عامر الحنتولي من عمان : علمت " إيلاف" من مصادر سياسية وإعلامية أردنية، أن رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع سيقوم بزيارة رسمية الإسبوع المقبل للعاصمة الأردنية عمان للقاء كبار المسؤولين الأردنيين، وفي مقدمتهم العاهل الأردني عبدالله الثاني، ورئيس الوزراء فيصل عاكف الفايز، ووزير الخارجية مروان المعشر.

وتأتي زيارة قريع للأردن في وقت تتسم فيه العلاقات السياسية بين الأردن والسلطة بالتوتر المشوب بالحذر، بعد تصريحات مفاجئة لعاهل الأردن انتقد فيها ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية، وعدم وضوح متطلبات السلطة السياسية، حيث ينتظر، أن يستمع قريع في عمان الى ذات الإنتقادات التي وجهها سابقا عبدالله الثاني خلال حديث لمحطة العربية الإخبارية، في وقت قالت فيه مصادر دبلوماسية فلسطينية في عمان أن قريع ذاته سيحاول تطويق الأزمة مع الأردن، كما أنه سينقل رسالة من عرفات لملك الأردن تتعلق بتوضيح المواقف ووجهات النظر الفلسطينية التي أثيرت داخليا وخارجيا، بعد بث تصريحات ملك الأردن.

وقالت المصادر لـ"إيلاف"، إن المسؤولين الأردنيين سيؤكدون للمسؤول الفلسطيني، أنه ليس بوسع الساسة الأردنيين تقديم أكثر مما تقدمه أي دولة عربية أخرى للسلطة الفلسطينية ، وأنه يتوجب على سلطة عرفات التي تتخبط في سياسيا وأمنيا بشكل ليس له مثيل، أن تحدد أهدافها ومطالبها السياسية خلال المستقبل القريب الذي يبدو حاسما لجهة إقامة دولة فلسطينية.

وتقول المصادر، أن عمان ستؤكد لقريع الذي سيتوجه الى القاهرة لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين، أنها لاتفكر بأي دور مهما كانت طبيعته داخل المدن الفلسطينية ، وأن الأردن ليست له أي مطامع في حكم مدن الضفة الغربية، , وأن الحكومة الأردنية ستقدم كامل الدعم لخيارات الشعب الفلسطيني في شكل دولته وقيادته.

في غضون ذلك قالت مصادر أردنية رفيعة، أن الحكومة الأردنية لاتتدخل في الشأن الفلسطيني الداخلي، ولا تسعى لإحداث مصالحة بين شخصيات فلسطينية متنازعة ، الا أن المصادر أكدت لـ"إيلاف" وجود جهود دبلوماسية عربية وأخرى سياسية وإعلامية مهتمة في الشأن الفلسطيني لتحقيق مصالحة بين قائدا الأمن الوقائي السابقان في الضفة الغربية العميد جبريل الرجوب وقطاع غزة العقيد محمد دحلان اللذان تناحرا مؤخرا عبر وسائل الإعلام.

وأشارت المصادر التي طلبت عدم الكشف عنها، أن العميد الرجوب قد أبدى موافقة مشروطة للمصالحة مع دحلان، وهي إعلانه الاستعداد للتخلي عن أطماعه بوراثة سلطة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، بعد رحيل الأخير ، والقيام كذلك بوقف التحريض لأهالي قطاع غزة اثارة الاضطرابات السياسية والأمنية في القطاع.

وتوقعت المصادر، أن تتم المصالحة في العاصمة الأردنية عمان أواخر الشهر الحالي، حال عودة الرجوب ودحلان من العاصمة الألمانية، حيث يقومان كلا على حدة بزيارة وزير الإعلام الفلسطيني السابق نبيل عمرو الذي تعرض لمحاولة إغتيال الشهر الماضي أصيبت ساقه اليمنى خلالها بسبع طلقات نارية ، بتر على أثرها نحو عشرة سنتمترات.

وكان الرجوب قد كشف خلال عشاء ضمه الاسبوع الماضي الى سياسيين وإعلاميين أردنيين النقاب عن إتصالات سرية أجراها قائد الأمن الوقائي السابق في قطاع غزة العقيد محمد دحلان مع الولايات المتحدة الأميركية لضمان حصوله على تأييد ودعم أميركيين لمحاولة استيلائه على سلطات عرفات من خلال تحريك مظاهرات عارمة في قطاع غزة إلا أن أنباء صحافية قالت مؤخرا إن دحلان هاتف عرفات وأبلغه أنه لايزال القائد له وللشعب الفلسطيني، وإن انتقاداته للسلطة الفلسطينية تقع في خانة الانتقاد المشروع وتكريسا للديمقراطية الفلسطينية.