نصر المجالي من لندن وسلطان القحطان من الرياض: بدأت المملكة العربية السعودية التي تخوض حربا ضد عصابات الإرهاب المتشددة الإسلامية التي نفذت عمليات انتحارية ضد سكان مدنيين ومنشآت اقتصادية في الشهور الماضية، وفي اطار حربها الإعلامية التي شنتها المملكة ، وهي من أقوى دول القرار في قضايا الشرق الأوسط، حملة مضادة ضد الإعلام الأميركي الذي شن حملة مناهضة لها في الولايات المتحدة عقب الهجمات التفجيرية الإرهابية في 11 سبتمبر (أيلول) من العام 2001 في نيويورك، حيث تم تفجير مقري الاتجارة الدولي.

وعلمت "إيلاف" أن الحكومة السعودية بدأت حملة دعائية واسعة تشمل تسع عشرة مدينة في الولايات المتحدة الأميركية "لإثبات أنها الحليف الوفي في الحملة العالمية لمواجهة الإرهاب، وذلك بالاستشهاد بالتقرير الختامي للجنة 11/9 الأميركية المستقلة والذي خلص إلى أن حكومة المملكة لم تمول تنظيم شبكة (القاعدة) الإرهابية..

وركز أحد الإعلانين الإذاعيين على الإشارة إلى أن السعودية قد أحبطت مخططا هجوميا على القوات الأميركية في العام 1998، فيما استشهد الثاني بتقويض اللجنة الأميركية لمزاعم تسهيل فرار بعض السعوديين خارج الولايات المتحدة عقب التفجيرات، حسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس.

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن، نائل الجبير، إن الحملة الإعلامية تهدف إلى وضع الحقائق التي توصلت إليها لجنة التحقيقات المستقلة حول السعودية بين يدي الشعب الأميركي، ورفض الجبير التحدث عن تكلفة الحملة الإعلانية التي بدأت يوم الجمعة الماضي، ومن المتوقع أن تختتم في السادس من سبتمبر (أيلول) المقبل حسب التقارير الصحافية الأميركية.

وقالت شبكة (سي إن إن ) الأميركية العالمية ان الحملة الدعائية السعودية لم تشر إلى الانتقادات التي وجهتها لجنة التحقيقات في الكونغرس ،إلى المملكة العربية السعودية التي وصفها التقرير "بالحليف غير الثابت في محاربة المتشددين الإسلاميين."
ومن جهته، قال الصحافي جمال خاشقجي المستشار الإعلامي لسفير المملكة العربية السعودية لدى بلاط سانت جيمس الملكي البريطاني الأمير تركي الفيصل آل سعود في تصريح لـ "إيلاف" عبر الهاتف "نحن معنيون تماما بتحسين صورتنا، أمام هجمة إعلامية عانينا منها كثيرا، واتهامات كذلك،". وتابع الخاشقجي : " هنالك حملات ضدنا وعلينا المبادرة بالرد عليها في شكل عقلاني، وخصوصا لجهة الاتهامات التي وجهت للمملكة على تداعيات تفجيرات سبتمبر العام 2001،اذ أثبتت تقارير لجنة الكونغرس براءة المملكة من التورط في تلك العمليات التي تخالف مبادئ العقيدة الإسلامية، وتوجهاتها السمحة التي تعمل المملكة بناء على مبادئها شرعة ومنهاجا".

يشار إلى أن التقرير الصادر عن لجنة الكونغرس الأميركي ،زعم بتمويل حكومة الرياض للمدارس الدينية التي يستثمرها المتشددون الإسلاميون لصالحهم، ومع إشارة التقرير لتحسن التعاون السعودي مع الولايات المتحدة في ما يتعلق بالإرهاب بعد هجمات 11/9، غير أنه ذكر أن "القضايا الرئيسية ما زالت باقية."، وأثار الكونغرس الأميركي الكثير من التساؤلات بشأن مدى ضلوع العائلة المالكة في السعودية في الهجمات، وذلك من خلال تمويل منفذي الهجمات.

وانتقد التقرير تمويل حكومة الرياض للمدارس الدينية التي يستثمرها المتشددون لصالحهم، ومع إشارة التقرير لتحسن التعاون السعودي مع الولايات المتحدة فيما يتعلق والإرهاب بعد هجمات سبتمبر الانتحارية، غير أنه ذكر أن "القضايا الرئيسة ما زالت باقية من دون حلول .

ويشار في الختام، إلى أن المرشح الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية، جون كيري، أثار في الأوان الأخير، مدى التزام المملكة العربية السعودية ، تجاه محاربة الإرهاب، كما زعم المخرج الأميركي مايكل مور في فيلمه "فهرنهايت 11/9 "أن الإدارة الأميركية سهلت عملية فرار أمير سعودي وبعض من أفراد عائلة زعيم شبكة "القاعدة" أسامة بن لادن إلى خارج الولايات المتحدة أثناء إغلاق المجال الجوي الأميركي أمام الطائرات المدنية في اللحظات التي أعقبت الهجمات الانتحارية التي أدت إلى تفجير برجي التجارة الدولية في نيويورك.