نصر المجالي من لندن: كشفت تقارير استخبارية بريطانية اليوم ونشرت على مستوى كبير في وسائل الإعلام والصحافة البريطانية عن أن شبكة "القاعدة" التي يتزعمها أسامة بن لادن، وضعت خطة لاغتيال شخصيات غربية كبيرة، وكذلك عدد من أفراد الأسرة الملكية في المملكة العربية السعودية.

والتقرير الاستخباراتي الذي نشرت بعض تفاصيله اليوم في صحف بريطانية يشير إلى أن شبكة "القاعدة" جهزت عناصر ضاربة منها لاغتيال سياسيين بريطانيين بارزين، وكذلك نظراء لهم في بلدان أوروبية كثيرة ومنها أيضا التخطيط لاغتيال شخصيات بارزة في العائلة الملكية السعودية.

وقال مراقبون استراتيجيون إن التهديد بالاغتيال الشخصي ، لم يكن في أي من الأيام من ضمن خطط شبكة "القاعدة" التي تعودت تنفيذ عمليات انتحارية في المدن الكبرى كما جرى في نيويورك العام 2001 ومدريد حيث تفجير محطات القطارات، وغيرها من أحداث سابقة، ولكن مسالة التهديد باغتيالات شخصية "أمر يجب النظر إليه باهتمام كبير من جانب أجهزة الاستخبارات المعنية في الدول المهددة".

وتقول الاستخبارات البريطانية في تقاريرها التي نشرت على نحو علني اليوم إن التحقيقات التي أجريت من جانب السلطات الباكستانية مع أحد أهم عناصر "القاعدة" الذي اعتقل قبل أسبوع، وهو محمد نعيم خان، وكذلك أشرطة الفيديو والتسجيلات الكمبيوترية التي ضبطت بحوزته، وكذلك التحقيقات التي أجرتها أجهزة التحقيقات الباكستانية، تشير كلهاإلى أنه كان يخطط مع عناصر أخرى لتنفيذ حملة اغتيالات شخصية لسياسيين في دول أوروبية وكذلك بعض أفراد العائلة الملكية السعودية.

وتضيف التقارير، أن نعيم خان، قال للمحققين إن أوامر اغتيال هذه الشخصيات، صدرت بأمر خاص من زعيم شبكة "القاعدة" أسامة بن لادن شخصيا، وهو اعترف أيضا بأن "القاعدة" لديها خطط كبيرة للقيام بعمليات إرهابية في مناطق شتى من العالم الغربي وحلفائه. وقالت مصادر الاستخبارات أن ابن لادن أعطى أوامره الشخصية بتنفيذ عمليات الاغتيال لتلك الشخصيات التي لم تذكر أجهزة الاستخبارات البريطانية أسماءها. ولكن الأهداف على ما يبدو في باكستان وبريطانيا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.

وكشفت التقارير الاستخبارية عن معلومات ضبطت عبر شبكة الكمبيوتر التي كان يستخدمها محمد نعيم نور خان المعتقل حاليا في باكستان عن أن هنالك خططا لتنفيذ عمليات انتحارية ضد منشآت بريطانية وأميركية، ولكن، المصادر شاءت أن لا تذكر أسماء المنشآت والمصالح المهددة بالخطر الإرهابي المنتظر، وكذلك هنالك شخصيات على قائمة الاغتيال منها أميركية وبريطانية وغربية أخرى وعربية وعلى وجه الخصوص سعودية.

وقالت مصادر الاستخبارات الغربية إن حملة الاغتيالات التي خططت لها شبكة "القاعدة" كانت تشمل اغتيال مسؤولين كبار في البيت الأبيض الأميركي، وزعماء من حلفاء الولايات المتحدة في مناطق شتى.

وما عرفته "إيلاف" من مصادر وثيقة الاتصال بمصادر الاستخبارات، هو أن خطط شبكة "القاعدة" هي تنفيذ اغتيالات لزعماء غربيين، من ضمنهم الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، وغيرهما من زعماء غربيين ، إضافة إلى زعماء شرق أوسطيين وخصوصا عائلة الحكم في السعودية، واليمن وتركيا وباكستان، التي تحالف رئيسها مع الغرب في الأعوام الثلاثة الماضية في حرب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الإرهاب.

يشار إلى أن الرئيس الباكستاني الجنرال يرويز مشرف نجا من محاولتي اغتيال في السنتين الأخيرتين من جانب الجماعات الإسلامية المتشددة، وبالمقابل فإن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لا زال في حرب ممتدة منذ ثلاث سنوات مع عناصر متشددة لجأت إلى الجبال لتحارب الحكومة المركزية التي تحاول التحاور مع تلك الجبهات دون نتائج إيجابية.