نصر المجالي من لندن: وجهت مصادر قرار سياسية بريطانية انتقادات كبيرة لرئيس الوزراء العمالي توني بلير، وهي تضاف للحملة التي تشن ضده منذ اتخاذه قرار التحالف مع إدارة الرئيس الأميركي الجمهوري جورج دبليو بوش في الحرب ضد العراق ومن قبلها مواجهة الإرهاب في أفغانستان.

والحملة السياسية والإعلامية الشرسة ضد بلير، حاليا تتعلق في نفقات إجازته الصيفية الخاصة مع عائلته، والتي يراها مناهضيه أنها كبيرة النفقات وطويلة المدة لرجل في موقع المسؤول الأول في حين تتساءل المصادر كيف يغيب عن البلاد هذه المدة الطويلة.

وفي إحصائية لصحف بريطانية شعبية (التابلويد) التي تتقصى في العادة أخبار الفضائح، فإن نفقات إجازة رئيس الوزراء مع عائلته تتعدى المليون جنيه إسترليني، وهي من جيوب دافعي الضرائب، وهو أمر أثار ضجة سياسية مختلفة الاتجاه ضد بلير الذي يواجه حملة سياسية في الأساس تطالبه بالتخلي عن زعامة الحزب لوزير الخزانة غوردون براون لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة في الربيع الآتي.

يذكر أن رئيس الوزراء البريطاني توجه اليوم إلى أثينا حيث افتتاح دورة الألعاب الأولمبية، وهو مع عائلته واحتل جناحا خاصا في السفينة السياحية "الملكة ماري الثانية" التي تقل عددا من زعماء العالم للمشاركة في حفل الأولمبياد التاريخي في عاصمة الحضارة الهيللينية أثينا. وأشارت التقاريرإلى أن إقامة عائلة بلير على متن تلك السفينة السياحية تتكلف 2000 جنيه لليلة الواحدة لكل شخص في جناح خاص من طابقين، قد أعد لرئيس الوزراء البريطاني وعائلته.

وكان بلير مع عائلته قد قضوا أسبوعين في منتجع في جزيرة باربادوس في البحر الكاريبي، وهو من بعد مشاركته في افتتاح دورة الألعاب اليوم، سيذهب إلى إيطاليا، حيث يستضيفه نظيره الإيطالي سيلفيو برلسكوني في فيلته الخاصة في جزيرة سردينيا، وهذه الفيللا حسب التقارير تفوق مساحتها مساحة الفاتيكان راعية الكنيسة الكاثوليكية في العالم.

وقالت التقارير أن رئيس الوزراء الإيطالي برليسكوني أمر بتحديث الفيللا الخاصة به في جزيرة سردينيا، من أجل استضافة عائلة بلير ، بتشجيرها من جديد بأشجار الزيتون، والورود بمختلف أنواعها وأصنافها، وهي تتكلف نصف مليون جنيه إسترليني، إضافة إلى أنه دعا الموسيقار الشهير لوشيو بافاروتي وفرقته لإحياء ليلة حفل استقبال لرئيس وزراء بريطانيا وعائلته بتكلفة نصف مليون جنيه إسترليني.

ومن بعد استضافة برلسكوني، فإن رئيس الوزراء البريطاني وعائلته سيمضون إجازة الصيف في ولاية تاكسوني في وسط إيطاليا ، في قصر تاريخي لأحد الأمراء من العائلة الملكية الإيطالية السابقة، وهو قصر الأمير جيرولامو ستروشي الذي تخلى عن الملك ليقود صناعات محلية مثمرة تتعلق بالاستثمارات في مجال تصنيع الخمور من مزارع العنب الكبيرة التي يمتلكها وراثة عن أسرته الملكية التي أطيح بها قبل نيف ونصف القرن من الزمان.

وإذ ذاك، فإن إجازة الصيف لآل بلير رئيس وزراء بريطانيا لن تكون طيبة النتائج، حين يعود، خصوصا وان دعوات تتصاعد تدعو إلى إقصائه ليس كرئيس للوزراء وحسب، بل كزعيم لحزب العمال الحاكم راهنا.