الياس توما من براغ : عكست نتائج أخر استطلاع للرأي أجري في بولونيا تنامي رفض الشعب البولوني لاستمرار قوات بلاده في العراق . و أكد الاستطلاع أن 73% الآن يطالبون بسحب قواتهم من العراق بسرعة بعد أن كانت النسبة 67% في شهر حزيران يونيو الماضي .
وعبر 83% من الذين شاركوا في الاستطلاع عن قناعتهم بان بولونيا قد أصبحت دولة عرضة لهجمات إرهابية محتملة بسبب الوجود العسكري الذي لها في دولة لا تتمتع بالاستقرار .
ويرى القائمون على الاستطلاع أن من بين الأسباب الرئيسية لتنامي رفض البولونيين استمرار وجود قواتهم في العراق هو مقتل سبعة جنود بولونيين وأربعة مدنيين إضافة إلى فضيحة تعذيب السجناء العراقيين من قبل الجنود الأمريكيين في سجن أبو غريب وأيضا انكشاف عدم مصداقية المبررات التي سوغت لشن الحرب على العراق ولاسيما عدم العثور على أسلحة دمار شامل في العراق .
ولا تستبعد بعض الأوساط الإعلامية في وارسو تأثير عدم حصول بولونيا على صفقات كبيرة في العراق وعدم استجابة الإدارة الأمريكية للطلبات المتكررة التي تقدمت بها قيادات وارسو لإلغاء تأشيرات الدخول للمواطنين البولونيين الذين يريدون زيارة الولايات المتحدة على المزاج السياسي السائد لدى الرأي العام البولوني بشان استمرار وجود قوات بلاد في العراق .
ويتناقض التوجه القائم لدى البولونيين بشأن ضرورة سحب القوات البولونية من العراق مع التوجه الرسمي القائم لدى قيادات وارسو التي لا تزال تصر على استمرار وجودها في العراق رغم اعتراف بعضها ولاسيما الرئيس الكسندر كفاشينفسكي بان وارسو قد ضللت بالمعلومات التي قدمت لها حول أسلحة الدمار الشامل في العراق
ويتواجد الآن في العراق 2500 جندي وضابط بولوني يتخذون من مدينة بابل مقرا لقيادتهم أما القاعدة الأساسية للقوات البولونية فموجودة في منطقة حلا ويقود البولونيون الآن فرقة متعددة الجنسيات تضم 9 آلاف جندي من 23 دولة .
وقد منحت الإدارة الأمريكية وارسو قيادة منطقة واسعة في العراق يعيش فيها نحو 5 مليون مواطن عراقي ولك بسبب المساعدات التي قدمتها وارسو سياسيا وعسكريا لادارة بوش في حربه على العراق وقد تواجد إلى جانب القوات الأمريكية منذ البداية حسب معلومات وزارة الدفاع البولونية 54 عنصرا من الوحدات الخاصة .