اعتدال سلامه من برلين: لقى قرار الرئيس الأميركي جورج بوش سحب مائة ألف جندي من قواته من دول أوروبية لتتسلح الولايات المتحدة ضد الخطر الجديد بعد أن زال الخطر القديم إبان الحرب البادرة ردود فعل سلبية على صعيد ألمانيا التي ستلحقها الضرر، إذ سيسحب على مدة عشرة أعوام حوالي نصف عدد الجنود المتمركزين في القواعد المنتشرة في أرجائها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ويبلغ العدد الكامل 70 ألف جندي إضافة إلى عائلاتهم. وأعلم البنتاغون أمس الحكومة في برلين بأن أول الخطوات العملية ستكون سحب فرقتين للجيش لتحل محلهما وحدات صغيرة سريعة التحرك، ومن المتوقع أن تسحب فرقة المصفحات المرابطة في مدينة فيسبادن وفرقة المشاة في مدينة فروتسبورغ.
أول ردة فعل انتقاد خبير الشؤون الدفاعية من الحزب المسيحي الديمقراطي كريستيان شميد القرار الأمريكي واعتبار عودة الجنود بأعداد كبير هو خطرا على أمن أوروبا، عدا عن ذلك لا توجد مخططات بديلة لسد الفراغ الذي سيعاني منه الآلاف من العاملين الألمان في ثكنات الجيش الأمريكي. وطالب برلين إجراء محادثات عميقة مع واشنطن لحل القضية بشكل تحد من حجم الخسائر.
كما يأمل السياسي الألماني أن لا يكون للانسحاب أبعاد سلبية على السياسية الأمريكية في أوروبا، فحرب كوسوفو قبل أعوام دلت بأن أوروبا لا تستطيع مواجهة مشاكل كهذه لوحدها.
لكن برأي منسق العلاقة الألمانية الأمريكية الاشتراكي كارستن فوغت لا تأثير سلبي لانسحاب جزء من القوات الأمريكية على الوضع الأمني في أوروبا وستبقى ألمانيا أكبر نقطة تمركز لها في أوروبا، وبإعادة انتشار قواتها تريد واشنطن تشكيل وحدات سريعة التحرك تواجه المخاطر الجديدة التي تهدد العالم وتفادي انقسام أوروبا.
لكن الخوف الكبير هو من انضمام آلاف العاملين الألمان المسرحين من الثكنات العسكرية الأمريكية إلى جيش العاطلين عن العمل ووصل عدده إلى حوالي الأربعة مليون. لذا وصف أحد النقابيين إغلاق قاعدتين عسكريتين مطلع العام القادم في شفاينفور وبامبيرغ بالكارثة فذلك يعني تسريح حوالي ألف عامل ومستخدم. عدا عن ذلك فان مغادرة العائلات الأمريكية ستسبب خسائر اقتصادية للعديد من المدن الصغيرة التي تعيش من الخدمات تقدمها لها.
التعليقات