نبيل شرف الدين من القاهرة: دعا أحمد ابو الغيط وزير الخارجية المصري إلى عدم الانغلاق على الذات "حتى لا يضعف التأثير المصري على مستوى العالم، وبالتالي يقل اهتمام الاخرين، ولانجد لابنائنا فرصا في العمل بالدول الاخرى اضافة إلى التجارة والاستثمار والتعامل مع المجتمعات المختلفة"، على حد تعبير وزير الخارجية المصري.
ومضى أبو الغيط قائلاً في مقابلة مع التلفزيون الحكومي المصري ان المجتمع الدولي يمر بمرحلة السطوة، لكنه اشار إلى ان هناك قوى أخرى تلعب على المسرح الدولي , ويتعين على مصر ان تلعب دورها الاقليمي وتساهم في صياغة وتشكيل الأوضاع الدولية، مؤكداً أن لمصر دور اقليمي واضح من خلال التأثير في قضايا الشرق الاوسط وفي افريقيا وفي سياسات منطقة البحر المتوسط، وداعياً إلى أن يكون لمصر دورها الدولي أيضاً.
وفي الشأن الفلسطيني، قال أبو الغيط إن مصر تسعى بكل ما لديها من إمكانات وأوراق، إلى
اعادة تشكيل الوضع الفلسطيني، وتساعد على ذلك بما يكفل للفلسطينيين وضعا يستطيعوا من خلاله التفاوض بقوة، ولا تستطيع اسرائيل القول بعدم وجود شريك فلسطيني، ووصف القضية الفلسطينية بأنها مسألة معقدة للغاية حيث يتصارع الطرفان على قطعة محددة من الارض، فإسرائيل استولت على 78 بالمائة من أراضي فلسطين التاريخية، وتحتل الـ 22 بالمائة المتبقية, ولم يعد بوسع الفلسطينيين التنازل عن شبر واحد من الارض.
وعن الدور المصري في القضية العراقية، قال وزير الخارجية إن بلاده تساعد أبناء العراق بكل وسيلة ممكنة، لافتاً إلى ان المجتمع الدولي يحاول من جانبه مساعدة الحكومة العراقية المؤقتة, وان الاوضاع في العراق قد تتحسن بعقد الانتخابات في شهر كانون الثاني (يناير) من العام 2005.
وأكد وزير الخارجية ان تقسيم العراق أمر مستبعد لان ابناء الشعب العراقي يتمسكون بوحدة التراب الوطني، وقال ان المهم هو التوصل إلى صيغة تتيح للعراق التخلص من التواجد الاجنبي على ارضه وان يتحرك لتحقيق الاستقرار، موضحاً أن السلطة الجديدة في العراق تحتاج إلى تواجد امني, لأن هذا الوجود انتهى بضرب القوات المسلحة وتفكيك الشرطة العراقية, وحتى يعاد بناء هذه القوات فإن هذا سوف يستغرق وقتاً طويلاً.
وفي الملف السوداني، كرر أبو الغيط تصريحات سابقة له، قال فيها إن الوضع يسوده التعقيد باعتبار ان السودان له اوضاع خاصة حيث يتكون من مجتمعات قبلية وزراعية وصحراوية وجبلية, كما ان المناخ هناك تغير حيث اصبحت الامطار قليلة للغاية مما دفع بالقبائل الرعوية إلى التحرك في المناطق الزراعية التي تقطن فيها قبائل أخرى تعتمد على زراعة الامطار فبدأت الصدامات بينهما.
ومضى وزير الخارجية المصري إلى القول إن بعض المناطق بالفعل مهمشة حيث ركزت الحكومة السودانية على مدى عقد مضى بمحاولة السيطرة على الوضع في الجنوب والتفاوض على انهاء التمرد هناك، مشيرا إلى ان كل هذه العناصر لعبت تأثيرها وربما هناك قوي اجنبية دفعت لتصعيد الموقف, لكنه عاد واعتبر أن مجمل الوضع الداخلي السوداني، هو الذي يضغط بدوره على الوضع في إقليم دارفور.
التعليقات