نصر المجالي من لندن: تتوقع مصادر بريطانية وإسلامية كثيرة أن يثير فيلم وثائقي تستعد القناة الرابعة التلفزيونية البريطانية المستقلة بثه في السادس والعشرين من الشهر الجاري ضجة عنصرية جديدة وخصوصا في إطار الحملة التي يقودها الحزب الوطني البريطاني اليميني ضد الآسيويين والمسلمين والعرب على الساحة البريطانية منذ سنين.
وفي الفيلم الوثائقي، كما قالت صحيفة (الغارديان) اليوم ، فإن هناك لقطات تظهر شباب آسيويين مسلمين يحاولون إغراء فتيات بريطانيات قاصرات لممارسات الجنس معهم، لا بل أن الفيلم الذي يحمل اسم (على طرف المدينة) يشير على واقعات اغتصاب مع الفتيات القاصرات.
ويركز الفيلم الوثائقي على دور المتخصصين الاجتماعيين في مدينة برادفورد في مقاطعة ويست يوركشير، حيث هنالك جالية آسيوية مسلمة كبيرة، وتشهد هذه المدينة مصادمات بين البريطانيين الأصليين وأفراد هذه الجالية، كما أنها تعتبر القلعة الحصينة للحزب العنصري اليمين البريطاني.
وكان من المفترض أن تبث القناة الرابعة المستقلة الفيلم الوثائقي في مايو (أيار) الماضي، لكن بناء على تدخل من الشرطة البريطانية، فإنه تم وقف عرضه، حيث سيعرض بعد أسبوعين.
وقالت صحيفة الغارديان اليوم، أن تدخل الشرطة جاء متزامنا مع انتخابات البرلمان الأوروبي وانتخابات المجالس البلدية، التي خاضها الحزب اليمين العنصري من دون نتائج مهمة.
ويشير الفيلم المنتظر، في بعض اللقطات إلى عدد من الشباب الآسيوي المسلم وهم يستدرجون فتيات بريطانيات قاصرات لا تتجاوز أعمارهن ألـ 11 عاما ، لممارسة الجنس معهن بعد إغرائهن بالمال والمخدرات والهدايا، ثم بالتالي اغتصابهن.
وصرحت المشرفة على الفيلم الوثائقي أنا هول اليوم بالقول أن الحزب اليمين المتطرف عنصريا لم يتخل في إنتاج الفيلم أو حتى الاطلاع على أي من المناظر فيه، وكانت القناة الرابعة أذعنت لمطالب تأجيل عرضه من جانب معاديين للعنصرية ومن قياديين في شرطة سكوتلانديار، وذلك خشية "تأجيج الصراع العنصري في مدينة برادفورد والمدن البريطانية الأخرى التي فيها تواجد آسيوي كثيف".
يذكر أن تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي ) أذاع هو الآخر برنامجا وثائقيا قبل شهر، تم تصويره سرا يكشف فقرات لعدد من قيادات الحزب الوطني البريطاني في ندوات واجتماعات لهم وهم يوجهون هجماتهم وتحذيراتهم إلى المسلمين والعرب، على الأرض البريطانية، وفي أحد الاجتماعات التي صورت سرا، تحدث زعيم الحزب نيكولاس غريفين عن وقائع اغتصاب قام بها آسيويون مسلمون بريطانيون ضد قاصرات بريطانيات.
كما هدد قادة الحزب وبعض عناصره الشابة بالقيام بأعمال قتل ضد المسلمين، حتى أن أحدهم قال "أتمنى لو لدي طائرة هيلوكبتر ومليون طلقة لهاجمت مسجد برادفورد وقتلت جميع المصلين الذين يؤمون المسجد يوم الجمعة".
وكان مراسل هيئة الإذاعة البريطانية الذي نفذ البرنامج الوثائقي اخترق صفوف الحزب الوطني اليمين لستة اشهر مدعيا انتماءه للحزب، وخلال تلك الفترة أنجز مهمته التي لا تزال تداعياتها مستمرة حتى اللحظة، إذ أن الشرطة البريطانية أخذت زمام الأمر في التحقيق مع كل الذين وردت تصريحاتهم وصورهم في الفيلم الوثائقي المشار إليه.