نبيل شرف الدين من القاهرة: تشارك جامعة الدول العربية في المفاوضات التي ستبدأ في أبوجا (نيجيريا) يوم الأحد القادم بين الحكومة السودانية وحركة التمرد في دارفور، بهدف التعجيل للتوصل إلى حل سياسي في الإقليم، واستعادة الاستقرار وإنهاء مشكلة المتضررين من الأوضاع الإنسانية المتردية في الإقليم، كما ستشارك الجامعة في اجتماعات الآلية المشتركة بين الحكومة السودانية والأمم المتحدة والمزمع عقدها في الخرطوم نهاية الشهر الحالي.
واعتبر الدكتور محمود عبدالعزيز مدير الإعلام بالأمانة العامة للجامعة في تصريحات خاصة لـ (إيلاف)، أن مشاركة الجامعة مع الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في الجهود الرامية إلى إيجاد حل لمشكلة دارفور ببعديها السياسي والإنساني يعكس توجهاً جديداً من جانب الأمانة العامة للجامعة ضماناً للتنسيق بين الجهود العربية والإقليمية والدولية، وتأكيداً لشفافية هذه الجهود، فضلاً عما يشير إليه ذلك من اعتراف الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، أكبر المنظمات الإقليمية في العالم ، بدور محوري للجامعة.
وأضاف د.عبدالعزيز موضحاً أن مشاركة الجامعة في اجتماعات أبوجا والخرطوم تدحض ادعاءات بعض أطراف التمرد في دارفور، موضحاً أن هدف الجامعة بكافة أجهزتها وما يصدر عنها من قرارات هو مساندة السودان، كل السودان، والحؤول دون إضعافه أو استنزافه
وأشار مدير الإعلام بالجامعة في هذا السياق إلى مبادرة الأمين العام للجامعة بإيفاد بعثة إلى دارفور بمجرد بدء تصاعد الأزمة فيها، وهي البعثة التي وصلت إلى الإقليم بالتزامن مع بعثة الأمم المتحدة. وقد حرصت تلك البعثة على القيام بجولات ميدانية في مناطق دارفور الثلاث (الفاشر ونيالا وجنينه)، وأعدت تقريراً على أثره وجه الأمين العام نداء إلى وزراء الخارجية العرب لتقديم معونات غوث عاجلة إلى إقليم دارفور.
وفي معرض رده على اتهامات بعض أطراف حركتي التمرد في دارفور لبعثة الجامعة، والتي ضمت خبراء في حقوق الإنسان والشؤون الاقتصادية والسياسية، قال مسؤول الجامعة إن بعثتها رصدت حالات انتهاكات لحقوق الإنسان، إلا أنها لم تلمس أية أدلة على وجود حالات تطهير عرقي أو عمليات إبادة جماعية، وهو ما أعلنه الأمين العام أمام وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم يوم الأحد الماضي، وفي حضور رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وممثل أمين عام الأمم المتحدة إلى السودان، ووزير خارجية نيجيريا بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي.
وعلى صعيد متصل، تتوجه إلى إقليم دارفور مطلع الأسبوع القادم قافلة طبية من ثلاثة فرق تضم أكثر من عشرين طبيباً من مختلف التخصصات، وذلك بالتنسيق بين الأمانة العامة للجامعة واتحاد الأطباء العرب. كما وجه الأمين العام للجامعة بإرسال شحنة عاجلة وإضافية من المعونات الغذائية إلى المتضررين في معسكرات اللاجئين. وحرصاً على سرعة إيصال هذه الشحنة، بادرت الأمانة العامة بشراء كميات من التمو ، مباشرة من السوق المحلية في السودان، وتم تعبئتها بالشكل الذي يصلح للنقل والتوزيع السريع على المتضررين.
واختتم المسؤول معتبراً أن هذه الخطوات من جانب الأمانة العامة تدعم ما طالب به وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ، الأسبوع الماضي، من تأكيد التواجد العربي المباشر في تقديم العون الإنساني إلى المتضررين، تمكيناً للسودان من معالجة الأزمة في دارفور بجوانبها الإنسانية والسياسية ، وتفادياً لفرض أية عقوبات دولية. ونوه المصدر باستجابة الدول العربية والمساعدات المستمرة التي قدمتها الإمارات والجزائر والكويت والسعودية ومصر وقطر.
التعليقات