نعيمة الباقر من الخرطوم: تقول جماعات لحقوق الانسان ان هجمات بطائرات الهليكوبتر وغارات على مخيمات اللاجئين وعمليات اغتصاب للنساء من جانب القوات السودانية وميليشيا عربية تفاقم ازمة مستفحلة في منطقة دارفور بغرب السودان.

وطلبت الامم المتحدة من الخرطوم كبح ميليشيا الجنجويد أو مواجهة عقوبات لكن جماعة هيومان رايتس وواتش لمراقبة حقوق الانسان قالت يوم الاربعاء ان فظائع جديدة تدحض مزاعم الحكومة السودانية بان الامن يعود إلى دارفور.

وقالت الجماعة التي مقرها نيويورك في تقرير "في كثير من المناطق الريفية والبلدات الصغيرة في دارفور تواصل القوات الحكومية وميليشيا الجنجويد بشكل روتيني اغتصاب النساء والفتيات والاعتداء عليهن عندما يغادرن محيط المخيمات والبلدات."

وتقول جماعات حقوق الانسان والمتمردون في دارفور ان الخرطوم تستخدم الميليشيا التي يطلق عليها سكان دارفور الجنجويد ومعناها "الشياطين على ظهور الخيل" في حملة لسحق حركة تمرد وطرد السكان غير العرب من ارضهم.

وفي بيان صدر في جنيف يوم الثلاثاء اتهم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية القوات السودانية بشن هجمات جديدة بطائرات الهليكوبتر وهو ما نفته الخرطوم واتهم الجنجويد بشن غارات على الارض.

وقال البيان انه وقعت "أعمال عنف جديدة اليوم (الثلاثاء) من بينها عمليات قصف بطائرات الهليكوبتر الحربية قامت بها الحكومة السودانية وهجمات للجنجويد في جنوب دارفور."

وأضاف البيان قائلا "ما زالت ترد أنباء عن هجمات للجنجويد على النازحين داخليا في وحول مستوطنات النازحين داخليا في ولايات دارفور الثلاث."

وفي قرار أصدره في الثلاثين من يوليو تموز أمهل مجلس الامن الدولي الخرطوم 30 يوما لاتخاذ اجراءات ضد الجنجويد أو مواجهة عقوبات لم يكشف عنها. وتنفي الخرطوم استخدام الجنجويد لقمع السكان غير العرب وتقول انهم خارجون على القانون.

وتقول الحكومة السودانية انها نشرت عشرة آلاف من أفراد الشرطة في دارفور وتعهدت الاسبوع الماضي باقامة مناطق آمنة لحوالي مليون شخص تقول الامم المتحدة انهم شردوا من ديارهم.

وقالت هيومان رايتس وواتش "بدلا من الاستجابة لمطلب مجلس الامن لنزع سلاح أعضاء ميليشيا الجنجويد فان الحكومة السودانية بدأت في ادماجهم في وحدات الامن الرسمية للدولة."

وأضافت ان الخرطوم تستوعب الميليشيا العربية في قواتها الامنية بدلا من نزع سلاحهم وانها لا تحاكم قادتهم.

وقالت الجماعة في تقريرها ان مسلحين من الجنجويد اغتصبوا ست فتيات تتراوح أعمارهن بين 13 إلى 16 عاما واعتدوا بالضرب على نساء آخريات في نقطة تفتيش للميليشيا في غرب دارفور في يوليو تموز. ووثق التقرير ايضا حالة فتاة عمرها 17 عاما تناوب أعضاء من الجنجويد على اغتصابها قرب الحدود مع تشاد.

ولم يمكن على الفور الاتصال بمسؤولين سودانيين في الخرطوم للحصول منهم على تعقيب. وأبلغ حسن عابدين سفير السودان لدى بريطانيا القناة الاخبارية الرابعة بالتلفزيون البريطاني ان حكومته ملتزمة بنزع سلاح ميليشيا الجنجويد ونفى تقارير عن قصف جوي.

وأضاف قائلا "السودان بدأ فعلا الوفاء ببعض الوعود التي قدمها. ليس هناك قصف الان .. انه توقف منذ فترة طويلة. بعد اتفاق وقف اطلاق النار الذي وقع في ابريل الحكومة السودانية تتقيد بالهدنة."

وقال مدنيون في السابق ان السودان استخدم الطائرات لمهاجمة قرى في درافور لكن تقارير قليلة عن مثل هذه الهجمات وردت منذ ان وقع المتمردون والحكومة هدنة في ابريل نيسان.

وتقول الامم المتحدة انه رغم تعهدات قدمتها الخرطوم مؤخرا للتعاون لانهاء الازمة الانسانية التي تصفها المنظمة الدولية بانها الأسوأ في العالم فان الحكومة السودانية تعرقل الوصول إلى الجوعى في دارفور بتقييد رحلات الاغاثة وتحركات عمال المعونات.

ونشر الاتحاد الافريقي مراقبين في دارفور لمراقبة وقف اطلاق النار وستبدأ هولندا يوم السبت في نقل 154 جنديا روانديا بطريق الجو للعمل كقوة حماية للمراقبين.

ورفضت الحكومة السودانية فكرة ان يرسل الاتحاد الافريقي قوة لحفظ السلام إلى دارفور قائلة ان حفظ السلام هي مهمتها.

وحمل متمردو حركة العدل والمساواة وجيش تحرير السودان السلاح ضد الحكومة المركزية في أوائل عام 2003 . وتشير تقديرات الامم المتحدة إلى ان العنف في دارفور قتل 50 ألف شخص وتسبب في معاناة مليوني شخص من نقص في الغذاء والدواء. وتشكك الخرطوم في رقم القتلى.

من