خديجة العامودي من الرباط:
يخضع في السابع من أيلول (سبتمبر) المقبل المغاربة الخمسة الذين سلموا للسلطات المغربية في أوائل أغسطس الجاري بعد أن كانوا معتقلين في قاعدة غوانتنامو للاستنطاق التفصيلي من طرف الوكيل العام في محكمة الاستئناف في الرباط.

وخضع المعتقلون الخمسة الذين ظلوا محتجزين في قاعدة غوانتنامو لمدة سنتين ونصف السنة لاستنطاق أولي من طرف قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بالرباط.

وجاءت عملية تسليم المعتقلين الخمسة من بين مغاربة آخرين لم تحدد وزارة العدل عددهم اعتقلوا في الحملة ضد الإرهاب بأفغانستان في إطار التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب حسب بلاغ للوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط. وكانت السلطات المغربية تسلمت خمسة مغاربة من معتقلي غوانتنامو سبق للقوات الأمريكية أن اعتقلتهم بأفغانستان ورحلتهم بعد ذلك إلى معتقل غوانتنامو إلى جانب 600 معتقل ينتمون لجنسيات مختلفة.

ومن بين المغاربة الخمسة الذين سلمتهم السلطات الأمريكية للمغرب عبد الله تبارك (49 عاما) الملقب بأبي عاصم وأبي عمر الذي اشتهر بكونه الحارس الشخصي لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ويعتقد أنه ساعد بن لادن على الهرب من أيدي القوات الأمريكية أثناء محاصرتها لمخبئه بعد أن استخدم هاتفه الذي كانت المصالح التقنية للقوات الأمريكية والأفغانية تراقبه وتتصنت على مكالماته لتضليلهم.

وكان محامي تبارك قال لوكالة رويترز إن السجناء الذين كانوا مقربين من زعيم تنظيم القاعدة تعرضوا في القاعدة الأميركية "لتعذيب من أعلى مستوى" والى الحط من الكرامة.

وأضاف عبد الفتاح زهراش أن موكله الذي بقي لمدة سنتين ونصف في غوانتنامو "تعرض للتعذيب والحط من كرامته وبقي مقيد الأيدي والأرجل ومعصب العينين، كما كان يجثو على ركبتيه أثناء التحقيق...مع إبقاء النور مضاء ليل نهار لعدة أيام".

وأضاف زهراش أن "تبارك صرح لي أنه كان يساعد بن لادن في إدارة أملاكه، خاصة مناجم الماس في السودان". وأوضح "تبارك الذي اشتغل في المغرب من 1974 إلى 1980 في النقل الحضري لمدينة الدار البيضاء، ذهب إلى السعودية سنة 1989 وبعدها إلى أفغانستان حيث عمل في هيئة الإغاثة الإنسانية قبل أن تعتقله السلطات الأميركية بعد تفجيرات 11 أيلول 2001".

ويواجه المغاربة الخمسة اتهامات من السلطات المغربية ب"الانضمام إلى عصابة إجرامية وعدم التبليغ عن جرائم تمس سلامة الدولة" حسب قانون الإرهاب.

وترجح صحف مغربية أن يكون لتبارك علاقة بتفجيرات الدار البيضاء واحتمال أن تكون هذه أول صلة مباشرة ل"تنظيم القاعدة" بتفجيرات الدار البيضاء.