أسامة مهدي من لندن: أعلن انصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر انفصال الجنوب العراقي عن المركز والتعبئة العامة في صفوف التيار الصدري في جميع انحاء البلاد، في وقت كشف مسؤول قيادي في المؤتمر الوطني العراقي لـ"إيلاف" عن مخطط لتصفية زعيمه أحمد الجلبي لدى عودته من طهران إلى بغداد هذا الاسبوع .

وفي بيان له وزع في المدن العراقية أعلن جيش المهدي التابع للصدر التعبئة العامة في صفوف التيار في جميع انحاء العراق وسط مخاوف من امتداد القتال الجاري في النجف إلى محافظات عراقية اخرى.

ويأتي هذا الإجراء في وقت أعلن سلام المالكى نائب محافظ البصرة الجنوبية اليوم عن انفصال محافظات البصرة والناصرية والعمارة عن المركز الاداري في العاصمة وقال فى تصريح له انه يعلن ذلك بالاتفاق مع محافظى الناصرية والعمارة.

ونائب محافظ البصرة هو ممثل الصدر هناك وكان مهد لهذا الاجراء في تهديد له امس بانفصال المحافظات الجنوبية الثلاث فى العراق واقامة " اقليم الجنوب العراقى المنفصل" . ودعا إلى انسحاب القوات الاميركية من النجف والاعتذار الرسمى من قبل رئيس الوزراء اياد علاوى وحكومته للصدر والتيار الصدرى وتعويض الشهداء والمتضررين من جيش المهدى وحذر قائلا "اذا لم تتم الاتسجابة لهذه المطالب فاننا نهدد بانفصال البصرة والعمارة والناصرية واقامة اقليم الجنوب " ويبدو انه نفذ تهديده اليوم .

وقد دعا مدير شرطة النجف غالب الجزائري اليوم أهالي المدينة إلى مغادرة المدينة من اجل تصفية جيش المهدي الذين يتحصنون في المناطق ذات الكثافة السكنية. وقال الجزائري في بيان وزع في المحافظة "إن الشرطة العراقية عازمة على تصفية جيش المهدي الخارجين عن القانون".
وقصفت مقاتلات حربية أميركية فجر اليوم قواعد وتجمعات ميلشيا جيش المهدي في منطقة المقابر في وادي السلام وبحر النجف حيث تصاعدت سحب الدخان من مناطق القصف التي سمع دويها من مسافات بعيدة . وتحدثت مصادر في الشرطة العراقية عن وصول تعزيزات للشرطة العراقية وقوات الحرس الوطني كما دخلت المدينة تعزيزات جديدة للقوات الاميركية.
كما دعا الجيش الاميركي اليوم المدنيين إلى اخلاء المنطقة التي تدور فيها المعارك في النجف على الفور وطلب من عناصر جيش المهدي مغادرة المدينة التي تحتدم فيها المعارك لليوم السادس على التوالي حيث جابت سيارت عسكرية أميركية عددا من أحياء المدينة وهي تطالب عبر مكبرات الصوت الاهالي باخلاء مناطق العمليات دون أي تأخير وهي المرة الاولى التي تطالب فيها القوات الاميركية باخلاء المنطقة بحسب سكان المدينة الذين باتوا يخشون ان تقوم تلك القوات بعملية عسكرية واسعة.

ويسمع في انحاء النجف دوي قنابل الدبابات وقذائف الهاون وخاصة من مقبرة النجف حيث يتحصن انصار الصدر في وقت حلقت الطائرات الحربية في سماء المدينة على ارتفاع منخفض مخترقة جدار الصوت. وحاول العديد من أهالي المدينة بعد سماعهم تقارير تحدثت عن هدنة لمدة 24 ساعة التوجه إلى محالهم التجارية لتفقد ممتلكاتهم فيما حاول اخرون الهروب من المدينة.

وكان رئيس الوزراء اياد علاوي رفض أية مفاوضات من اجل عقد هدنة مع جيش المهدي
بينما أعلن الجيش الاميركي امس الاول مقتل اكثر من 360 مقاتلا من عناصر الصدر في المعارك فيما تحدث محافظ مدينة النجف عن سقوط أربعمئة قتيل لكن جيش المهدي نفى هذه الارقام مؤكدا سقوط 15 قتيلا و35 جريحا في صفوفه حتى مساء الاحد.

وقد دعا الامين العام للامم المتحدة كوفي أن مساء الاثنين كل المشاركين في المعارك في العراق لا سيما في النجف إلى بذل الجهد من اجل التوصل إلى وقف لاطلاق النار.

وفي تصريح له ابلغ مثال الالوسي العضو القيادي في حزب المؤتمر الوطني العراقي "إيلاف" أن هنالك معلومات مؤكدة بوجود خطة مرسومة لتصفية الدكتور أحمد الجلبي زعيم المؤتمر تصفية جسدية بعد اعتقاله وقال " يقوم بتنفيذ هذه الخطة مجرمي البعث المنحل من اجهزة الامن الخاص المنحل المجرم ".

وكان القاضي زهير المالكي قال إن مذكرة توقيف الدكتور أحمد عبد الهادي الجلبي زعيم المؤتمر أصدرت استنادا إلى دعوى مقامة ضده من قبل البنك المركزي العراقي بقيامه بتزوير العملة العراقية القديمة المطبوعة من قبل نظام صدام وخزنه هذه العملة في مسكنة وتصريفها تدريجيا بالعملة العراقية الجديدة التي صدرت بعد الاطاحة بنظام صدام والمتداولة حاليا في العراق.

لكن الدكتور سنان الشبيبي محافظ البنك المركزي العراقي كذب المعلومات عن تقديم البنك دعوى ضد اي شخص بتزوير عملة عراقية قديمة اوإنه بعث مذكرة بهذا الخصوص إلى الحكومة العراقية وانها ستتعامل بهذا الموضوع.

ومن جهته قال أحمد الجلبي امس من طهران انه سيعود "في الايام المقبلة" إلى العراق لمواجهة "الاكاذيب" رغم اعلان قاض عراقي ان الجلبي وابن اخته سالم الجلبي رئيس المحكمة الخاصة المكلفة بمحاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين و11 من كبار مساعديه السابقين سيعتقلان فور وصولهما إلى بلادهما.

واضاف الجلبي "ساعود إلى العراق خلال بضعة ايام من اجل مواجهة هذه الاكاذيب الوقحة والسخيفة والسياسية اساسا". واضاف "لن ابقى هنا مكتوف اليدين في وقت يتم نشر مثل هذه الاكاذيب".

وذكر القاضي المالكي الذي اصدر مذكرة توقيف في حق أحمد وسالم الجلبي انهما سيعتقلان فور وصولهما إلى الاراضي العراقية وقال "ليس هذا استدعاء. . سيعتقلان فور عودتهما إلى العراق وسيمثلان امام محكمة". وسالم الجلبي موجود حاليا في لندن. ورأى سالم الجلبي ان الاتهامات الموجهة اليه "محاولة للمس بمصداقية" المحكمة العراقية الخاصة التي يرئسها والمكلفة محاكمة صدام حسين.