نصر المجالي من لندن: .. فعلا ضربة حظ عبر أوراق اليانصيب لا ينفع معها صلوات أو ابتهالات ودعوات، وحسب ما يقول المثل المصري الشعبي العامي "لو تجري جري الوحوش غير رزقك ما بتحوش!"، وفعلا صدق المثل لمرتين متتالييتن على الأرض البريطانية.

في الأولى كما نشرت "إيلاف" قبل أسبوع، فازت سيدة قال الأطباء أنها لن تعيش طويلا، باليانصيب المقدر بحوالي 20 مليون جنيه إسترليني كونها مصابة بداء السرطان القاتل، وهي لم تكن تعرف أنها الفائزة إلا أنها أدركت من بعد نداءات امتدت أسابيع من جانب هيئة (كاميلوت) التي تشرف على السحب الوطني كل أسبوع، أن أرقام بطاقتها الستة هي الفائزة منذ مايو (أيار) الماضي.

لكن المفاجأة في هذا اليانصيب الوطني البريطاني، الذي حقق لهذه اللحظة منذ الشروع به في منتصف تسعينيات القرن الماضي إيجاد حوالي ما لا يقل عن 500 مليونير جديدا كسبوا في اليانصيب، هي أن محكوما بالسجن مدى الحياة بتهمة ارتكاب الفاحشة والاغتصاب، فاز بأرقام اليانصيب الوطني البريطاني، في نهاية الأسبوع الماضي، حيث اختطف سبعة ملايين جنيه إسترليني، حيث كانت أرقامه هي الرابحة.

وقالت التقارير الصحافية البريطانية التي نشرت على نطاق واسع اليوم أن إيورث هوري ، صاحب السجل الإجرامي الطويل والمسجون حاليا مدى الحياة بسبب جرائم اغتصاب، كان في إجازته في نهاية أحد الأسابيع، من السجن، حسب ما تقرره إدارة السجون البريطانية، اشترى ورقة يانصيب وطني حين كان يمضي إجازته المقررة من السجن حين اشترى ورقة اليانصيب الوطني ذات الأرقام الستة، وتحقق له الفوز مشاركة مع ثلاث تذاكر أخرى، حيث تقاسموا الربح وهو 21 مليون جنيه إسترليني.

ومن بعد فوزه باليانصيب الضخم، فإن قرارا قضائيا صدر بنقل هوري من سجن ليهل، في غلوسترشاير، إلى سجن آخر أكثر إجراءات أمنية، حيث تعتبر السلطات الأمنية والقضائية في بريطانيا، أن السجين المليونير يجب أن يبقى تحت رعاية دائمة، كما أن قرار إجازته الأسبوعية قد الغي، خشية إمكانية مغادرته الأراضي البريطانية.

يشار إلى أن المليونير المغتصب، مولود في مدينة ليدز البريطانية، لأب من عمال مناجم الفحم، وكان القاضي الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة أبلغه حين أصدر عليه الحكم بالسجن مدى الحياة الآتي "اعتقد أن كل امرأة ستكون في خطر كبير من جانبك لو أطلقنا سراحك، لكن عقوبتك الوحيدة حفاظا على المجتمع هي أن تبقى في السجن مدى الحياة حفاظا على المجتمع كله".

من جانبها، أعربت هيئة (كاميلوت) التي تدير اليانصيب الوطني البريطاني عن انزعاجها من فوز سجين مدى الحياة ومتورط بتهمة الاغتصاب، بهذا المبلغ من المال، وقالت "فوز كهذا من جانب شخص سجين مثل إيورث هوري، محتمل أن يسيء إلى سمعة اليانصيب الوطني كله، خصوصا وان الأموال التي يتم ربحها من اليانصيب الوطني تذهب إلى منفعة اجتماعية عامة في مختلف أنحاء بريطانيا".

وكانت أول جريمة ارتكبها المليونير الجديد، كانت في العام 1975 ، حيث اغتصب فتاة قاصرا، ثم افرج عنه أربع سنوات، وارتكب جريمة اغتصاب ثانية في العام 1978 ، وسجن لأربع سنوات، وافرج عنه، ولكنه في العام 1983 اقدم على اغتصاب سيدة في التاسعة والثلاثين من عمرها، وكذلك أهان مدرسة في إحدى المدارس حيث اعتدى عليها بالضرب والكلام البذيء، حيث دافع محاموه آنذاك بأنه تعرض إلى انهيار نفسي بعد مقتل صديقته جانيت هول (33 عاما) في حادث طارىء ، حين ألقت بنفسها من شرفة المنزل، من بعد أن عرفت أن صديقها متورط بجرائم جنسية، وهي كانت ابنة لرجل دين مسيحي له اعتباره في المدينة البريطانية التي يقود فيها الصلوات الدينية كل يوم أحد في الكنيسة.

وقالت مصادر بريطانية اليوم أن الآنسة هول وهي خريجة جامعة كيمبردج البريطانية الشهيرة حاولت عبثا إنقاذ صديقها هوري لكنها فشلت، مما أدى إلى إقدامها على الانتحار.

وفي الختام، فإن آخر رقم يانصيب وطني كبير من حظ مريضة بداء السرطان، أعلن عنه في الأسبوع الماضي وهي السيدة إيريس جيفري (58 عاما)، وهي من مدينة بلفاست عاصمة إيرلندا الشمالية، وهي أعلنت حال فوزها بمبلغ 20 مليون جنيه إسترليني أنها راغبة في شراء ثلاجة لمنزلها، وسيارة صغيرة لزوجها، مع محاولة التفتيش عن دواء يقضي على داء السرطان الذي تعانيه "إن تمكنت".