أسامة مهدي من لندن: اكدت مصادر موثوقة أن أفرادًا من عائلة رئيس المؤتمر الوطني العراقي، الدكتور أحمد الجلبي، بالتعاون مع فريق قانوني أميركي متخصص، يعتزمون الإعلان في واشنطن عن تقديمهم لشكوى قانونية أمام القضاء الأميركي، ضد الحكومة الأردنية خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة، في وقت دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أنصاره إلى مواصلة القتال حتى إذا "مات أو وقع أسيرا" ، فيما نفى زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني مانسبته اليه صحيفة اردنية من تصريحات قالت إنّه يتّهم فيها ايران بالمسؤولية عن تفجيرات يشهدها العراق. وتتضمّن شكوى عائلة الجلبي تهما للحكومة الأردنية بالتواطؤ مع مخابرات نظام صدام حسين السابق وتلفيق الحقائق لتشويه سمعة الجلبي.
كما ستقوم عائلة الجلبي واثنان من المحامين المشهورين في أميركا بإثبات علاقة الحكومة الأردنية بالتهم الأخيرة التي وجهها رئيس محكمة التحقيق الجنائية المركزية القاضي زهير المالكي الى الجلبي والتي تتهمه بتزوير العملة كما قال " راديو سوا " اليوم، مشيرًا الى ان الجلبي اوضح أن الهدف الرئيسي من إصدار مذكرة اعتقاله هو استبعاده من العملية السياسية أو على الأقل عرقلة مشاركته فيها. وجدد الجلبي اتهامه لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بالضلوع إلى حدّ كبير في هذه القضية قائلا إن الأميركيين أوجدوا هياكل قضائية ووحدات خاصة في كوادر الشرطة والأمن تعتبر جزءًا من حكومة العراق ولكنها على اتصال سريّ مع الأميركيين الذين يوجّهون لها الأوامر والتعليمات حسب قوله.
وقد أعادت الحكومة الأردنية أمس التذكير بقرار محكمة أمن الدولة الأردنية القاضي بحبس احمد الجلبي، بعد أن صدرت بحقه مذكرة توقيف من القضاء العراقي، وأعلنت أن هذه القضية ستبحث بين وزيري العدل في البلدين. وقالت وزيرة الدولة الناطقة الرسمية باسم الحكومة اسمى خضر إن صدور مذكرة التوقيف بحقّ الجلبي فرصة لتذكير الحكومة العراقية بالقرار والحكم القضائي الأردني، مؤكدة ان الأردن لم يكفَّ عن المطالبة بتسليم الجلبي الى القضاء لتنفيذ الأحكام القانونية لإنصاف المواطن والمؤسسات الأردنية التي ألحق الضرر بها جرّاء إفلاس بنك البتراء. واشارت الى ان صدور مذكرة اعتقال الجلبي امر غير مستغرب مؤكدة ان الاردن يتطلع الى اليوم الذي تنفّذ فيه الاحكام القضائية في حقّه .
وفي عام 1992 حكمت محكمة عسكرية اردنية على احمد الجلبي غيابيًا بالسجن 22 عامًا بتهمة الاختلاس وذلك بعد افلاس بنك البتراء الذي كان اسسه، حيث كان الجلبي متهمًا بتحويل 288 مليون دولار تقريبًا الي حسابات في سويسرا. وشكل افلاس البنك ضربة قاسية للاردن اذ اضطرت الحكومة ان تعوّض الزبائن بما قيمته 400 مليون دولار.واعتبرت خضر ان صدور مذكرة اعتقال في حق الجلبي في العراق خطوة من شأنها ان تسهل تنفيذ الحكم الصادر في حقه في الاردن لاحقا .
واحمد الجلبي الذي كان من المقربين لوزارة الدفاع الاميركية ونائب الرئيس الاميركي ديك تشيني، ساءت علاقته مع واشنطن بعد ان اتهمه الاميركيون بتسريب معلومات لايران تضرّ بالمصالح الاميركية وهي اتهامات نفاها بشدة .
وبدوره هاجم الجلبي من اتهمه من قبل القضاء العراقي بتزوير العملة العراقية، وقال في تصريحات لقناة " العربية " إن التهم الموجهة إليه جميعها ملفقة يراد بها التضليل. واوضح ان قضية ابن أخيه سالم الجلبي الذي يدير المحكمة الخاصة لمحاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين، مقصودة لعرقلة محاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين. مؤكدًا أن التهم الموجهة إلى سالم ملفقة وخالية من المصداقية ورفض بعصبية القول ان سالم خائف من العودة الى العراق وواجه مذيع الفضائية بنرفزة واضحة مكررًا عبارة " لاتقول إنه خائف " اربع مرّات .
وكان قاضٍ عراقي أصدر قرارًا بتوقيف رئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي وابن أخته سالم الجلبي المكلف إدارة المحكمة الخاصة لمحاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين، بعد اتّهام الأول بتزوير عملة عراقية واتهام الثاني بالقتل وهي التهم التي نفاها الاثنان الموجودان حاليًا خارج العراق، وقال الجلبي إن جميع التهم التي ألصقت بسالم تستهدف التقليل من مصداقية المحكمة.
يذكر أن صحيفة "واشنطن بوست" نقلت في عددها الصادر اليوم عن مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية مطـّلـع على فحوى التهم قوله إنه يصعب القول حاليًا أن الدوافع السياسية ليست جزءا من هذه المعادلة، ولكنه استدرك قائلا إن الجزم في الوقت نفسه بأنها مؤامرة مدبرة، أشبه بتعلق الغريق بالقشة ناهيك عن أنه من الصعب إثباته على حدّ تعبيره .
الصدر يدعو انصاره الى مواصلة القتال حتى "اذا مات أو وقع أسيرا"
الزعيم الشيعي مقتدى الصدر دعا اليوم أنصاره الى مواصلة قتال القوات الاميركية حتى "اذا مات او استشهد". وقال الصدر في بيان وزع على انصاره في مدينة النجف المقدسة "ادعوكم الى مواصلة القتال ضد قوات الاحتلال حتى اذا مت او استشهدت".
وقال الصدر في بيان تلاه على الصحافيين ممثله الشيخ احمد الشيباني في ضريح الامام علي وسط مدينة النجف الشيعية المقدسة، "ادعوكم الى مواصلة القتال ضد قوات الاحتلال حتى اذا ما رأيتموني استشهدت او وقعت اسيرا".
واضاف "اشكر جيش المهدي الاعزاء في مدن البصرة والعمارة والناصرية الذين ضحوا بالغالي والنفيس للدفاع عن مدنهم ضد المحتل واقول لهم احذروا تقسيم المحافظات فذلك يفيد اهل الباطل". وتابع "اشكر المجاهدين. انكم بحق جيش المهدي". وتابع الصدر "اشكر كل من سعى الى ايجاد حل لهذه الازمة وكل من دافع من الشعب العراقي واراد لنا الحق".
ومن جانب اخر اكد الشيباني ان عدد القتلى والجرحى من جيش المهدي منذ بدء المعارك الخميس الماضي حتى اليوم قد ارتفع الى عشرين قتيلا واربعين جريحا. واضاف ان ميليشيا جيش المهدي تمكنت من اسقاط ست مروحيات اميركية منذ يوم الخميس. واحضر احد المقاتلين من عناصر جيش المهدي قطعة معدنية وعرضها الشيباني على الصحافيين على انها قطعة معدنية لاخر مروحية تم اسقاطها في مدينة النجف.
وفي ما يتعلق بالاوضاع في النجف، قال رجل الدين ان شرق وجنوب المدينة تحت سيطرة ميليشيا جيش المهدي على الرغم من وجود حواجز اقامها عناصر من الشرطة العراقية. واعرب الشيباني عن اسفه لاشتراك عناصر من الشرطة العراقية في المعارك وفرحه لقيام البعض الاخر بترك سلاحه ورفض قتال جيش المهدي. واكد ان "القتال مستمر شمال المدينة حيث مقبرة وادي السلام حيث تقوم الطائرات المقاتلة والمروحيات الاميركية بعمليات القصف".
واشار الى حصول اشتباكات بين عناصر جيش المهدي وقوات الشرطة والحرس الوطني العراقي قبل ايام. واضاف ان "على قوات الاحتلال (الاميركية) ان تفهم ان هناك مقاومة حقيقية هنا، هذه المقاومة التي يعتبرونها هم بانها ارهابية". وتابع "انه امر واضح يريدون ان يفهمون العالم ان مقتدى الصدر ارهابي ولكنهم لم يتمكنوا من فعل ذلك
وتفيد المعلومات الواردة من بغداد اليوم ان عناصر جيش المهدي التابع لمقتدى الصدرقد نزلوا الى شوارع المناطق الشعبية من العاصمة، وبدأوا بمنع الناس من الذهاب الى اعمالهم بحجة حظر التجول ابتداءً من الواحدة ظهرًا باوامر من قيادة الجيش .
وتقوم هذه العناصر المسلحة بتهديد اصحاب المتاجر ومحطات البنزين وموظفي الادارات وتحذيرهم من الالتحاق باعمالهم وتتحرك بسياراتها حيث توجه منصات هاوناتها نحو دوائر الدولة . ونقل موقع " النهرين " في بغداد عن مصادر عراقية قولها ان هناك اتفاق من بعض الاطراف الخارجية ومقتدى الصدر لزعزعة استقرار العراق والتاثير على الرئيس الاميركي جورج بوش لاسقاطه في الانتخابات المقبلة .
واشار الى ان الوضع متدهور بشكل غير عادي في مدينة العمارة الجنوبية حيث ان عناصر الصدر يظهرون في بعض الشوارع فيضربون ويهربون برغم ان قذائفهم لا تؤثر بالمدرعات البريطانية . وفي السماوة الجنوبية ايضا فان محافظها اتفق مع العشائر والسلطات الاخرى على منع اي شغب بعد ان حاول المسلحون اثارة القلاقل لكن القوات الهولندية بالتعاون مع عشائر العمارة والشرطة تصدّت لهم .اما في الديوانية الجنوبية فان المظاهرات واعمال شغب مستمرة منذ يومين مما ادى الى قطع الطرق التي تربطها بمدن جنوب العراق .
هذا وأصدر مكتب السيد الشهيد الصدر بيانا ناشد فيه أهالي النجف الإسراع للتبرع بالدم والتجهيزات الطبية والكمادات والادوية التي لها علاقة بالالتهابات وتضميد الجراح نظرا للأوضاع الأمنية الراهنة وجاء في البيان الذي وصلت نسخة منه إلى "إيلاف" : "كما يهيب مكتب الشهيد الصدر بكل الشرفاء بالعالم بالاسراع بتقديم المعونات العاجلة لابناء النجف الابطال وخصوصا اللوازم الطبية" .
الطالباني ينفي
ومن جهة اخرى كذب ناطق رسمي باسم مكتب الإعلام المركزي في الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال الطالباني ما نسبته جريدة (العرب اليوم) الأردنية الى الطالباني ما قال إنه تصريح مزعوم يتهم فيه الجمهورية الاسلامية الايرانية بالتورط في تفجيرات كركوك الاخيرة ومدن اخرى في العراق.
وقال الناطق في بيان اليوم " إن الخبر عار عن الصحة جملة وتفصيلا لان السيد جلال طالباني لم يجر ولم يلتق اي صحافي من تلك الجريدة، كما أنه لم يدلِ بتصريح كهذا لأية جريدة او وسيلة إعلامية اخرى".
واضاف ان العلاقة بين الاتحاد الوطني الكردستاني والجمهورية الاسلامية الايرانية " لها تاريخها وتتمتع بالشفافية والاستمرارية وان فبركة خبر كهذا وفي هذه المرحلة التي تتسم العلاقة بين طهران وبغداد بشيء من الحساسية محاولة مكشوفةً، وغير مجدية لتوسيع رقعة دائرة تلك الحساسية " وقال "نحن في الاتحاد الوطني الكردستاني نؤكّد ونسعى كما كنا في السابق الى تعزيز العلاقات بيننا وبين دول الجوار على اسس سليمة خدمة لمصالح العراق ودول الجوار والمنطقة ككل".
وعلى الصعيد الامني هاجم مسلحون مجهولو الهوية ليلة أمس مبنى مقرّ حزب الشعب التركماني الذي يتزعمه عرفان كركوكلي مساعد محافظ كركوك لشؤون اجتثاث العناصر المسؤولة في حزب البعث من المؤسسات الحكومية والحيوية في كركوك . وقد أدى الهجوم الى إصابة مواطن مدني بجروح بدون اصابات في صفوف عناصر حزب الشعب التركماني. يذكر ان لحزب الشعب التركماني علاقات وثيقة مع الأحزاب الكردستانية.
ارويو تستبعد ارسال جنود فيليبينيين مجددا الى العراق
على صعيد آخر، استبعدت الرئيسة الفيليبينية غلوريا ارويو اليوم ارسال جنود مجددا الى العراق قريبا في تصحيح لتصريحات ادلت بها وزيرة الخارجية الفيليبينية ديليا البرت.
وامرت ارويو الشهر الماضي بسحب القوة الفيليبينية المؤلفة من حوالى خمسين جنديا وكانت موجودة في العراق تجاوبا مع مطلب مجموعة اسلامية كانت تهدد بقتل رهينة فيليبيني ما لم ينسحب الجنود الفيليبينيون. وقالت ارويو ان الفيليبين لا تزال مستعدة للمساعدة على اعادة اعمار العراق "الا ان الوقت لا يزال مبكرا جدا لمناقشة التفاصيل".
وكانت وزيرة الخارجية الفيليبينية اعلنت الثلاثاء ان ارويو اكدت لرئيس الوزراء العراقي اياد علاوي ان مانيلا منفتحة على فكرة ارسال فيليبينيين للمشاركة في قوة لحفظ السلام تعمل في اطار الامم المتحدة في العراق.
وقالت البرت انها دعت الى اجتماع الاسبوع المقبل تناقش فيه مع دبلوماسيين فيليبينيين ومسؤولين آخرين مسألة المشاركة في قوة متعددة الجنسيات بقيادة اميركية يقر مجلس الامن الدولي مهمتها.
وقالت الرئيسة الفيليبينية "لم نتلق بعد طلبا رسميا من الامم المتحدة. علينا ان نتأكد ان عمالنا ينعمون بظروف امنية ممتازة. علينا الانتظار ليتم انتخاب حكومة عراقية من الشعب".
واثار الانسحاب الفيليبيني من العراق غضب واشنطن ودول اخرى في التحالف اتهمت مانيلا بتشجيع الارهاب وعمليات خطف الرهائن في العراق. وذكر مصدر دبلوماسي ان البرت اثارت مسألة اعادة نشر جنود فيليبينيين من اجل تهدئة السفير الاميركي في مانيلا فرنسيس ريتشاردوني الذي التقته في مطلع الاسبوع بعد عودته من مشاورات في واشنطن.
التعليقات