عبده عايش من صنعاء: تسلم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يوم أمس أوراق اعتماد السفراء الجدد للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وهولندا ، ويبدو أن وصولهم لصنعاء كان متقاربا أيضا ، بينما الإهتمام السياسي بهم كان واضحا ، حيث أن علاقات وثيقة مع واشنطن ولندن وأمستردام ، سواء على مستوى التعاون السياسي والأمني وأيضا الدعم والمساعدات المالية التي تقدمها العواصم الثلاث لليمن في خططه الإقتصادية أو مكافحة الإرهاب .

وحسب محللين سياسيين فإن ثمة تطورا كبيرا شهدته علاقات اميركا وبريطانيا وهولندا مع اليمن خلال الفترة الماضية ، ومن المؤمل أن تزداد جوانب التعاون الثنائية قوة في الفترة القادمة ، خاصة في المجالات الأمنية والإقتصادية .

وكشفت مصادر مقربة من الرئاسة اليمنية أن السفير الامريكي الجديد توماس كراجسكي هو من أصل بولندي ولديه خبرة طويلة في العمل في المجال الدبلوماسي بالشرق الأوسط وقد عمل لأكثر من 15 عاماً كدبلوماسي بالخارجية الامريكية قضى معظمها في العالم العربي ويجيد التحدث باللغة العربية، هذا فيما لم تشر بعض المصادر إلى ديانة كراجسكي ، خاصة وأنه ترردت أقاويل أنه يهودي الديانة ، أو من أصل يهودي .
ويأتي كراجسكي خلفا للسفير السابق ادموند هول ، الذي شغل الساحة الساحة اليمنية خلال أكثر من ثلاث سنوات قضاها في التنقل بين محافظات مأرب والجوف ، وافتتاح مشاريع صحية وتعليمية ، وتوثيق العلاقات مع شيوخ القبائل ، ورصد ومتابعة تحركات المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة والجماعات المناهضة للولايات المتحدة .

ويبدو أن هول قام بدور أساسي في الحرب على المخالفين لسياسة واشنطن ، فهو كان خبيرا للارهاب في وزارة الخارجية الاميركية قبل سفره الى صنعاء ، ويرى بعض المراقبين أن هول كان له دور كبير في عملية اغتيال رجل القاعدة الأول في اليمن حينها أبو علي الحارثي الذي اغتيل بواسطة طائرة تجسسية أميركية في صحراء مأرب في نوفمبر 2002م .

هذا بينما توجست الساحة اليمنية من هول كثيرا ، حتى أنه تعرض لأعنف هجوم قبل عامين أو اكثر من صحيفة الميثاق لسان حال حزب المؤتمر الشعبي الحاكم ، التي وصفته بـ " المندوب السامي " وقالت أنه يتحرك في اليمن مخترقا كافة الاعراف والتقاليد الدبوماسية " منفوخ الأوداج " وهددته بأنه قد يكون شخصا غير مرغوب فيه ، وقالت أن اليمن ليست الولاية الأميركية الثانية والخمسون ، بل ذات سيادة يحق لها طرد أي دبلوماسي لا ترغب في وجوده.

أما السفير البريطاني الجديد مايكل جيفورد فإن سيرته تبدو حافلة ، فقدأعلنت وزارة الخارجية البريطانية في فبراير 2004م عن تعيينه سفيرا للملكة المتحدة في اليمن، وأوضحت مصادر إعلامية ودبلوماسية أن السفير البريطاني الجديد من مواليد 2 أبريل 1961م ، وهو متزوج وعنده ولد يبلغ من العمر 13 سنة، وبنت عمرها ست سنوات.

وأشارت إلى أن جيفورد إلتحق بوزارة الخارجية البريطانية عام 1981م، وعمل في العام 1981ـ1982م في قسم جنوب آسيا بوزارة الخارجية البريطانية ، ثم عين سكرتيرا ثالثا) في السفارة البريطانية في العاصمة الإماراتية أبو ظبي خلال الأعوام 1983ـ 1987 .

بعد ذلك انتدب عن المملكة المتحدة إلى المفوضية الأوروبية عام 1990 ـ 1991 ، أعقبه بالعمل في القسم الخارجي للجاليات الأوروبية بوزارة الخارجية البريطانية في الفترة من 1991 وحتى 1993.
انتقل بعد ذلك إلى العاصمة السعودية الرياض ليعمل سكرتيرا أول بالسفارة البريطانية خلال عام 1993ـ 1996م، عاد بعدها إلى وزارة الخارجية البريطانية ليعمل في قسم الشرق الأوسط خلال الأعوام 1996ـ 1999.

وفي عام 1999 وحتى 2000 انتقل إلى قسم مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية البريطانية ، ثم كلف بمهام نائب رئيس البعثة في السفارة البريطانية في القاهرة من عام 2001 حتى 2004.

ويبدو أن خبرة السفير البريطاني الجديد بقضايا الإرهاب ، وإجادته للغة العربية ، ومعرفته بالمنطقة العربية أهلته ليكون سفيرا للتاج البريطاني في صنعاء ، وفي اعتقاد مصادر دبلوماسية فإن جيفورد سيواصل ما بدأته السفيرة السابقة جاي في اليمن من توثيق عرى العلاقات اليمنية البريطانية .

وجيفورد جاء خلفا للسفيرة البريطانية فرانسيس جاي التي غادرت صنعاء أواخر يوليو الماضي الماضية ، وحسب مراقبين فإن جاي كانت كتلة نشاط وحيوية ، واستثمرت وجودها في العاصمة اليمنية خلال السنوات الماضية لتعزيزعلاقات صنعاء ولندن خصوصا في مجال التعاون في مكافحة الإرهاب ، إضافة لتوسيع مجالات الدعم التنموي ، وبرامج التبادل الثقافي .

وثالث السفراء الغربيين الجدد في صنعاء هو سفير مملكة هولندا ، واسمه جي.اف .ال بلانكنبرج ، وهو من مواليد عام 1948م في مدينة أوترخيت وموظف بوزارة الخارجية- الدرجة الخامسة عشرة .
السفيرالهولندي الجديد حاصل على ليسانس الحقوق من جامعة أوترخيت عام 1974م ، والتحق بوزارة الخارجية الهولندية عام 1974م ،وتدرج في أقسام الوزارة المختلفة.

كما سبق للسفير بلانكنبرج أن عمل نائباً للسفير في كوستريكا ورواندا وليبيا، وآخر منصب شغله بين عامي 2000-2004 سفير هولندا في ألبانيا.

ويبدو أن مرحلة دبلوماسية جديدة ستشهدها اليمن مع أميركا وحلفاؤها الغربيين ، وصنعاء بحاجة ماسة إلى زيادة الدعم الدولي للسير قدما في برنامج الاصلاحات الاقتصادية ومكافحة الفقر والارهاب ، والعمل على توسيع دائرة التنمية البشرية والاقتصادية والتعليمية والصحية .