روحي عازار من دبي: لا تزال قضية المنفيين السوريين إحدى أبرز القضايا السياسية والحقوقية السورية التي تشغل هؤلاء المنفيين في الخارج وعائلاتهم وأقاربهم في الداخل وسط تجاهل تام من قبل وزارة المغتربين السورية.
ورغم عودة بعض المنفيين في السنوات السابقة إلى بلدهم بعد غياب طويل ، لا يزال في المنفى عشرات الآلاف من السوريين الذين لا يمكنهم العودة لأسباب سياسية وبالتالي يمكن إضافة أرقام جديدة إليهم وهي عائلاتهم ، مما يؤكد ان جيلا جديدا من السوريين ولد ويعيش خارج سوريا. وقد حاول بعض السوريين العودة عبر الأردن مثلا إلا ان السلطات اعتقلتهم وأحيانا يجري اعتقال الأبناء والزوجات.
تحاول وزارة المغتربين السورية الشروع في وضع حل للمغتربين السوريين إلا أنها ترفض إطلاق صفة "منفيين" على الموجودين خارج القطر، كما أنها تفضّل التعامل مع المغتربين المتواجدين خارج بلدهم لأسباب اغترابية اقتصادية وليس لأسباب سياسية ، ولم يعرف حتى الآن ان الوزارة ساعدت منفيا بالعودة إلى بلده. وتشير مصادر سورية إلى ان الحكومة السورية تفرض على من يرجع إلى سورية شروطا معينة مثل التخفيف من حدة التصريحات والتأكيد الدائم على رفض أي ضغط خارجي على النظام الحاكم وحزب البعث. وأكدت مصادر سورية لـ"إيلاف" ان أحد النشطاء أبلغ وزارة الخارجية السورية ان معظم السياسيين السوريين في أوروبا يملك جوازات سفر أوروبية مما دفع الخارجية إلى مزيد من التجاهل لقضايا هؤلاء الذين يطالبون بالحصول على جوازات سفر سورية.
ويؤكد نشطاء سوريون ان عودة جميع السوريين تحتاج إلى قرار واحد لأن البلد بحاجة إليهم ويجب أن تكون معارضتهم من داخل البلد حتى تحصن سورية ضد أي اعتداء. وينتشر مفكرون ومبدعون سوريون في مختلف أنحاء العالم وأبرزهم أطباء حققوا نجاحات وشهرة في أميركا وألمانيا ، وتقول المصادر انه يوجد في أوروبة آلاف الأطباء السوريين وقسم كبير منهم لا يمكنه العودة بسبب تقرير أمني وسياسي كتبه موظف أمني أو بعثي من المنطقة التي ينحدر منها المنفي.
وكان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع أطلق تصريحات وصفت بالإيجابية إزاء السوريين في الخارج إلا ان الخطوات العملية لم تر النور حتى اليوم. وترجّح المصادر ان العودة إلى سورية لا زالت عبر بوابات أمنية من خلال الموافقة الأمنية على عودة أي شخص ومنحه جواز سفر في السفارة السورية حيث البلد الذي يقيم فيه.
التعليقات