أسامة العيسة من القدس: عندما اعتقل والداها كان عمر غزالة سراحنة عامين، ولم تدرك حينها ما الذي حدث وجعل الاثنان يغيبان عنها مرة واحدة. والان عمرها أربع سنوات وهي واحدة من الاف الفلسطينيين الذي يعتصمون في خيم نصبت أمام مكاتب الصليب الأحمر في المدن الفلسطينية تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين والعرب المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية.
وخلال العامين الماضيين تطور وعي غزالة بشكل متسارع، فحين كانت تسال عن غياب والديها كانت تضحك ببراءة وتجري إلى اللعب، أما الان فهي تعرف أن والديها في السجون الإسرائيلية لأنهما "يقاومان الاحتلال" كما تقول.
وحكمت محكمة إسرائيلية على والدها إبراهيم سراحنة بالسجن عدة مؤبدات، بينما تنتظر والدتها ايرينا سراحنة حكما بعدة مؤبدات أيضا.
ووالدتها إسرائيلية من اصل أوكراني، تعرضت لتعذيب شديد على يد المحققين الإسرائيليين، بتهمة مشاركتها لزوجها في إنجاح عمليات مقاومة، وتطالب النيابة العامة الإسرائيلية لها بالسجن عدة مؤبدات.
وقبل اشهر هددتها السلطات الإسرائيلية بالأبعاد عن البلاد، ولكنها رفضت ذلك على أمل أن تخرج يوما لابنتها غزالة التي تكبر بعيدا عن أبويها.
وقالت جدة غزالة والتي لها ابن آخر في السجن غير إبراهيم وايرينا "أبناؤنا في السجون لا يطالبون بالمستحيل، أو يطالبون بالإفراج عنهم، إنما يطالبون بإدخال تحسينات على ظروفهم الحياتية".
وأضافت الجدة التي تستعد للإضراب عن الطعام ليوم واحد غدا الأربعاء تضامنا مع الأسرى "ابني لم يكن يهتم بالسياسة، ولكن الاحتلال هو الذي دفع أولادنا لمقاومته".
وبعد اعتقال ثلاثة من أفراد العائلة، أصبحت الجدة هي المعيلة والمربية لغزالة، وترافقها في الذهاب إلى أي مكان وهي الان معها تشارك في الاعصام التضامني مع الأسرى الذي سيتحول إلى إضراب مفتوح عن الطعام في نهاية الشهر الجاري.
وسيضرب المعتصمون غدا الأربعاء عن الطعام ليوم واحد، وتخطط غزالة للإضراب أيضا، غير عابئة بمحاولات جدتها ثنيها عن ذلك.
وقالت لمراسلنا بأنها مستعدة لعمل أي شيء حتى يخرج والديها من السجن.
وتحظى والدة غزالة اليهودية الإسرائيلية التي انضمت للمقاومة الفلسطينية باحترام لدى الفلسطينيين، وبررت انتقالها من مجتمعها الإسرائيلي وقبولها العيش مع زوجها في مخيم للاجئين بأنها لم تعد تحتمل العيش في مجتمع عنصري معاد للسلام مع جيرانه.