نبيل شرف الدين من القاهرة: لم يبدد إطلاق المهندس الاستشاري المصري ممدوح حمزة كثيراً من هالات الغموض التي تكتنف معظم تفاصيل قضيته التي ينظرها القضاء البريطاني في مطلع شهر أيلول (سبتمير) المقبل، بدءاً من هوية ذلك الشخص المجهول الذي تردد انه أجرى محادثات هاتفية مع حمزة كان بعضها قبل سفره إلى لندن، وأخرى عقب وصوله إلى الفندق، والتي خرج على أثر واحدة منها من الفندق حيث ألقي القبض عليه، كما يتردد ان هذا الشخص المصري كان على علاقة عمل وصداقة وثيقة مع حمزة، وأنه يقيم في لندن منذ سنوات طويلة مضت، لكنه هو أيضاً الذي أبلغ الشرطة البريطانية "سكوتلانديارد"عنه، كما سلمها ما وصفه بالمستندات وتسجيلات المحادثات الهاتفية لحمزة، والتي اعتبرتها السلطات البريطانية أدلة جنائية ومنها أحاديث لحمزة عن أمله في اختفاء عدد من المسئولين وازاحتهم "من الحياة".

وبعد توقيف استمر أكثر من أسبوعين على ذمة التحقيق في اتهامات بالتخطيط لاغتيال أربعة من كبار المسؤولين المصريين، قرر قاضي محكمة أولد بيلي في لندن الافراج عن حمزة، وذلك بكفالة شخصية على ان يمثل امام نفس المحكمة فى اول شهر أيلول (سبتمبر) القادم، بعد أن كانت أن الشرطة البريطانية "سكوتلانديارد" قد ألقت القبض عليه عقب وصوله الى لندن يوم 12 تموز (يوليو) الماضي.

وفي حال ثبوت الاتهام فإن هناك "شاهداً خفياً" استطاع أن يقنع حمزة بأنه "سمسار قتل"، بوسعه استئجار قتلة محترفين لتنفيذ مهمة اغتيال كل من وزير الإسكان المصري محمد إبراهيم سليمان، ووزير شؤون مجلس الشعب كمال الشاذلي، ورئيس البرلمان أحمد فتحي سرور ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية زكريا عزمي، وفي هذه الحالة يجب أن يظهر هذا الشاهد أمام المحكمة، لكن القوانين البريطانية تحمي الشهود من هذا النوع، والسيناريو المتوقع إعلانه خلال المحاكمة يتمثل في أن "الشاهد المجهول" ورط حمزة في محادثات هاتفية بعد أن أبلغ سكوتلانديارد ثم استدرجه إلى حيث توجد حقيبة بها صور ومستندات وخرائط وأموال لإلصاق التهمة به، وهذا المجهول عمل ذلك لمصلحته بسبب خلافات عمل او لصالح آخرين داخل مصر.

من جانبها طلبت الحكومة المصرية من السلطات البريطانية معرفة أسباب وملابسات القبض على حمزة ومدى صحة ما تردد من أنباء عن توجهه إلى لندن خصيصاً للتخطيط لاغتيال عدد من كبار الشخصيات الحكومية المصرية وشخصيات أخرى، غير أن الخارجية البريطانية رفضت التعليق على خبر توقيف حمزة، لكن متحدثة باسم "سكوتلانديارد" ذكرت حينئذ أن ممدوح حمزة يواجه اتهاماً بالتآمر لاغتيال عدد من الشخصيات، حيث تداولت أنباء عن محاولات اغتيال لوزيري الإسكان، وشؤون مجلس الشعب، إضافة إلى رئيس ديوان رئاسة الجمهورية ورئيس مجلس الشعب (البرلمان)، ولم تعد خلافات حمزة مع وزير الإسكان المصري محمد إبراهيم سليمان سراً، بل خرجت إلى العلن وأقر بها الطرفان، فالوزير يسرب أنباء مفادها أن دوافع حمزة ربما تكون حرمانه من أية مشروعات تنفذها الوزارة، بينما يقول المقربون من حمزة أن المسألة ذات صلة وثيقة بمنافسات طاحنة بين المكاتب الاستشارية في مصر، ومعارك حول "تورتة البيزنس"، والعلاقات المتشابكة بين السلطة والثروة في مصر.

وممدوح حمزة من مواليد الثامن من تموز (يوليو) من العام ‏1947‏ بالقاهرة، وهو خبير مرموق في مجال ميكانيكا التربة والاساسات والمشروعات الهندسية الكبرى، وهو عضو بمجلس ادارة المجلس المصرى للشؤون الخارجية إضافة لعمله كمهندس استشاري، ساهم في مشروعات كبرى داخل مصر وخارجها منها مكتبة الاسكندرية، وميناء شرق التفريعة وميناء السخنة ومحطة المياه العملاقة في توشكي أقصى جنوب مصر، وتخطيط ميناء العقبة وسد الموجب بالاردن ومشروعات أخرى في الجزائر وبعض بلدان افريقيا.