نبيل شرف الدين من القاهرة: وصف اليوم الخميس عبدالرحمن شلغم وزير الخارجية الليبي اتهام بلاده بالتورط في محاولة اغتيال الأمير عبدالله ولي العهد السعودي بأنه "مجرد ادعاءات وأقوال صحف" لا تستند إلى دليل، مضيفاً أن "الدول لا تبني سياستها علي أقوال الصحافة، فهناك سفير ليبي في السعودية، وأن "أي قاض أو رجل قانون لابد أن يستند إلى دليل، ولا يكفي مجرد الأقوال أو الادعاءات"، ومضى قائلاً إن "البعض يحاول أن يخلط الأشياء، وهذا شيء غير حقيقي، والزمن سوف يثبت الحقيقة"، على حد تعبير الوزير الليبي.
وكانت السلطات البريطانية قد أوقفت الناشط الإسلامي الأميركي عبد الرحمن العمودي في آب (أغسطس) من العام الماضي، بينما كان يهم بالصعود الى الطائرة من لندن الى سورية ومعه 340 ألف دولار نقدا داخل حقيبة سفر، حيث اعترف لاحقاً أمام محققين أميركيين بأن مسؤولين ليبيين سلموه هذه الأموال لتنفيذ مخطط مؤامرة كلفه به العقيد الليبي معمر القذافي، لاغتيال ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز.
واعتبر الوزير الليبي أن علاقات بلاده بالولايات المتحدة بأنها لم تزل في طور حل المشكلات ولم تنتقل بعد إلى مرحلة بناء المصالح أو الوصول إلى حد التطبيع الكامل معها، قائلاً إن واشنطن لاتزال تجمد أرصدة ليبيا التي تصل إلى أكثر من مليار وربع المليار دولار، غير أنه استدرك قائلاً في سياق مقابلة أجرتها معه صحيفة (الأهرام) المصرية ونشرتها في عددهاالصادر اليوم الخميس، إن الحوار مستمر بين الولايات المتحدة وليبيا، وحدث تطور في العلاقات حيث يوجد الآن مكتب أميركي في طرابلس ومكتب ليبي في واشنطن، لافتاً إلى أن هذه هي المرحلة التي تسبق فتح السفارات.
ومضى الوزير الليبي قائلاً إن مجموع التعويضات2,7 مليار دولار مقسمة على ثلاثة مراحل وفقا لاتفاقية حساب مشروط وضع في مصرف التسويق الدولي، الأولى رفع قرار مجلس الأمن رقم731 وملاحقه وعندها يدفع البنك4 ملايين دولار لكل أسرة اتوماتيكيا، وقد انتهت هذه المرحلة حيث صدر قرار مجلس الأمن ودفع البنك المبالغ المطلوبة دون اشارة من ليبيا، والمرحلة الثانية تتمثل في رفع العقوبات الأميركية بالكامل عن ليبيا, يدفع البنك4 ملايين دولار أخرى، وعندما يتم رفع اسم ليبيا من قائمة الدول الداعمة للارهاب, يتم دفع مليونين آخرين وفي حالة تنفيذ المرحلة الأولى فقط دون تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة, يدفع مليون دولار, أي يأخذ كل فرد خمسة ملايين فقط، واختتم قائلاً إن "الكرة الآن في الملعب الأميركي".
وفي معرض تعقيبه على تلويح ليبيا بالانسحاب من الجامعة العربية مراراً، قال عبدالرحمن شلجم إن خطاب بلاده واضح في هذه القضية, يتلخص في "إما أن تعمل هذه المؤسسة وتكون على مستوى الأحداث والزمن الذي نعيش فيه, وإما أن نبحث عن صيغة أخرى، ونفس الشيء نفعله مع اتحاد المغرب العربي، فإما أن تكون هناك ارادة عربية جادة وقوية، أو أن يكون هناك رأي آخر، فلا يعقل أن تكون التجارة البينية بين الدول العربية4% فقط.. ولا نستطيع أن نتعامل بعقلية الجمل الآن"، على حد تعبير الوزير الليبي.
التعليقات