نبيل شرف الدين من القاهرة، سمية درويش من غزة وبشار دراغمه من الضفة الغربية: في وقت كشفت فيه مصادر مطلعة في القاهرة عن التوصل إلى اتفاق مع حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية بشأن القضايا الخاصة بتدعيم الوحدة الوطنية الفلسطينية وترتيبات سلامة البيت الفلسطيني في مرحلة ما بعد الانسحاب الإسرائيلي المتوقع من قطاع غزة، فقد أشارت ذات المصادر إلى وصول وفد إسرائيلي إلى القاهرة خلال أيام، لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول تحريك خطة الانسحاب الأحادي من قطاع غزة وبعض المستوطنات في الضفة الغربية، والخطوات التي يمكن اتخاذها في هذا الاتجاه خلال الفترة المقبلة، لافتة إلى أن هذه المحادثات المصرية ـ الإسرائيلية تسبق جولة من المقرر أن يقوم بها عمر سليمان رئيس المخابرات العامة المصرية إلى رام الله والقدس وتل أبيب لإجراء محادثات مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين، في سياق ذات الترتيبات الخاصة بالأوضاع في غزة في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي المزمع، والدور المصري في القطاع.

وتأتي زيارة الوفد الإسرائيلي المرتقبة في إطار سلسلة اللقاءات التي تُعقد بين الجانبين بانتظام منذ آيار (مايو) الماضي لبحث التفاصيل الخاصة بتنفيذ الخطة ومتطلباتها، والدور المصري، في إطار خطة السلام الدولية المعروفة باسم "خارطة الطريق"، وأشارت ذات المصادر إلى أن القاهرة قد أبلغت السلطة الفلسطينية عن تقدم في اتصالاتها مع حركتي حماس والجهاد الاسلامي، بينما تترقب القاهرة وصول وفد من حركة "فتح" لذات الغرض.

وكانت مصر استقبلت مؤخرا قيادات من حركتي حماس والجهاد الاسلامي للتفاهم على القضايا الخاصة بدعم الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني في مرحلة مابعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة والتمهيد للدعوة الي حوار وطني فلسطيني شامل بمشاركة جميع الفصائل بالقاهرة خلال الشهر المقبل من أجل التوصل الي اتفاق شامل للفصائل الفلسطينية لصياغة برنامج عمل فلسطيني مشترك وتدعيم قدرة السلطة وتمكينها من أن تكون شريكا كاملا في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي للتوصل لاتفاق يقضي بإنهاءالاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة تنفيذا للاتفاقيات الدولية وخطة "خارطة الطريق" التي تدعمها المجموعة الرباعية الدولية.

ويضع الجانب المصري عدداً من الشروط التي يصفها ذات المصادر بأنها تتطابق مع المطالب الفلسطينية، للبدء في تنفيذ الاتفاق الإسرائيلي المصري وهي:

*الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع، والالتزام بعدم معاودة احتلاله مرة أخرى.
*سيطرة الفلسطينيين على الحدود وأجواء القطاع ومياهه الإقليمية.
*أن يكون القطاع مفتوحا على العالم ويشمل ذلك بناء وتشغيل ميناء غزة البحري، ومطارها الجوي.
*ضرورة التواصل الجغرافي بين القطاع والضفة الغربية.
*التأكيد على وجود شريك فلسطيني كامل للتفاوض حول الحل النهائي، يتمثل في السلطة الوطنية الفلسطينية.

هذا وقال خضر حبيب أحد قياديي حركة الجهاد الإسلامي أن هناك اتفاقا شفهيا تم التوصل إليه والموافقة عليه بين الحركة ومسؤولين مصريين مفاده أن هناك خطة مصرية تتضمن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وإنهاء حالة الحصار والإغلاق المفروض على الشعب الفلسطيني، وعدم الاجتياح، ووقف عمليات الاغتيال والقتل، وإعادة تشغيل المطار، وإنشاء الميناء البحري، الى جانب ما ستقوم به مصر من تأمين للمناطق الحدودية المصرية الفلسطينية.

وأكد حبيب في تصريحات صحافية، أن لقاء مصريا فلسطينيا عقد نهاية الأسبوع الماضي بين دبلوماسيين مصريين في مقر السفارة، ووفد من حركة الجهاد الإسلامي في غزة، تم خلاله تناول كل القضايا المتعلقة بما بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.

وأضاف أن الدبلوماسيين المصريين سيواصلون عقد لقاءات تمهيدية مع الحركة، والفصائل الأخرى، من منطلق أن الحوار البناء هو الطريق الوحيدة للتوصل لحل كل نقاط الخلاف، موضحا أن لقاء آخر ربما يعقد خلال الأسبوع الجاري، أو بداية الأسبوع المقبل.

إلى ذلك يستعد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، لعقد اجتماع مع وزير الأمن السابق محمد دحلان، اليوم الأحد، وذلك في إطار المساعي القائمة لإنهاء الخلافات بينهما، بعد التصريحات التي أدلى بها دحلان، والتي انتقد فيها عرفات بشدة.

ومن المفترض أن يناقشا خلال اجتماعهما الإصلاحات التي طالب بها دحلان، وكذلك مناقشة الأوضاع الداخلية في حركة فتح، والأزمة التي وصلت إليها
وحسب مصادر فلسطينية مطلعة فانه سيتم خلال الاجتماع مناقشة قضية الخلافات حول وزارة الداخلية، ورجحت المصادر أن يوافق دحلان على الانضمام إلى الحكومة في حال وافق الرئيس عرفات على منحه وزارة شؤون مجلس الوزراء،
وكانت جهات فلسطينية مختلفة قد اتهمت محمد دحلان بالوقوف خلف حالة الفلتان الأمني التي سادت في قطاع غزة خلال الفترة الماضية، والتي تم خلالها الاعتداء على مقرات السلطة الفلسطينية، واختطاف العديد من الشخصيات ومن بينها قائد الشرطة السابق اللواء غازي الجبالي.وكانت صحيفة الوطن الكويتية قد نشرت خلال الفترة الماضية مقابلة مع دحلان شن خلالها هجوما على الرئيس عرفات ووصفه بأنه يجلس الآن على جثث وخراب الفلسطينيين في وقت هم أحوج فيه إلى الدعم والمؤازرة وعقلية منهجية جديدة.

وفي إشارة إلى عرفات، قال دحلان إن "العقلية التي تدير الوضع الفلسطيني لم تعد ذات جدوى فالخسائر لا تحصى والحياة الفلسطينية مدمرة".

وأضاف دحلان أن "الوضع الفلسطيني لم يعد يحتمل الفساد ولا بد من تطبيق الإصلاحات التي أقرها ياسر عرفات"، مؤكدا أنه إذا لم يتم تطبيق الإصلاحات قبل العاشر من آب/ أغسطس الجاري، فإن حركة احتجاجات كبيرة تضم 30 ألف فلسطيني ستسير في قطاع غزة دعمًا للإصلاحات".

وتابع دحلان يقول: "نحن قررنا العمل في الميدان وما جرى في غزة هو تعبير عن مطالبنا بالإصلاح، وسر قوة الإصلاحيين في الميدان أنهم حملوا الانتفاضتين الأولى والثانية، وأنهم يحاربون الفاسدين ما مكنهم من الفوز بالانتخابات بنسبة 95% مؤخرًا في قطاع غزة".

وقال دحلان إن مجموع ما حصلت عليه السلطة من مساعدات دولية بلغ نحو خمسة مليارات دولار... ذهبت أدراج الرياح ولا نعرف مصيرها حتى الآن!!" حسب الوطن الكويتية.