نصر المجالي من لندن: هذه هي نتائج حروب أميركية غير مبررة، في العراق وأفغانستان، وإن كانت نجحت بإطاحة حكمي الطالبان المتشددة في كابول وصدام حسين في بغداد، فإن الأخطاء التي ارتكبت في الحربين بدأت تشير إلى نتائجها سواء في معارك النجف بين القوات الحكومية المتحالفة مع قوات الاحتلال الأميركي، ضد قوات ما يسمى بجيش المهدي التابع للإمام الصغير مقتدى الصدر.
وتقول تقارير استخبارية بريطانية اليوم أن حربا جديدة اندلعت في ولاية حرات الأفغانية، بين أميرين من أمراء الحرب المتنازعين على السلطة، وهو ما سيؤثر حتما على حملة الانتخابات الرئاسية الآتية، التي يرى الرئيس الانتقالي حامد كرزاي أنه سيكون الفائز فيها.
وفي قتال ضار امتد لليليتن ماضيتين، بعيدا عن الأضواء الإعلامية، فإن عشرات من القتلى سقطوا ومئات من الجرحى بين رجال المتصارعين على السلطة في مقاطعة حرات، وهما إسماعيل خان وهو الرجل القوي في إقليم الغربي في أفغانستان ومنافسه السياسي أمان الله خان الذي يدعو على إطاحة إسماعيل من منصب الولاية.
وتقول التقارير البريطانية أن حرب إقليم حرات، الشبيهة بحرب النجف في العراق قد تعطل الانتخابات التشريعية المقررة في أفغانستان في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، كما هي حال النجف التي قد تعطل الانتخابات العراقية المقررة في يناير (كانون الأول) من العام المقبل.
وفي المعارك الدامية في إقليم حرات في غربي أفغانستان، شاركت قوات حكومية دربتها القوات الأميركية لصالح والي حرات إسماعيل خان، وقتل العشرات في تلك المعارك، التي شاركت فيها وحدات من الجيش الأميركي وقوات من حلف الأطلسي التي تنتشر في أفغانستان كقوة حفظ للسلام.
وفي الأخير، فإن حامد كرزاي ، الذي جاءت به الإدارة الأميركية لحكم أفغانستان، من بعد إطاحة حكم حركة (الطالبان) المتشددة، قبل عامين، أكد على أن حكومته "لن تتسامح أبدا مع أية جهات تخل بأمن البلاد، وأنها ستضرب بيد من حديد كل المخالفين للقوانين الأمنية التي رسمتها الحكومة قبل عام ونصف العام" . وقال الرئيس كرزاي "لن نسمح لأي أحد تعطيل مسار الديموقراطية وبناء أفغانستان جديدة، مهما كانت التضحيات".
التعليقات