عبد الرحمن الماجدي من امستردام: تنفست مدينة النجف هواء جديدا بلا رصاص او دخان معارك انهكتها طوال تسعة ايام خلت. اذ خرج السكان المختبئين من سراديب بيوتهم التي تشتهر النجف بها وعاد من غادر المدينة للقرى والمدن المجاورة لتفقد البيوت والاقارب حيث عم الدمار معظم وسط المدينة بعد ان تراجعت القوات الاميركية عنها مكتفية بمواصلة الطوق شبه المغلق على مقبرة وادي السلام حيث مازال مقاتلو جيش المهدي يتمركزون وفي منطقة بحر النجف الصحراوية.

و سمحت القوات العراقية والاميركية لسيارات الاسعاف بدخول المدينة لنقل واسعاف الجرحى الذين قضى بعضهم في الايام السابقة لتعذر وصول المسعفين وسط المعارك التي توقفت من جانب الحكومة العراقية حسب محافظ النجف (لاسباب انسانية). ولاعطاء فرصة اكبر لجهود الوساطة التي يقودها عن الحكومة السيد موفق الربيعي مستشار الامن القومي المتواجد منذ ايام في النجف والشيخ علي سميسم من جانب مكتب السيد الصدر. وكانت الحكومة قد وافقت على بعض الشروط التي قدمها مكتب السيد الصدر لوقف القتال ومن المؤمل ان يتم الانتهاء من الاتفاق على باقي الشروط هذا اليوم كما اوضح السيد عدنان الزرفي محافظ النجف الذي اضاف بأن الشروط المقدمة هي ليست نهائية انما قابلة للتفاوض.

وكانت مكتب السيد الصدر قدم عشرة شروط للهدنة ووضع حد للقتال في النجف تتلخص فيما يلي:

- "سحب قوات الاحتلال والشرطة والجيش" من المدينة.

- أن تكون النجف القديمة محمية من المرجعية, إلا في حال رفضت المرجعية.

- إعادة كل الخدمات إلى النجف وتشكيل هيئة تشرف على المدينة.

- إعلان جيش المهدي تياراً عقائدياً, ونعلن عدم حمله السلاح الشخصي إلا في حال الدفاع عن النفس, كالحمايات الشخصية والعامة.

- سحب قوات جيش المهدي من المدينة, بعد أن تتسلمها المرجعية, إلا إذا رفضت ببيان رسمي.

- الافراج عن المقاومين وعلماء الدين والسجناء.

- عدم ملاحقة المقاومين الشرفاء, من التيار الصدري أو غيره.

- ان تكون لهذا التيار حرية العمل السياسي.

- خضوع كل التيار الصدري للدستور الشرعي للحكومة المنتخبة الحرة النزيهة.

- تضافر كل الجهود الخيّرة لبناء عراق حر, مستقل موحد.


الصدر يظهر مصابا

بعد تضارب الاخبار حول اصابة السيد مقتدى الصدر صباح امس من عدمها بين انصاره ومسؤولين في الحكومة العراقيةح ظهر اليوم (السبت) السيد الصدر يخطب في اتباعه في الصحن الحيدري في النجف ممسكا بالمايكروفون بيد ٍ بدت مربوطة بقماش ابيض كدليل على اصابته التي ذكرت الانباء امس بانه قد اصيب في صدره وساقيه. وهاجم الصدر الحكومة العراقية المؤقتة ناصحا رئيسها الدكتور اياد علاوي بالاستقالة اذ وصفه بالدموية كما صدام حسين بل اكثر كما وصفه. وجدد في خطابه بقاءه في النجف حتى موته وعدم مغادرتها.

وكان وزير الدفاع العراقي قد نصح في حديث صحفي الصدر بتسليم نفسه( ليعامل باحترام. اما اذا القينا القبض عليه فسنعامله كأسير) ونصحه بمغادرة مقام الامام علي في المدينة القديمة في النجف التي حاصرتها القوات الاميركية والعراقية طوال ايام القتال العنيف في المدينة في الاسبوع الماضي.

مواجهات في الحلة وقصف في سامراء

وقد اندلعت مواجهات عنيفة بين الشرطة العراقية ومقاتلين لجيش المهدي في مدينة الحلة وسط محافظة بابل الواقعة بين النجف وبغداد.اذ احتل المقاتلون مراكز الشرطة فيها. وقال قائد الشرطة المحلية اللواء قيس حمزة عبود ان المعارك بدأت عندما هاجم عناصر ميليشيا الصدر في وقت متأخر ليل الجمعة بالهاون والسلاح الرشاش مركزا للشرطة ومباني حكومية بعد تظاهرة.

وتمكن عناصر الميليشيا من الاستيلاء على مركزين للشرطة ويسعى رجال الشرطة العراقية مدعومون بالقوات البولندية من القوة المتعددة الجنسيات صباح اليوم الى اخراجهم بحسب المصدر نفسه.
وقد اسفرت المعارك عن سقوط 8 قتلى و33 جريحا بينهم مدنيون وعناصر ميليشيا ورجال شرطة بحسب المستشفيات المحلية.وكان ثلاثة عناصر شرطة قتلوا امس الجمعة في الحلة اثناء معارك عنيفة وفق الشرطة.
وبحسب هذا المصدر فان ما بين 30 و40 عنصر ميليشيا قتلوا ايضا اثناء الاشتباكات.

وقامت الطائرات الاميركية بقصف مواقع مختارة في سامراء اوقع 50 قتيلا قالت انها لمقاتلين معادين لها وانها تريد ـامين تنقل المواطنين في سامراء.


مدينة الصدر

بعد فترة الهدوء النسبي الذي شهدته مدينة الصدر ببغداد في اليومين السابقين، تجددت المواجهات العنيفة فيها بعد ان كمن مقاتلو جيش المهدي لاليات اميركية كانت تهم بمغادرة قاعدة عسكرية قرب المدينة التي تطوقها القوات الاميركية باربع قواعد عسكرية خارجها. فتم تدمير الية اميركية حسب متحدث من مكتب السيد الصدر ببغداد ومقتل عدد من الجنود. ومازالت المواجهات مستمرة في المدينة حسب شهود عيان اتصلت بهم ايلاف في مدينة الصدر صباح اليوم. وقد خففت القوات الاميركية من حصارها للمدينة فجر اليوم قبل ان تتجد المواجهات فيها وتعاود الاليات لحصارها من جديد.

المؤتمر الوطني

من جهة اخرى ينتظر ان يعقد يوم غد المؤتمر الوطني العراقي الذي ارسلت الدعوات له الى اكثر من الف شخصية سياسية عراقية ليكون بمثابة البرلمان المؤقت الذي سيمهد لانتخابات العامة اول 2005. وقد بدأت المحادثات التمهيدية للمؤتمر بعد وصول المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة كوفي عنان لبغداد السيد اشرف جهنجيز وبدأ مشاورات مع الرئيس العراقي غازي عجيل الياور وسط مخاوف من مقاطعة عدد من الاحزاب والشخصيات الشيعية لجلساته بسبب ماجرى من معارك في النجف. وكان تيار الصدر قد اعتذر عن تلبية الدعوة للمشاركة في جلسات المؤتمر بسبب الغبن الذي وجده في التمثيل فيه (مشارك واحد) بالرغم من سعة التيار الصدري حسب متحدث باسم مكتب الصدر ببغداد. وقاطعته ايضا هيئة علماء المسلمين السنية.