طلحة جبريل من الرباط: اكتنف الغموض حادث مقتل المغربي هشام المندري في مالقا(جنوب اسبانيا) كما ظل الغموض يحيط بمسار هذا الشاب الذي لم يكن معروفاً داخل البلاد .
ووجد المندري مقتولاً بعد أن أطلق الرصاص على رأسه في الثالث من آب (أغسطس) الحالي في مالقا .
وكان المندري (34 عاماً) يزعم أنه أحد مستشاري الملك الراحل الحسن الثاني لكن لم يحدث أن مارس في الواقع أي نشاط بهذه الصفة في المغرب ، كما كان ملاحق في عدة قضايا للنصب والاحتيال في فرنسا . وقالت مصادر مغربية إن قنصل المغرب في " الجزيرة الخضراء" تلقى تأكيدات بمقتل المندري الذي كان يتحرك بوثائق سفر مزورة . وكان تردد أن المندري فر إلى الخارج بجواز سفر لم يصدر طبقاً للإجراءات العادية .
وكانت قضية المندري طفت إلى السطح قبل سنوات حين ذكر بأنه زور توقيعات للملك الراحل مستغلاً علاقة له مع إحدى السيدات مقربة من القصر الملكي في الرباط وحول مبالغ كبيرة إلى حسابات خاصة في أوربا . بيد أن ادعاءات المندري بأنه كان أحد المستشارين الماليين للملك الراحل لم يكن لها ما يثبتها في الواقع ، وتجاهلت السلطات العليا المغربية تلك الادعاءات .
وأجبرت السلطات الاميركية المندري الذي كثيرا ما زعم توفره على أسرار تمس القصر الملكي المغربي الانتقال إلى فرنسا ، وهناك حاول أيضاً الادعاء بأن لديه أسراراً . لكن السلطات الفرنسية تقول إن لديه سجلاً حافلاً من الاحتيال . ولم يعرف بعد هوية قتلة المندري ، ورجحت المصادر ان يكون الرجل قتل من طرف عصابات للمافيا .
وسبق للمندري أن منع من مغادرة مقاطعة "هو دو سين" بمنطقة باريس بقرار قاض فرنسي لكن رغم ذلك حاول التوجه إلى إسبانيا وأوقف من طرف الدرك الفرنسي بالقرب من مدينة بوردو وتم تسليمه للقاضي الذي أدانه بشهرين سجنا نافذا بتهمة مغادرة المقاطعة وانتحال هوية شقيق العاهل المغربي .
وكان المندري متابعا من طرف القضاء الفرنسي بتهمة تهريب مبالغ مالية مزورة من الدينار البحريني ومحاولة ابتزاز عثمان بن جلون وهو من كبار رجال الأعمال المغاربة في قطاع البنوك . وزعم المندري وقتها أن بن جلون اقترح عليه اتفاقا يتوقف بموجبه عن الإدلاء بتصريحات حول ملك المغرب لقاء أموال ، وعثر حينها على مبلغ كبير من المال في غرفته بأحد الفنادق الباريسية. وسعى المندري وهو شخص مجهول لدى الطبقة السياسية في المغرب إلى تأسيس حزب معارض في المنفى .
يشار إلى أن المندري ، الذي له عدة جوانب رمادية في حياته ، دأب على السهر في أمكان فاخرة في المغرب وكان ينفق بسخاء زاعماً أن له علاقات نافذة مع القصر الملكي ، ثم فر خارج البلاد ونشر إعلاناً عام 1999 في صحيفة "واشنطن بوست" يدعي فيه أن بحوزته بعض الأسرار التي سيؤدي نشرها الى الإساءة للعاهل المغربي . ورغم الجلبة التي كان يثيرها المندري خارج المغرب فإن مزاعمه لم يكن لها صدى بالداخل . ويلاحظ ان وكالة الانباء المغربية التي بثت اليوم (الجمعة ) خبر مقتل المندري اختارت له عنوان " متفرقات" .