بشار دراغمه من الضفة الغربية: أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية على أن تنكر إسرائيل للقرارات الدولية والالتزامات قد يدخلها في قائمة الدول المارقة ويعرضها لعقوبات المجتمع الدولي بالرغم من دعم الولايات المتحدة لها.
وأكدت الصحيفة على أن إسرائيل تتدخل في كل شيء وقالت :"لماذا لا توجد حكاية مثيرة لذيذة من نيوزيلندا وحتى نيوجيرسي لا تزج اسرائيل - الدولة التي تبلغ مساحتها كمساحة محمية طبيعية في شمال استراليا - بنفسها فيها؟ لا غرابة اذا ظهر عما قريب شخص ما وكشف النقاب عن ان الشاب من ريشون لتصيون هو مبعوث سري لاريئيل شارون وتم زرعه عند الحاكم الامريكي الديمقراطي جيمس ماكغريفي لتحسين الحالة المزاجية السائدة في طاقم بوش الانتخابي".
وتصف "هآرتس" رئيس الوزراء أرائيل شارون بالملاك الطيب قي البيت الأبيض وتقول هناك أوضاع لا يستطيع فيها ملاك شارون الطيب في البيت الأبيض وربما حتى لن يرغب فيها في تخليصه من العصيدة التي طبخها لنفسه".
وتؤكد على أن هذا الوضع قد يكون مزيجا من خطة فك الارتباط وتفكيك البؤر الاستيطانية وقرار محكمة العدل العليا بصدد الجدار الفاصل. وتشير الى أن الامر المشترك للعوامل الثلاثة هو ان المسألة تتعلق بالتزام قطعه رئيس الحكومة لبوش بصورة شخصية وعلنية. واعتبرت الصحيفة أن خرق كل واحد من هذه الالتزامات هو مس مباشر بمصداقية المتنافس في انتخابات البيت الابيض الذي يوجد شك من الأساس في مصداقيته.
وتؤكد أيضا على أن بوش قلق من مشاكل أكثر خطورة من وضع الفلسطينيين، مثل مستوى البطالة في الداخل وحرب العصابات في العراق. ولكن لهذا السبب تحديدا يعتبر آخر أمر يريده الآن هو انهيار خطة فك الارتباط على حطام خريطة الطريق.
وتؤكد "هآرتس" على أن اسرائيل لا تستطيع ان تكذب طوال الوقت على العالم كله بما في ذلك على نفسها. وتقول :حتى الامريكيين المتسامحين يشعرون بالإهانة عندما يعرفون ان الاصدقاء في اسرائيل يعتقدون انهم أغبياء. ما الذي يدور في خلد وزير الدفاع، شاؤول موفاز، وهو يقول انه ينتظر فقط صورا جوية جديدة وحديثة للمناطق حتى يُظهر للمستوطنين في البؤر الاستيطانية سطوة قبضته؟".
وحسب "هآرتس" فانه وحسب التقارير الواردة من البعثة الاسرائيلية في الامم المتحدة لم يتسبب تجاهل اسرائيل لقرار الجمعية الذي يطالب اسرائيل بتطبيق توصيات محكمة لاهاي في إزالة المسألة عن جدول اعمال الجمعية وبعد ان تفرض امريكا الفيتو في مجلس الأمن على القرار المتبلور في مجلس الأمن - بفرض عقوبات على اسرائيل حسب البند السابع لإجبارها على تفكيك الجدار - يخطط العرب لدحرجة الكرة مرة اخرى الى الجمعية العمومية.
وتشير الصحيفة الى أنه و حسب ميثاق الجمعية العمومية يعتبر من حق الجمعية ان تدعو الدول الاعضاء والمنظمات الدولية الى فرض عقوبات على اسرائيل. هذا الاجراء حدث في عام 1982 إثر سن "قانون الجولان" الذي فرض القانون الاسرائيلي على الهضبة السورية.
وتقول أيضا أنه رغم ان قرار الجمعية (خلافا لمجلس الأمن) ليس ملزما، إلا ان التأييد القوي للقرار سيدخل اسرائيل في قائمة الدول المارقة. المفتاح بيد اوروبا في هذه المرة مثل المرة السابقة. ومهما بلغ وفاض بوش فلن يستطيع الإتساع للتراجع عن فك الارتباط والتهرب من تفكيك المستوطنات والتأجيل المتواصل لتعديل الجدار الفاصل، وكذلك تجاهل محكمة لاهاي والاستخفاف بالاتحاد الاوروبي والتحرش بفرنسا ايضا.
- آخر تحديث :
التعليقات