعد حدة المعارك بين جيش المهدي التابع لرجل الدين المتشدد مقتدى الصدر والقوات العراقية والاجنبية التي اعلنت مقتل 360 من عناصر الجيش .
واضاف سالم الجلبي الذي صدر امر بالقبض عليه بتهمة المشاركة في قتل مدير عام بوزارة المالية العراقية انه خائف على حياته من القتل لان السجون العراقية مليئة بالبعثيين وانه اذا اعتقل معهم فسيقتلونه واضاف انه يتفاوض حاليا مع الرئيس العراقي غازي الياور ورئيس وزرائه اياد علاوي لعودة امنة من لندن الموجود فيها حاليا الى بغداد .
وفي وقت قال زهير المالكي رئيس محكمة التحقيق المركزية ان رئيس المؤتمر العراقي احمد الجلبي الموجود في طهران وابن اخته سالم الجلبي سيعتقلان عند عودتهما الى العراق فان وزارة الخارجية البريطانية استبعدت تسليم سالم الى السلطات العراقية .
واكد احمد الجلبي رئيس مجلس الحكم السابق رئيس المؤتمر الوطني العراقي وسالم الجلبي انهما سيعودان الى العراق في اقرب وقت لمواجهة الاتهامات الموجهة ضدهما في مذكرتي التحقيق الصادرتين من قاض عراقي ضدهما .
وقال احمد الجلبي انه يستعد للعودة الى العراق والمثول امام المحكمة رغم مذكرة التوقيف التي تتهمه بتزوير العملة ووصف الاتهام بانه لايعدو كونه كذب ملفق موضحا ان محاميه او مكتبه في بغداد لم يتبلغا بمذكرة التةوقيف التي تتحدث عنها وسائل الاعلام منذ امس كما ابلغ فضائية " سي ان ان " الاميركية مشددا بالقول انه سيعود الى بغداد من طهران التي يقوم بزيارة لها حاليا للمثول امام المحكمة .
كما اكد سالم الجلبي ابن اخت احمد الجلبي وهو رئيس المحكمة العراقية الخاصة المكلفة النظر في جرائم الحرب والتي تتولى حاليا محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين و 11 من كبار مساعديه والذي صدرت ايضا بحقه مذكرة توقيف لاتهامه بالتورط في مقتل موظف كبير في وزارة المالية العراقية انه سيعود الى العراق قريبا لمواجهة المحكمة والدفاع عن نفسه . ووصف سالم الجلبي مذكرة التوقيف الصادرة ضده بانها مثيرة للسخرية وكذلك الاتهامات الموجهة له .
واصدر القاضي زهير المالكي رئيس محكمة التحقيق المركزية مذكرتي التوقيف امس ضد احمد الجلبي بتهمة تزوير الدنانير العراقية السابقة التي سحبت من التداول في أعقاب الإطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين العام الماضي واوضح القاضي إن أحمد الجلبي كان على ما يبدو يخبئ الأموال ضمن الدنانير العراقية القديمة ويقوم بتحويلها إلى العملة العراقية الجديدة في سوق الصيرفة العراقي واضاف أن أي حكم بشأن أحمد الجلبي سيقرره القضاة الذين سيمثل أمامهم الأخير.
وكانت القوات الاميركية داهمت منزل ومكاتب الجلبي في بغداد قبل شهرين وفتشتهما وصادرت وثائق واجهزة حاسوب بحجة البحث عن مساعدين له متهمين بجرائم قتل واختطاف وسرقات لكنها لم تلق القبض على اي احد منهم .
واحمد الجلبي الذي كان من المقربين من وزارة الدفاع الاميركية ونائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ساءت علاقته مع واشنطن بعد ان اتهمه الاميركيون بتسريب معلومات لايران تضر بالمصالح الاميركية.
وفي عام 1992 دانت محكمة عسكرية اردنية احمد الجلبي غيابيا بالسجن 22 عاما بتهمة الاختلاس وذلك بعد افلاس بنك البتراء الذي كان اسسه متهما بتحويل 288 مليون دولار تقريبا الى حسابات في سويسرا.
اما التهمة الموجهة الى سالم الجلبي الموجود في لندن حاليا فهي علاقته بقتل موظف في وزارة المالية يدعى هيثم كاظم خلال شهر (ايار) الماضي) مايو الماضي والذي كان يدقق في اموال وممتلكات عائلة الجلبي في العراق وممتلكات لمؤتمر الوطني العراقي ايضا .
ونفى سالم الجلبي من جانبه في بيان ارسل الى " ايلاف " الاسبوع الماضي ان تكون له علاقة بمقتل كاظم وقال ان الاتهام هدفه عرقلة محاكمة صدام حسين ومساعديه .
وبينما تتصاعد فيه المعارك بين جيش المهدي والقوات العراقية والاجنبية لليوم الخامس على التوالي في عدد من المدن العراقية وخاصة النجف وبغداد قال مسؤول رفيع في الجيش الاميركي اليوم ان 360 مسلحا من انصار الصدر قُتلوا في الايام الاربعة الاخيرة في معارك
مدينة النجف المقدسة.
واضاف ان هذا العدد هو عدد القتلى حتى يوم الاحد واشار الى ان القوات الاميركية لا تلاحق مقتدى الصدر الذي يقود جيش المهدي . واندلع القتال يوم الخميس ووقعت اشتباكات ضارية منذ ذلك الحين وهاجمت طائرات هليكوبتر عسكرية أمريكية مواقع لجيش المهدي داخل منطقة المدافن القديمة في النجف وقصفت المقاتلين الذين يختبئون حول الصحن الحيدري للامام علي الذي يضم ضريحه. وخلال الساعات الثمانية والاربعين الماضية حاول أفراد مشاة البحرية الاميركية تضييق الخناق على جيش المهدي وطوقوا المنطقة المحيطة بالصحن وفي وقت سابق كان الجيش الاميركي لا يدخل المنطقة المحيطة بالصحن خشية من رد فعل شعبي غاضب في حالة وقوع أي أضراربه .
وكان الصدر اكد في مؤتمر صحافي في النجف اليوم انه سيقاتل حتى اخر قطرة من دمه رافضا دعوة علاوي لخروج مسلحي جيش المهدي من النجف .
وفي حي الصدر الشعبي في بغداد الذي يسكنه حوالي مليوني شيعي ويشهد قتالا منذ ايام ايضا فرضت السلطات العراقية منعا للتجول يستمر 12 ساعة يبدا من الرابعة عصرا وحتى الرابعة صاحا بهدف اعادة الامن والاستقرار الى الحي الذي يفرض بعض مسلحي جيش المهدي سيطرة كاملة على شوارعه .
التعليقات