الياس توما من براغ : تبنت قوة كيفور التي يشكل العماد الأساسي فيها حلف الناتو خطة أمنية جديدة تستهدف تأمين الحماية بشكل قوي للاقليات العرقية التي تعيش في الإقليم ولاسيما الأقلية الصربية التي تتواجد في جزر شبه منعزلة وعدم السماح بتكرار ما حدث من أعمال عنف قوية في آذار مارس الماضي والتي أدت إلى مقتل 19 صربيا وجرح اكثر من 900 .
وذكر الناطق باسم قوة كيفور في الإقليم هورست بيبير أن العمل بهذه الخطة سيتم في البداية في الجزء الجنوبي الغربي من الإقليم الواقع تحت إشراف القوة الألمانية.
وسيتم وفق الخطة تحديد المناطق التي تعيش فيها الاقليات العرقية بشكل دقيق وأين وكيف ستظهر التحذيرات للمهاجمين المحتملين بأنهم يدخلون مناطق محمية
و أكد الناطق انه في حال زيادة حالة التوتر في إحدى المناطق سيتم على الفور استبدال تسمية "المنطقة المحمية " بعبارة " المنطقة المحدودة " وكل من سيدخل إلى هذه المنطقة بنوايا عدائية يمكن أن يصبح هدفا لنيران جنود القوات الأطلسية .
ويأتي إقرار قيادة كيفور لههذه الخطة بهدف تحسين الوضع الأمني في الإقليم ولاسيما بالنسبة للصرب الذين يتعرضون من وقت إلى أخر الى مضايقات و أعمال عنف من قبل الألبان الأمر الذي يمكن له أن يساعد في إشراك الصرب في الحياة العامة للإقليم وعدم مقاطعة الانتخابات النيابية التي ستجري في الإقليم في تشرين الأول أكتوبر القادم .
كما يأتي اقرر الخطة بعد انتقادات قوية وجهتها عدة منظمات دولية متابعة لملف حقوق الإنسان إضافة إلى بلغراد لقوة كيفور وبعثة الأمم المتحدة في الإقليم واتهامها بالإخفاق في تأمين الحماية للصرب في أحداث آذار مارس العنيفة التي لم تسفر فقط عن قتلى وجرحى بين الصرب و إنما دفعت بنحو 4 آلاف صربي إلى مغادرة منازلهم بعد أن احرق الألبان نحو 600 منزل وكنيسة أرثوذكسية صربية .
وقد اعتبرت هذه الأحداث الأسوأ في الإقليم منذ انتهاء الحرب في كوسوفو عام 1999 وانتقال مسؤولية الأوضاع الأمنية والسياسية فيه إلى أيدي القوات الدولية والأمم المتحدة.
ويتواجد الآن في الإقليم 18 ألف جندي من قوات الناتو ونحو عشرة آلاف شرطي محلي ودلي ورغم ذلك فان أحداث آذار الماضي جعلت الشكوك قوية بشان إمكانية ضبط الوضع الأمني في الإقليم بالشكل المطلوب في ظل استمرارية غياب الحل السياسي لمسالة المستقبل السياسي والدستوري للإقليم الواقع جنوب صربيا ويشكل الألبان فيه نحو 90% من سكانه .
هذا وقد دعا رئيس وزراء الإقليم بيرم رجبي يوم الاثنين الصرب للتخلي عن المخاوف وحالة عدم الثقة والمشاركة في الانتخابات النيابية في تشرين الأول القادم وقد جاءت هذه الدعوة بعد وقت قصير فقط من دعوة مضادة وجهها إلى صرب الإقليم رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا وحثهم فيها على مقاطعة الانتخابات لان حياتهم غير مضمونه من جهة الألبان الذين يتطلعون إلى الاستقلال التام عن بلغراد وتشكيل دولة خاصة بهم الأمر الذي يرفضه صرب الإقليم وكذلك ترفضه بلغراد .