نصر المجالي من لندن: زار مستشار ألمانيا جيرهارد شرودر اليوم ، قبر أبيه المنسي في مقبرة في رومانيا، وقتل قبل أن يعرفه خلال الحرب العالمية الثانية، قبل 60 عاما حين انسحبت قوات هتلر النازية بعد هزيمة ساحقة من الأراضي الروسية، وكان فريتز شرودر والد المستشار الألماني أحد ضحاياها، حيث دفن مع جنود كثيرين في مقبرة في الأراضي الرومانية.
وكان فريتز شرودر والد مستشار ألمانيا يبلغ من العمر 32 عاما حين لقي مصرعه في تلك الهزيمة التي واجهتها قوات أدولف هتلر قبل 60 عاما، وكان والد المستشار الألماني متطوعا في الخدمة العسكرية في فرقة الدبابات التابعة للجيش النازي، ولم يكتشف قبره إلا قبل بضع سنوات.
ولا يعرف مستشار ألمانيا شرودر الذي سيزور ليبيا غدا في مبادرة انفتاحية مع الحاكم الليبي العقيد معمر القذافي من تاريخ والده سوى صورة بالأبيض والأسود تحتل مرتبة في مكتبه في مبنى المستشارية في برلين، على الرغم أنه لا يعرفه أبدا. وكانت طرابلس وبرلين اتفقتا على تسوية مالية قدرها 35 مليون دولار تعويضا لضحايا ملهى لابيل الذي فجرته عناصر مرتطة بالمخابرات الليبية العام 1986 .
وحظر على رجال الصحافة والإعلام والمصورين من حضور حفل زيارة المستشار الألماني لضريح والده في رومانيا، التي زارها لربع ساعات في طريقه على ليبيا في زيارة رسمية تلبية لدعوة من الرئيس الليبي معمر القذافي، وأدى شرودر زيارته التاريخية لضريح والده،حيث توجه على الفور من بعد وصوله إلى مطار بخارست الدولي على متن طائرة عسكرية إلى بلدة شانيو مير في مقاطعة ترانسيلفيان الشمالية في رومانيا حيث المقبرة التي تضم رفلت قتلى الحرب العالمية الثانية من الجنود الألمان.
واتخذت الشرطة الرومانية احتياطات أمنية مشددة خلال زيار المستشار الألماني التي امتدت ساعات فقط، كما حظرت من جانبها أي مصورين من الاقتراب للشوارع التي مر فيها موكب شرودر، كما منع المصورين من دخول منطقة المقبرة التي زار فيها المستشار الألماني قبر والده.
ورغم الخصوصية التي أحيطت بها زيارة المستشار لقبر والده، فإن الصحافة الألمانية سعت على الفور على انتقاد الزيارة بالقول "كيف أيها المستشار تحيي ذكرى جنودا وأبطالا فقدناهم في الحرب، تلك التي خسرناها؟".
يذكر ان المستشار شرودر كان أول زعيم ألماني يشارك شخصيا في احتفالات النصر الغربية على قوات النازية، في الاحتفالات التي أقيمت في منطقة نورماندي الفرنسية،في العشرين من يوليو (حزيران) الماضي، كما انه كان شارك في احتفالات مماثلة في وارسو في إبريل (نيسان) الماضي، وهو في المناسبتين أعرب عن أسف الشعب الألماني في التورط النازي في قمع الانتفاضة البولندية ضد الحكم النازي في أربعينيات القرن الفائت.
يشار إلى أن والد المستشار الألماني، الضابط فريتز شرودر كان قتل العام 1944 بعد ستة اشهر من مولد ابنه جيرهارد الذي يقود ألمانيا حاليا، وكانت مهماته تطوعية مع الجيش النازي في الخدمات الإنسانية وليس القتالية، رغم انه كان مسجلا على كادر فرقة الدبابات.
ومن سؤ حظ شرودر الأب وكذلك سؤ حظ الفوهرر، فإنه في العام 1944 تراجعت القوات النازية على الوراء نحو الأراضي الرومانية، حسب مناورة تكتيكية، لكن رومانيا خدعت الفوهرر هتلر وهنالك كانت المجزرة ضد قواته على أيدي الحلفاء الغربيين، وقتل عشرات الآلاف من الجنود الألمان ومن بينهم والد المستشار الحالي الذي زار قبره اليوم.
وختاما، فغن قبر والد شرود عثر عليه قبل ثلاث سنوات بعد مهمات مضنية قام بها أحد ابناء عمومة المستشار الألماني الحالي في رومانيا، حيث تم التأكد من هوية ساكن القبر الذي هو والد جيرهارد شرود الذي زاره لأول مرة اليوم.
التعليقات