أسامة مهدي من لندن: قال مسؤول في المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه أحمد الجلبي، والذي عاد الى بغداد من طهران اليوم، إن حوالي 30 عنصرا مسلحا من عناصر جهاز المخابرات العراقية الجديد استولوا على مقر الحزب واتخذوه مقرا للجهاز في وقت اعلنت القوات الاميركية أنها تستعد لهجوم نهائي ضد أنصار رجل الدين مقتدى الصدر وجيش المهدي التابع له للقضاء عليهم في بداية الاسبوع الثاني من المعارك المستمرة بين الطرفين.

وابلغ حيدر الموسوي الناطق باسم الجلبي " ايلاف " في اتصال هاتفي من بغداد اليوم ان حوالي 30 عنصرا من جهاز المخابرات الجديد ملثمين ويحملون أسلحة رفقة مسؤول اميركي لم يتم التعرف عليه يعتقد أنه مستشار في الجهاز اصروا على اخلاء مقر حزب المؤتمر.

واشار إلى أن الحزب لايريد الدخول في صدامات في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد ولذلك فان وثائق رسمية وقعت لتسليم المقر واستلامه واتهم جهات لم يسمها بالعمل على تصعيد الاضطراب السياسي وإفشال حكومة رئيس الوزراء اياد علاوي .

وكان مقر المؤتمر الوطني أحد مقرات مخابرات الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، الذي شغله بعد سقوط النظام وحل جهاز مخابراته، الا ان حكومة علاوي الجديدة أعادت تشكيل الجهاز الجديد من عناصر جديدة واخرين عملوا في الجهاز القديم ممن لم يرتكبوا جرائم ضد العراقيين.

ومن جهته اتهم مثال الالوسى القيادي في المؤتمر قوات الاحتلال المتعددة الجنسيات بقيامها بأعمال استفزازية ضد الحزب..وقال خلال مؤتمر صحافى فى بغداد اليوم إن أربع مروحيات أميركية ألقت أربع قذائف تنوير على مقر الحزب وطالب هذه القوات بتقديم تفسيرات لهذه الحالة متهما بعض المؤسسات العراقية بضم من وصفهم بإرهابيين يقومون بتخريب العراق بحسب ما قال.

وعلى صعيد الأوضاع الأمنية المتدهورة في النجف أعلن الجيش الاميركي اليوم أن قواته تستعد بمشاركة قوات الأمن العراقية لشن هجوم واسع النطاق على مسلحي جيش المهدي في النجف.

وقال بيان صادر عن وحدة الاستطلاع الحادية عشرة التابعة لقوات مشاة البحرية الاميركية إن "قوات المارينز والجنود الأميركيين والحرس الوطني العراقي يجرون تدريبات مشتركة استعدادا لشن هجوم واسع على العدو في مدينة النجف". واضاف أن قوات المارينز وعناصر من الحرس الوطني العراقي يعملون حاليا على تشكيل القوة التي ستشن الهجمات الرئيسية في المدينة.

أوضح البيان أن "قوات المارينز وقوات الحرس الوطني العراقي كانوا قد بدأوا منذ عدة أيام تدريباتهم المشتركة لغرض تشكيل قوة ضاربة لاقتحام المدينة التي خرق فيها القانون والنظام". وأكد الكولونيل أنتوني هاسلام أمر الوحدات في النجف في البيان ان "القوات العراقية والاميركية تستكمل الان استعداتها النهائية لغرض حسم هذه المعركة التي بدأتها ميليشيا مقتدى".

الذرفي: القوات الاميركية لن تدخل الى المدينة القديمة في النجف

بدوره قال محافظ النجف عدنان الذرفي ان الجيش الاميركي لن يدخل الى المدينة القديمة في النجف. وقال ان "القوات الاميركية لن تدخل الى المدينة القديمة، بل ستتوقف في ساحة الميدان" الواقعة على حدود الحي القديم في النجف. واضاف "اذا قررنا الدخول الى المدينة القديمة، ستعود هذه المهمة الى عناصر الشرطة والعسكريين العراقيين". ويقع مرقد الامام علي في هذا القطاع من النجف.

وذكر الذرفي ان "الاميركيين يسيطرون على مجمل مقبرة" النجف وان المعارك متواصلة في ضواحي المدينة في منطقة معروفة باسم بحر النجف. ورأى ان "وقف المعارك امر مستحيل طالما لم يحصل اتفاق على خروج الميليشيويين من المدينة. وهذا يعني ان العمليات العسكرية ستستمر".

وفي مقبرة وادي السلام في النجف حيث يتحصن أنصارالصدر وقعت اشتباكات متفرقة اليوم لليوم السابع على التوالي حيث اكدت مصادر طبية في مدينتي النجف والكوفة القريبة سقوط 28 قتيلا واكثر من 110 جرحى منذ يوم الخميس من الاسبوع الماضي عند بدء الاشتباكات بين أنصار الصدر والقوات الاميركية.

وأكدت حكومة علاوي في بيان لها أن قوات من الحرس الوطني والجيش والشرطة العراقية بالتعاون مع العشائروالقوى السياسية العراقية ستقوم بإعادة النظام والقانون في كل المناطق التي تقوم فيها "هذه الزمر بأعمالها الإجرامية وستقوم بتلقين هؤلاء المجرمين الدروس التي يستحقها كل خارج عن القانون ... و سنقوم بعون الله و بهمة الشرفاء من أبناء العراق بإعادة الأمن و الاستقرار و الطمأنينة إلىكل ربوع العراق العزيز" كما قالت.

وأضافت "إننا ننصح هذه الجماعات المسلحة بان تستفاد من قانون العفو الذي أصدرته الحكومة مؤخرا بإلقاء سلاحهم والانخراط مجددا في الحياة المدنية.. لذا نطلب من شعبنا الكريم الالتزام بالنظام والقانون وعدم مجاراة هذه العصابات المسلحة في أعمالها الإجرامية".